لقاء بلدي فرنسي لبناني في سراي بعبدا باولي: التعاون على صعيد المجالس المحلية يعزز صداقتنا العريقة
رعى محافظ جبل لبنان انطوان سليمان اللقاء الذي عقد عصر أمس، بدعوة من مركز الصحافة والإعلام الدولي، في سراي بعبدا، بين وفد جمعية بلديات منطقة الرون ونخبة من بلديات جبل لبنان، وذلك بعد الزيارة التي قام بها الوفد الفرنسي إلى لبنان برئاسة رئيس الجمعية السيناتور اليزابيت لامور، في حضور سفير فرنسا باتريس باولي، رئيس “مركز الصحافة والإعلام الدولي” الزميل ابراهيم الصياح، قائمقامي جبل لبنان وفاعليات إدارية وعسكرية وأهلية وإعلامية.
الصياح
بعد استقبال فولكلوري للوفد الفرنسي من قبل فرقة هياكل بعلبك، وكلمة للزميلة ماري طوق، كانت كلمة للصياح، أكد فيها ان “مركز الصحافة والإعلام الدولي يسعى للتقريب أكثر فأكثر بين اللبنانيين والفرنسيين، لا سيما على صعيد العمل البلدي”.
وقال: “نريد المزيد من التقارب، ومن علاقات التوأمة بين المدن الفرنسية واللبنانية”، مشيرا إلى أن “اللبنانيين يحبون العيش بسلام، ويشاركون فرنسا القيم نفسها القائمة على الديموقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان، وان مركز الصحافة اختار المقاومة من اجل فرنكوفونية أفضل وثقافة بلدية أفضل، حيث أن العمل البلدي يؤثر في الحياة اليومية لكل مواطن”.
ولفت الصياح إلى أن “التجربة البلدية اللبنانية هي الآن واحدة من أنجح التجارب، ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل في جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل مئات من رؤساء البلديات، وآلاف من أعضاء المجالس البلدية الذين ما زالوا يرغبون في الخلق والإنماء والعطاء، وتبادل الخبرات من أجل صالح البلدة التي يمثلونها”، متوجها إلى الوفد الفرنسي قائلا: “عشية عودتكم الى فرنسا، أتمنى عليكم أن تحفظوا في داخلكم مكانا صغيرا للبنان وتدعموه وتدافعوا عنه في فرنسا والعالم”.
لامور
وأثنت لامور في كلمتها على “دور مركز الصحافة والإعلام الدولي والجهود التي بذلها الصياح، سواء في برنامج الزيارة المكثف، وفي تفعيل العلاقات بين جمعية بلديات الرون والبلديات اللبنانية”.
وعن زيارة الوفد إلى لبنان، قالت: “انها مهمة مزدوجة، رد الزيارة التي قام بها وفد البلديات اللبنانية إلى ليون عام 2012، واستكمال العلاقة بين فيطرون وغليزية التي ترأس مجلس بلديتها من خلال توقيع معاهدة صداقة وتعاون بين المدينتين”، مشيرة إلى أن “المهمة أنجزت، ولكن بدأت مهمة أخرى، وهي مواصلة إحياء صداقتنا وعلاقاتنا. ونحن ندرك الصعوبات في بلدتكم، ولكن البلديات هي أساس متين يستطيع شعبكم الاعتماد عليه”.
باولي
بدوره، اشار باولي إلى التماثيل النصفية لرؤساء الجمهورية المتعاقبين المرفوعة في ساحة الاحتفال قائلا: “يستقبلنا اليوم أيضا رؤساء الجمهورية اللبنانيين”، متمنيا أن ينضم إليهم قريبا رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية.
وبعد عرض للتعاون الغني والمثمر بين لبنان وفرنسا في مجالات العلوم والقضاء والإدارة والطب والتعليم الجامعي، وعلى الصعيدين المالي والعسكري وغيرها، رأى باولي أن “التعاون على صعيد المجالس المحلية له الأثر الأكبر على تعزيز صداقتنا العريقة، ذلك أنها منبثقة من انتخاب رجال ونساء على مقربة من مواطنيهم، متطلعين على قضاياهم اليومية، وقادرين على أنجاز مشاريع طويلة الأمد”.
وإذ أعرب عن سروره بنتائج زيارة الوفد الفرنسي الى لبنان، أشاد برئيس مركز الصحافة الزميل الصياح، مثنيا على “التزامه المستمر بخدمة التقارب بين البلديات الفرنسية واللبنانية”. كما أثنى على توقيع اتفاقية الصداقة والتعاون بين غليزيه وفيطرون، معددا ثلاثة أسباب تجعل العمل البلدي محط اهتمام حاليا في لبنان، أولها، التقدم الذي أحرزته فكرة اللامركزية في لبنان مع تبلور مشروع قانون خاص بها، ثم تنظيم الحركة البلدية في لبنان وتأطيرها ضمن لجان وشبكات ذات مصداقية خارج الانقسامات السياسية والاجتماعية، والنقطة الأهم، المسؤوليات الكبيرة المستجدة التي تتحملها البلديات واتحادات البلديات في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان باستضافته أكثر من مليون نازح سوري على كامل أراضيه”.
إزاء هذا الوضع، أمل باولي “بمزيد من تطور العلاقات بين البلديات اللبنانية والفرنسية من خلال اتفاقيات تعاون جديدة”، مؤكدا “استعداد السفارة الفرنسية لتقديم كل ما يلزم من دعم في هذا المجال”.
سليمان
أما المحافظ سليمان، فأشار إلى أن “لبنان هو البلد الوحيد على امتداد البلدان العربية الذي تعاقب عليه 12 رئيسا خلال 70 عاما. لذلك من حق بعبدا أن تفتخر عندما وضعت تماثيل الرؤساء ال12 في السراي. هذا هو لبنان، لبنان الرأي والرأي الآخر”.
وإذ شكر رئيس مركز الصحافة على جهوده في فتح آفاق جديدة أمام البلديات اللبنانية من اجل تبادل الخبرات، قال “نجتمع اليوم في حدث ملفت بدلالاته وسط الحراك السياسي لاستحقاق مهم اعتبر دائما علامة فارقة في المنطقة منذ الاستقلال، وغداة إطلاق فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مشروع اللامركزية الإدارية، وما يحمله هذا المشروع من رؤيا وآليات من شأنها تعزيز دور المجالس المحلية والبلديات، وتمتعها بالهامش اللازم والصلاحية المكتملة، وما تمثل للعمل على إنماء متوازن عصري”.
أضاف: “إن أهمية اللقاء اليوم تكمن أولا في حصوله وإتمامه برغبة صادقة من وفد من مقاطعة الرون الفرنسية برئاسة السيناتور إليزابيت لامور، وباهتمام من مركز الصحافة والإعلام الدولي برئاسة السيد إبراهيم الصياح وتعاون مثمر من رؤساء مجالس البلديات المشاركين معنا في هذه المناسبة. وتبرز الأهمية ثانيا، في تعزيز التواصل بين البلديات المعنية والاستفادة من الخبرات، وتلقف المهارات، وكل ذلك يؤدي إلى التعاطي بمسؤولية وبشكل ممنهج لحل المشكلات أيا تكن، ولطرح المشاريع المطلوبة بغية الوصول إلى مجتمع أفضل لكل بلدة أو مدينة بمشاركة فعالة من المكونات الحية فيه”، مؤكدا أن “محافظة جبل لبنان مهتمة بمواكبة ودعم أي نشاط، وهي وفق القوانين لن توفر جهدا في سبيل تفعيل وتنفيذ ما تقررونه”.
واختتم اللقاء بتبادل الهدايا التذكارية وكوكتيل.