اتحاد بلديات شرق زحلة: الخلافات تستعر
صحيفة السفير اللبنانية:
ارتفعت حدة الخلافات بين رؤساء بلديات اتحاد شرق زحلة إثر التأجيل الثاني لجلسة انتخاب رئيس ونائب رئيس للاتحاد، بعدما كانت مقررة أمس، وتمّ تأجيلها إلى 28 أيار المقبل 2014. وقد علّل مصدر في محافظة البقاع التأجيل بانتظار مصير الدعوى التي رفعها الرئيس السابق للاتحاد عمر الخطيب لرفضه الطعن برئاسته.
ولفتت مصادر محافظة البقاع إلى أنّ القرار الرسمي في موضوع الانتخابات يعود إلى وزارة الداخلية التي ارتأت تأجيلها حتى لا يتم لاحقاً إعادة الطعن بها مرة أخرى. في المقابل، حضر بعض رؤساء البلديات، وطالبوا وزارة الداخلية بعدم تكرار التأجيل والإعلان عن موعد سريع لجلسة انتخاب رئيس ونائب رئيس للاتحاد.
ويتألف «اتحاد بلديات شرق زحلة» من عشر بلديات وهي ماسا، علي النهري، حي الفيكاني، رعيت، دير الغزال، قوسايا، عين كفرزبد، كفرزبد، تربل ورياق، وأخيراً قدمت بلدية الناصرية طلباً للانضمام إلى الاتحاد.
ينحصر التنافس على رئاسة الاتحاد بين رئيسي بلدية دير الغزال رفيق الدبس وعضو بلدية كفرزبد عمر الخطيب. وينقسم رؤساء بلديات الاتحاد بينهما. ويسجّل الدبس إلى جانبه كل من بلديات علي النهري، ماسا، حي الفيكاني ورعيت. وإلى جانب عمر الخـــطيب كل من بلديات رياق، تربل، قوســــايا والناصرية، فيما اتخذ رئيس بلدية عين كــــفرزبد سامي الســـاحلي قراراً بالحياد إما بالتصــــويت بورقة بيضاء أو بالمقاطعة.
ومع تشكيل الاتحاد تم التوافق بين أعضائه المؤسسين وهم رعيت، تربل، عين كفرزبد، كفرزبد، قوسايا ورياق، على أن تكون الرئاسة في سنواتها الثلاث الأولى لمصلحة رئيس بلدية دير الغزال رفيق الدبس، على أن يستلم عمر الخطيب بعدها الرئاسة. لكن مع انتهاء السنوات الثلاث الأولى رفض الدبس الاستقالة، متحججاً بأن رؤساء البلديات الجديدة التي انضمت إلى الاتحاد، وهي علي النهري وماسا وحي الفيكاني ترفض أن يكون رئيس الاتحاد عمر الخطيب الذي طالب رؤساء البلديات الجديدة بالإيفاء بتعهداتهم بانتخابه رئيساً في السنوات الثلاث الأخيرة.
استقال الدبس واستمر الصراع على الرئاسة بينه وبين الخطيب، وجرت انتخابات في 4 تموز الماضي فــاز فيهــا الخطيب في الجلسة الأولى بفارق صوت، ليفوز بالتزكية في الجلسة الثانية بعد انسحاب الدبس.
لم تدم فترة التوافق البلدي داخل الاتحاد سوى أشهر ليعاد إبطال انتخاب الخطيب، واعتُبر الاتحاد غير قائم، وذلك على خلفية شكوى قدمتها بلدية حي الفيكاني، التي اعترضت على قرار دائرة البلديات في محافظة البقاع التي أبقت آنذاك على عضو البلدية والرئيس السابق لبلدية حي الفيكاني ممثلاً للبلدية في انتخابات 4 تموز الماضي. وذلك ما اعتبره الرئيس الحالي علي عدنان السرغاني مخالفاً لأبسط القوانين المعمول بها، لا سيما أن مجلس بلدية حي الفيكاني وفي محضر جلسة بلدية حمل الرقم 82013، مطـــلع تموز، قد نـــزع الثقة من رئيس البلدية عباس دلـــول، وانتخب السرغاني رئيساً وعلي سويدان نائبا للرئيس.
وفي اليوم التالي أبلغت دوائر محافظة البقاع بالقرار. ودون في دائرة البلديات مع إعلامها بأن ممثل البلدية في عملية الانتخاب هو رئيس البلدية الجديد آنذاك السرغاني، فيما لم تأخذ محافظة البقاع بمفاعيل القرار.
قبول الطعن أعاد فتح الصراع بين البلديات الذي يحمل اليوم خلفيات طائفية ومذهبية وسياسية، لا سيما مع إصرار بلديات علي النهري وماسا وحي الفيكاني على دعم رفيق الدبس في مواجهة عمر الخطيب الذي يؤخذ عليه، وفق مصادر في هيئة العمل البلدي في «حزب الله»، عدم التزامه بخطة الهيئة، إضافة إلى زيارته معراب وتقديمه درعاً لرئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وهذا ما رفضه بعض رؤساء بلديات الاتحاد.
وحضر إلى سرايا زحلة وإلى مكتب دائرة البلديات في البقاع، أمس، كل من رؤساء بلديات علي النهري، ماسا، حي الفيكاني، دير الغزال، رعيت وعين كفرزبد، فيما حضر رئيس بلدية رياق لدقائق معدودة من دون أن يطلق أي موقف. في المقابل، قاطع الحضور كل من رؤساء بلديات قوسايا، تربل وكفرزبد.
وطالب الدبس باسم الحاضرين وزارة الداخلية بتعيين موعد سريع ونهائي لجلسة انتخاب رئيس ونائب رئيس جديد للاتحاد، فيما أكد الرئيس السابق للاتحاد عمر الخطيب استحالة إجراء الانتخابات قبل صدور القرار النهائي من مجلس شورى الدولة في موضوع الطعن الذي قدمه، مشيرا إلى خيار آخر قد تقدم عليه بعض البلديات الأخرى المنضوية في الاتحاد، ويتمثل بالانفصال عن الاتحاد الحالي وتشكيل اتحاد جديد.