رشعين أو رأس العين بلدة زغرتاوية تنفض عنها غبار الماضي
الوكالة الوطنية للإعلام ـ
تحقيق فريد بو فرنسيس:
رشعين كلمة سريانية “راش عين” تعني رأس العين تيمنا بالنبع الذي يتدفق من جوفها ويحتضنها، وينحدر النبع، الذي أصبح يعرف ب “نهر رشعين”، حتى البحر مخترقا بلدات رشعين، كفردلاقوس، زغرتا، وصولا الى طرابلس، ليصب في البحر وعلى ضفاف هذا النهر بنى محمد باشا الأرناؤوط والي طرابلس وصيدا وبيروت قصره العام 1642 واليها نسب العلامة البطريرك اسطفان الدويهي منطقة الزاوية فتكلم على “زاوية رشعين” دلالة على أهمية رشعين.
تقع رشعين على بعد 3 كيلومترات شمال زغرتا، وهي ثاني قرية بعدد السكان في الزاوية بعد زغرتا. تصل اليها عن طريق طرابلس – زغرتا – رشعين، وطرابلس – أردة – رشعين. تبعد عن بيروت 95 كلم، وعن مركز القضاء 3 كلم، وعن مركز المحافظة في طرابلس 10 كلم. ترتفع 130 مترا عن سطح البحر، وتبلغ مساحتها 279 كلم2، وعدد سكانها 4335 نسمة ينتخب منهم حوالى 2779 ناخبا، ومنذ العام 2004 بات في رشعين ثلاثة مخاتير.
تضم رشعين ثماني كنائس تتوزع في أرجاء القرية اقدمها كنيسة مار يوحنا – دنحي، وكنيسة القديسة مورا، ودير مار مارون الدار، وكنيسة مار يوحنا رشعين، وكنيسة مار مارون، وكنيسة مار أنطونيوس، وكنيسة سيدة الانتقال، وأخيرا كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس.
كانت رشعين تشتهر منذ القدم بتربية دود الحرير، وكان يوجد فيها معمل للحرير. وقبل الأحداث في لبنان عملت الدولة اللبنانية على تشجيع تربية دودة القز وصناعة الحرير، وأنشأت مكتبا خاصا لهذه الصناعة عرف بمكتب الحرير (مركزه في كفرشيما). وعندما تعطلت هذه الصناعة خلال الحرب وطغى على سوق الحرير، الحرير الإصطناعي، توقف العمل في المصنع ونشأت على أنقاضه صناعات مهنية صغيرة، كما في القرى اللبنانية الأخرى مثل مصانع الحدادة والألمنيوم والخشب بالإضافة الى مشاغل حرفية.
الناحية السياحية في البلدة تتمثل بسلسلة المطاعم المشهورة المنتشرة على ضفاف نهر رشعين، والتي باتت مقصدا لكل متذوقي اللقمة الطيبة والجلسة الهنية، فرواد تلك المطاعم يأتون من كل المناطق اللبنانية البعيدة منها والقريبة، وخصوصا مطعم جسر رشعين الذي ذاع صيته في كل المناطق اللبنانية.
أما الوضع الصحي في القرية فينحصر بمستوصف يعرف باسم “مستوصف إيريس فرنجية” الذي تأسس العام 1972 بمبادرة من الرئيس اللبناني الراحل سليمان فرنجية، وكان الأول في سلسلة مراكز لاحقة في منطقة زغرتا الزاوية: يضم هذا المستوصف قسما صحيا يؤمن المعاينة والدواء، ويؤمن الخدمة فيه عدة أطباء في اختصاصات متنوعة، وقسما لحضانة الأطفال من رشعين والقرى المجاورة من عمر سنتين ونصف حتى أربع سنوات”.
أول مجلس بلدي في رشعين واستمر حتى كانون الأول العام 1965 تاريخ انتخاب المجلس البلدي الثاني الذي دام حتى العام 1998.
نجيم
وروى السيد وجيه نجيم :”بالإضافة الى الأعمال الروتينية المعروفة، تنظيف الطرق وقنوات المياه ومكافحة الحشرات والقوارض، فقد أنشأت البلدية شبكة إنارة عامة في العام 1973، تم تحديثها في العام 1998، وشبكة صرف صحي بلغ طولها 11 كلم، ومحطتي تحويل الطاقة الكهربائية، وأجريت أعمال ترميم لا سيما في شبكة مياه الشفة”.
وتابع: “في 11 حزيران 1998 انتخب المجلس البلدي الثالث الذي استمر حتى 21 حزيران 2004. وتمكن خلال ولايته من تنفيذ أعمال عدة، أبرزها: استئجار دار للبلدية، إنشاء مستديرة رشعين وطرق للمشاة، وقناتي مياه. ومن اصل 6 طواحين اثرية لم يبق في رشعين سوى طاحونة وحيدة تملكها الرهبنة اللبنانية وهي بعهدة الآنسة سعاد النشمي، ويزيد عمرها حوالى 200 سنة.
راضي
“رشعين اليوم تنفض عنها غبار الماضي”، بحسب رئيس بلديتها باخوس راضي الذي يقول: “بدأنا بالتعاون مع اتحاد بلديات قضاء زغرتا رصف الطرق الداخلية بحجارة البازالت وذلك بعد انجاز البنى التحتية، واهلنا الانارة العامة ونعمل مع البلديات المجاورة والمنضوية في اتحاد بلديات قضاء زغرتا على مشاريع مشتركة ابرزها الصرف الصحي حيث انجزنا كل المطلوب منا ورفعنا التلوث عن مجرى النهر وننتظر محطة التكرير من الاتحاد. كما نتعاون مع بلدية دير نبوح لرفع التلوث نهائيا عن المياه الجوفية بعد تحويل شبكات المجارير خارج رشعين بالكامل”.