بحضور البدر: افتتاح مدرسة الكويت حارة حريك
افتتح اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، اليوم (الخميس 7/2/2013)، “مجمع مدارس سمو الشيخ صباح الاحمد الصباح الرسمية”، برعاية وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسان دياب، في بئر حسن، وفي حضور المندوب الدائم للصندوق الكويتي في لبنان نواف الدبوس، رئيس مجلس الانماء والاعمار المهندس نبيل الجسر، عدد من رؤساء واعضاء البلديات وفاعليات سياسية وتربوية واجتماعية.
بعد ازاحة الستار عن لوحة تحمل اسم المجمع، عزفت كشافة الامام المهدي موسيقى النشيدين اللبناني والكويتي. القى بعدها مدير الثانوية في المجمع الدكتور احمد شمس الدين كلمة، رحب فيها بالحضور، شاكرا “كل من ساهم في بناء هذا المجمع، خصوصا دولة الكويت ووزارة التربية التي سهلت الكثير من اجل سير العمل في هذا المجمع، وايضا الشكر لاتحاد بلديات الضاحية الجنوبية خصوصا بلديتي الغبيري وحارة حريك. كما ان الفضل الاول والاساسي هو الى شهداء الوطن، خصوصا شهداء حرب تموز. واننا نؤكد ونقول لكل العالم ان لبنان هو بلد الحرية والكرامة والعزة”.
ثم القى قاسم الخنسا كلمة باسم الطلاب، توجه فيها بالشكر الى “وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسان دياب لجهوده التي قدمها، والى دولة الكويت الشقيقة للمشاركة في تأسيس هذه الثانويةوقال: “ادعو الله ان يوثق روابط الاخوة بين لبنان والكويت ليتحقق الحلم العربي وهو الوحدة العربية”.
الخنسا
ثم القى رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد سعيد الخنسا كلمة قال فيها: “في هذا اليوم جئنا لنملأ قلوبنا بالفرح والسرور، ونرى ان الثمار قد نضجت، والصفوف قد امتلأت. بكل صراحة اعتدنا في ديننا ومعتقدنا واخلاقنا وفي الحديث الشريف انه “من لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق”، لذلك نتقدم بكل الشكر والمحبة لاهلنا واحبتنا في دولة الكويت، أميرا وحكومة وشعبا وصندوقا، ولكل من ساهم في انجاح هذا المجمع التربوي، كما يشرفنا ان نطلق عليه اسم “مجمع مدارس سمو الشيخ صباح الاحمد الصباح الرسمية”، كما اطلقنا على المدارس في حارة حريك اسم “مدارس الكويت الرسمية”.
اضاف: “نحن كبلدية لقد بنينا مدرسة كاملة على نفقتنا الخاصة تأكيدا منا على اهمية التنمية في العلم والفكر والوعي، وترديدا لما ننشده في المدارس “كلنا للوطن”، كلنا مقاومون لاجل الوطن، نقاوم الحرمان والجهل كما قاومنا الاحتلال. التنمية الفكرية من اهم الابواب التي دخل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية فيها، وهو شريك مع الفقراء والاغنياء والشعب في افراحهم واتراحهم. نشكر وزير التربية والتعليم العالي ونقول له اننا نحتاج الان الى بعض الروضات والابتدائيات، ان شاء الله تضع ذلك في البرنامج التربوي للعام المقبل. البلد يحتاج الى التعاون وليس الى المناكفات، التعاون بين البلديات، بين الشعب والحكومة والجهات المانحة، وهي كثيرة”.
وختم: “كل الاحترام الى دولة الكويت، أمير الكويت، الصندوق الكويتي وكل من ساهم في بناء المشاريع التنموية وبناء ما دمره العدو الاسرائيلي. نحن قوم نحترم من اهدانا وردة، ونقدر رائحتها عاليا، ويفح اريجها في اوساطنا السياسية والاجتماعية والتربوية. اشكر كل من نفذ المشروع وساهم معنا، باسمي وباسم اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية اقول ايادينا وقلوبنا مفتوحة لكم”.
البدر
بعدها، القى المدير العام للصندوق الوطني للتنمية الاقتصادية العربية عبد الوهاب البدر كلمة قال فيها: “تحت عنوان شركاء في التنمية بدأ الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عمله في لبنان منذ العام 1966، ويدنا بيدكم استمرينا ونفذنا مشاريع انمائية في الميادين كافة، وعلى امتداد كل المحافظات في لبنان، وبمثابرة وعزيمة مشتركة نجحنا في اتمام معظم مشاريعنا على اكمل وجه. واليوم نلتقي مجددا للاحتفال بتدشين احد اهم المشاريع معنى وفائدة، وهي مشاريع تدعم العمل التربوي والعلمي والثقافي، وتخدم المواطن اللبناني في صورة مباشرة وهما مدرسة الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ومدرسة دولة الكويت في الضاحية الجنوبية، وكما تعلمون فان التربية التي تسمو بالمواطن اللبناني الى الابداع هي تربية المعرفة، والتي يجب التأكيد على توافرها له للوصول الى معالم النهضة، الحرية، ثبات العقل وانفتاح الفكر سواء كان ذلك على مستوى مؤسسة الاسرة او المدرسة، كل ذلك بهدف احياء المعرفة والثقافة عند الناشئة والمتعلمين وصولا الى بناء الانسان الحر القادر على تمثيل المعرفة وانتاجها بصورة ابداعية”.
اضاف: “ايمانا منا في الصندوق الكويتي بدعم البنية التعليمية التي هي من اهم ركائز التنمية المجتمعية والبنية الثقافية، تم تخصيص العديد من المشاريع لخدمة هذا الهدف عبر منحة دولة الكويت، حيث قمنا ببناء مدارس للمراحل المتوسطة والثانوية، وكذلك مشاريع اخرى مهمة تخدم المتطلبات الضرورية، وتدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية هنا في الضاحية الجنوبية والتي نراها اليوم تبصر النور. ولا يفوتني في هذا الصدد ان اتقدم بوافر الشكر والتقدير على الجهود المبذولة كافة من كل الجهات والافراد في تنفيذ هذه المدارس، وخصوصا وزارة التربية والتعليم العالي وعلى رأسها الوزير البروفسور حسان دياب ومجلس الانماء والاعمار ممثلا بالمهندس نبيل الجسر، والصديق محمد سعيد الخنسا”.
وختم: “أملنا ان تقدم مشاريعنا التعليمية اكبر قدر من المساعدة والتوعية والتنمية لدى ابناء هذا الجيل من طلاب وشباب، الذين عليهم تقع آمالنا في المستقبل لجعل لبنان كما تعودنا عليه بلد الثقافة والعلم، ومواكبة كل التطورات، متخط لكل العقبات التي قد تعترض طريقه”.
الوزير دياب
بدوره القى وزير التربية الكلمة الاتية: “تشكل العلاقات اللبنانية الكويتية نموذجا متمايزا للعلاقات اللبنانية العربية، نظرا إلى شمولها الشعبين الشقيقين والحكومتين في آن، وعلى مدى تاريخ طويل من التعاون الأخوي الصادق في خدمة القضايا العربية المشتركة. وقد تجلت هذه العلاقات العريقة في الحرب والسلم، وفي السراء والضراء، حتى غدت مثالا للمحبة والإحترام والتعاضد والتآخي”.
اضاف: “ويسرني أن أرعى اليوم الإفتتاح الرسمي لمجمعين تربويين يضمان مبان مدرسية متوسطة وثانوية يحمل الأول إسم “مجمع مدارس دولة الكويت الرسمية” وموقعه في حارة حريك، ويحمل الثاني إسم “مجمع مدارس الشيخ صباح الأحمد الصباح الرسمية” وموقعه في الغبيري، وقد تم استملاك أراضي المجمعين وإنجاز مبانيهما وتأثيثها وتجهيزها وتأمين مفروشاتها المدرسية بهبة كريمة من دولة الكويت الصديقة بلغت قيمتها نحو 16 مليون دولار أميركي، وذلك عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، الذي نتوجه إليه بالشكر والإمتنان لدعمه ومتابعته وسهره على إتمام هذا الإنجاز الكبير، بحيث أصبح لأبنائنا في الغبيري وحارة حريك مبان مدرسية حديثة ولائقة تلبي حاجات المناهج التربوية الجديدة إلى القاعات والمختبرات والملاعب وسواها من المرافق التعليمية”.
واشار الى أن “بلديات الغبيري وحارة حريك قد ساهمت بمبالغ مالية محددة في البناء، قبل ان يتكرم الجانب الكويتي برفع مساهمته لتمويل وتجهيز هذين المجمعين من 15 مليون إلى 16 مليون دولار”.
وقال: “إن افتتاح هذه المباني الجديدة في الضاحية الأبية، بدعم من دولة الكويت، هو أكبر دليل على إدراك الكويت لأهمية التربية في النهوض بالأوطان، وفي تربية الإنسان وتنشئته على الإيمان ومكارم الأخلاق. فالتربية والتعليم هما الوسيلة المثلى لإعداد الموارد البشرية التي تتولى بدورها عملية الإنماء والتطور والتقدم التي يحتاجها الوطن”.
اضاف: “ويقيني أن المدرسة الجيدة التي تقدم العلم مع التربية، والإيمان مع الوطنية، هي المطلوبة اليوم بإلحاح، بل وأكثر من أي وقت مضى، لتكون الحصن المنيع في مواجهة الآفات والموجات العاتية المستوردة، وبخاصة تلك الأفكار التي يتم تداولها عبر وسائل الاعلام وقنوات الاتصال والتواصل المختلفة، وما تبثه من عادات وتقاليد غريبة عنا وعن تراثنا ومجتمعاتنا، حتى يكاد أن لا يسلم أحد من تأثيراتها السلبية”.
وتابع: “إن الاستثمار في التربية هو الاستثمار الانجح والأبقى، والذي تظهر مردوداته في المستقبل القريب والمتوسط والبعيد. ولا شك أن البناء المدرسي العصري مستلزم أساسي من مستلزمات هذا الاستثمار، خاصة وأن المناهج التعليمية لا يستقيم شأن تطبيقها ما لم تتوافر لها المتطلبات على مستويي البنى التحتية والتجهيز، وبدون ذلك لن نتمكن أبدا من الانتقال إلى عصر العولمة ومواجهة التحديات من أجل تحقيق التقدم والتطور المنشود. ولقد أفردت خطتنا التربوية الإنقاذية حيزا مهما لترميم المدارس وبناء مدارس أخرى جديدة ونشر المعلوماتية وإستخدام تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات لخدمة التربية والتعليم”.
واكد أن “وزارة التربية والتعليم العالي، تسعى جاهدة الى توفير التعليم في لبنان على أساس تكافؤ الفرص في الالتحاق والمتابعة والنجاح، غير أنها لن تستطيع تحقيق ذلك على الوجه الأمثل ما لم تتمكن خلال فترة زمنية معقولة من استبدال المباني غير المدرسية المستخدمة للتدريس بمبان أخرى مدرسية، وأن تعمد إلى ترميم الأبنية المدرسية المتوافرة وصيانتها وتأهيلها، وذلك ضمن خريطة جغرافية مدرسية مرنة، وأن تعمد كذلك إلى تطوير دائم للمعايير والمواصفات التى ترعى أعمال البناء والترميم والتأهيل والتجهيز”.
وقال: “إنني على يقين بأن هذه الصروح التربوية الجديدة التي نحتفل بتسلمها اليوم ستمكننا من مواكبة التطورات الحديثة في ميدان التربية والتعليم كاستخدام الألواح التفاعلية الذكية وتعميم الكمبيوتر اللوحي والمناهج الرقمية، أو بتعبير آخر الإنتقال إلى المدرسة الفعالة بإدارتها ومعلميها. فهنيئا لنا جميعا هذه الصروح التربوية الواعدة، وشكرا لدولة الكويت الشقيقة، التي ساهمت بعزم صادق وإيمان قوي لتصبح هذه الأبنية منارات للعلم تبني العقول وتصقل النفوس، ولا غرو فإن أجيال لبنان الصاعدة وبخاصة أبناء الضاحية، يستحقون كل الاهتمام والرعاية، لأنهم بحق عماد المستقبل”.
وشدد على ان “العلاقات الأخوية المتينة التي تربط ما بين لبنان ودولة الكويت الشقيق، متجذرة في القلوب والنفوس وفي الفكر والمشاعر، وتبدو لنا ماثلة أيضا في حركة التبادل الناشطة والمزدهرة بين البلدين الشقيقين”.
وقال: “ان دولة الكويت، أميرا وحكومة وشعبا، لم تأل جهدا ولم تفوت فرصة إلا وكانت إلى جانب لبنان، داعمة ومساندة وحاضرة في الملمات وعاتيات الأيام، ولطالما أسهمت عبر حكومتها ورجال الأعمال فيها، في النهوض بلبنان، من خلال تمويل المشاريع وتشجيع السياحة وإنشاء المؤسسات على إختلافها وتعزيز التبادل التجاري والإفساح في المجال لآلاف اللبنانيين للعمل في شتى المجالات”.
وختم: “مبارك للبنان هذه الهبة الكويتية الكريمة التي تتمثل اليوم بهذا الإنجاز الكبير، والشكر والإمتنان مجددا لدولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا على المحبة والعطاء”.
وفي الختام، وزعت الدروع على البدر، الدبوس ودياب تقديرا لجهودهم.