حتى نلتقي- الإعلام البلدي: أين هو؟
مجلة العمل البلدي ـ
بقلم محمود ريا ـ
مدير موقع بلديات لبنان:
يبدو الحديث عن الإعلام البلدي في لبنان كتذكّر غائب، أو تمني الشفاء لمريض.. إن لم نقل إنه ترحّم على ميت.
فالإعلام البلدي، الذي ينبغي أن يكون ركناً أساسياً من أركان العمل البلدي، يبدو في بلدنا هزيلاً، منبوذاً، لا اهتمام فيه، ولا سعي لتطويره، بالرغم من محاولات يتيمة، وتجارب فردية، تحاول تغيير هذا الواقع، وتعمل على خلق إعلام بلدي حقيقي.
واستعراض مفردات هذا الإعلام على الساحة المحلية يضعنا أمام صورة قاتمة:
ـ لا مواقع إلكترونية للبلديات في لبنان ـ وخصوصاً البلديات الكبرى ـ وإذا وُجدت فهي لا تحظى بالعناية والتطوير والتحديث الذي ينبغي أن يكون.
ـ لا برامج توجيهية تلفزيونية وإذاعية (إلا ما ندر) تضع العمل البلدي في رأس سلّم الأولويات، نظراً لما يمثّله من أهمية في حياة المواطنين. هناك حالات لا بد من الإشادة بها، ولكنها تبقى أدنى من أن تتحول إلى تيار عام يعكس قناعة بأهمية هذه البرامج وحيويتها.
ـ صفحات الصحف تنأى بنفسها عن الإعلام البلدي، والصحف التي كانت منخرطة في الاهتمام بهذا الجانب الأساسي من حياة المواطنين، باتت تتهرب من هذا الواجب بصمت، ومن دون معرف الأسباب.
ـ المجلات البلدية، والمنشورات، والنشرات، وغيرها من المطبوعات، تقلّ شيئاً فشيئاً، إن لم تكن باتت في حالة نضوب.
ـ هناك بعض المجلات والمواقع التي جعلت من العمل البلدي في صلب اهتمامها. وإن كانت هذه التجربة في دائرة الإشادة، فلا بد من فرز الغثّ من السمين فيها، والالتفات إلى المعطى التجاري، والنهج الكسبي الذي يسود بعضها، ما يخلق حالة من النفور لدى المجالس البلدية، ويجعلها تحجم عن التعاون معها، خوفاً من التعرض للابتزاز المادي والمعنوي.
كل هذا الواقع، وغيره، يجعل الحديث عن العمل على بحث كيفية النهوض بالإعلام البلدي، وتخليصه من الشوائب، مسألة حيوية لدى كل العاملين في هذا المجال. فالإعلام البلدي ركيزة من ركائز العمل البلدي، وإضعاف هذا الإعلام هو إساءة للبلديات، وللعاملين في المجال البلدي، وللبلد ككل.