نحلة: جارة الوادي وموطن الينابيع.. وبلدية تعمل بصمت
موقع بلديات لبنان ـ
أجرى المقابلة: علي ريا:
تقع بلدة نحلة شمالي شرق بعلبك وتبعد عنها نحو ستة كيلومترات وتتبع إدارياً الى قضاء بعلبك ومحافظة البقاع وتبعد عن مدينة زحلة قرابة خمسة وأربعين كليومتراً
يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 1300 متر.
يبلغ عدد سكان البلدة ثمانية آلاف نسمة ويتفاوت القاطنون بين الصيف والشتاء حيث يغادر قرابة النصف إلى بيروت خلال الشتاء، وسجل في السنوات العشرين الاخيرة زيادة في نسبة الاغتراب حيث وصل العدد إلى قرابة المئة وعشرين عائلة
يوجد في وسط البلدة معبد روماني قديم يعرف بالحصن، يقع على كتف وادي نحلة، بالاضافة إلى الكثير من المعالم الأثرية والتراثية كقصر ست البنات، والخان، وكهوف سكن الإنسان القديم.
تمتاز نحلة بمناظرها الطبيعية الخلابة وبأنها موطن الينابيع العذبة، وخصوصاً في وادي نحلة الذي يبلغ طوله نحو عشرة كيلومتر، يمتد داخل اخدود صخري بعمق نحو مئتي متر، ويجري في وسطه نهر طبيعي تحيط به بساتين الجوز والمشمش والخوخ والفاكهة الاأخرى المتنوعة .
وتسمح طبيعتها الغناء والتنوع النباتي في جرودها الواسعة والتي تقدر مساحتها بمئة وعشرين كيلومتر مربع بازدهار تربية قفران النحل التي تنتج عسلاً طبيعياً.
تأسست بلدية نحلة في العام 1963 ولم يدم عمر مجلسها البلدي سوى سنة واحدة حيث استقال اعضاؤها وحُلّت بسبب خلافات على طريقة إدارة البلدية. وفي العام 1998 تم انتخاب مجلس بلدي أكمل ولاية كاملة الى العام 2004، وبعد انتخابات العام 2004 جرى حلّ المجلس على خلفية عدم تمكن الأعضاء من انتخاب رئيس.
وفي العام 2010 انتخب مجلس بلدي جديد من خمسة عشر عضواً، وقدّم عضو واحد في العام 2012 استقالته لاسباب خاصة.
موقع بلديات لبنان زار بلدة نحلة، والتقى رئيس البلدية الأستاذ علي يزبك، الذي أجاب على تساؤلاتنا عن البلدية ودورها وما قامت به وما تعد به.
سألنا الأستاذ علي يزبك: في منطقة طرفية، وفي بلدة صغيرة مثل نحلة، ما هو دور المجلس البلدي، وما هو المطلوب منه؟
فكان الجواب:
إن دور المجلس البلدي حدده القانون البلديات، لا سيما المرسوم الاشتراعي رقم 118 الصادر في 30\6\1977 وتعديلاته، وقد أناط بالمجالس المحلية مهام وصلاحيات تتركز في مجموعها على كيفية وطريقة تأدية الخدمات للمواطنين في إطار اللامركزية الادارية. ولكن المطلوب من المجلس البلدي
اليوم مهام أكبر، فهو مسؤول عن كل شيء، وتتم مراجعته في كل صغيرة وكبيرة نتيجة الغياب شبه التام لأجهزة الدولة وعدم قيامها بمهامها.
فتقديم خدمات المياه والكهرباء ومتابعة أعطال الهاتف وغياب البنى التحتية وتقصير الإدارات، مضافاً إليها ضعف الإمكانات المادية، باتت عبئاً ثقيلاً على البلديات.
ويقول الأستاذ يزبك رداً على سؤال حول الإنجازات التي تحققت في البلدة منذ عودة المجالس البلدية إلى العمل بعد إعادة الانتخابات:
إن الواردات المالية هي التي تتحكم بعمل وفعالية المجلس البلدي، وقد أجرينا مسحاً دقيقاً للحاجيات الأساسية في البلدة وقمنا بإعداد خطة خمسية بناءً على الواردات التي يمكن أن نحصّلها خلال هذه الفترة. وقد تركزت عناوين الخطة الاتي :
1- الادارة
2- البنى التحتية
3- العمران
4- التربية والتعليم
5- التنشيط الاقتصادي
وتحت هذه العناوين تم وضع مشاريع تنفيذية نذكرها بالتدريج على سبيل المثال لا الحصر:
– مكننة عمل الإدارة وفق برامج متطورة لتسهيل معاملات المواطنين.
– إنشاء طرق عامة وداخلية تحت شعار أن حق كل منزل مسكون خلال الشتاء أن يكون طريقه معبّد بالزفت أو الباطون.
– إنشاء شبكة مياه شفة مؤقتة تمكنّا من خلالها تأمين مياه الشفة لنحو 95 %
من منازل البلدة الستمئة.
– انشاء شبكات وأقنية ري في وادي نحلة بطول 2500 م
– إنشاء قصر بلدي بمواصفات معمارية حديثة.
– مساعدة متوسطة نحلة الرسمية وإقامة دورات تقوية لطلاب الشهادات الرسمية.
– تكريم الطلاب الناجحين والمتميزين.
– مساعدة المزارعين من خلال إنشاء بساتين زيتون وفق مواصفات محددة، وقد اعتبر هذا المشروع من المبادرات البلدية المتميزة من قبل وزارة الداخلية.
– إقامة مهرجان سنوي تحت عنوان مهرجان قطاف الجوز .
هذا ما تم إنجازه بالمجمل حتى الآن، ولكن ماذا عن الاحتياجات التي ما تزال تنتظر؟
يقول الأستاذ علي يزبك:
الحاجيات الاساسية التي نطالب بها هي :
– استكمال الوصلات المنزليه لشبكة مياه الشفة ليتسنى لنا تشغيل الشبكة.
– القيام بإنشاء شبكة صرف صحي وربطها بمحطة التكرير في إيعات ودراسات المشروع جاهزة وتنتظر التمويل.
– إنشاء شبكة هاتف سلكية في البلدة لأن الهاتف الهوائي معطل دائماً.
– تعبيد عدد من الطرقات الزراعية التي تصل إلى وادي نحلة في مناطق الفوارة، والشاغور، وبستان الطاحون، لأنها تشجع السياحة وتؤمن سهولة الحركة.
لا شك أن البلديات تعاني من مشاكل كثيرة، وتصطدم بعقبات أكبر في عملها، فكيف يلخض رئيس بلدية نحلة هذه المشاكل؟
يقول الأستاذ يزبك:
إن أبرز المشاكل التي تعاني منها البلديات هي ضعف الواردات، وذلك ناجم عن تأخر تسديد مستحقات البلديات خلال المهل القانونية، يضاف إليها عدم صرف عائدات الهاتف المستحقة والتي يمكن أن تساهم بشكل كبير في استكمال الكثير من المشاريع الخدماتية في البلدة.
أما الروتين الاداري فهو علة العلل يضاف إليها الرقابة الإدارية تحت عنوان سلطة الوصاية والتي تتدخل في عمل البلديات، حتى وكأن المجالس المحلية تضم موظفين تابعين لوزارة الداخلية.
بالرغم من هذه المشاكل، ماذا تعدون ـ والسؤال موجّه لرئيس بلدة نحلة ـ أبناء البلدة، وهل سنرى بلدة تسير فعلاً على طريق التنمية في الفترة المقبلة؟
يجيب الأستاذ يزبك:
نعد أهلنا بأننا سنواصل خدمتهم بكل ما أوتينا من عزم وصبر، وفي جعبتنا مشاريع في طريقها التنفيذ ومنها:
– مشروع إقامة بركة صناعية تتسع لعشرة آلاف متر مكعب من المياه، وقد اشترت البلدية العقار الذي تبلغ مساحته نحو تسعة آلاف متر، وقد لزّم المشروع، وهو سينفذ بالتعاون مع وزارة الزراعة.
– مشروع تجميل وتزيين مدخل نحلة، وقد أكملت الدراسة، وسيطرح على التلزيم في شهر شباط القادم، والتمويل سيكون على عاتق إتحاد بلديات بعلبك
– مشروع مدخل نحلة الشرقي، وسينفّذ في أيار القادم.
وفي الختام سنكون في النصف الثاني من شهر كانون الثاني القادم على موعد مع افتتاح القصر البلدي الذي سيكون منارة في نحلة يشع إنماء وعلماً وثقافةً على أبناء البلدة والجوار.
وفي الختام ـ يقول رئيس بلدية نحلة الأستاذ علي يزبك ـ لا يسعني إلا أن أشكر “موقع بلديات لبنان” بشخص مديره الصديق العزيز المتميز دائماً الأستاذ محمود ريا على التفاتته الكريمة من خلال هذه المقابلة والشكر الجزيل له وللقيّمين على الموقع.