لنبدأ من البلدية.. فقد ننجح
موقع بلديات لبنان ـ
أحمد شعيتو:
نستطيع دون تردد أن نقول إن التنظيم الاداري المحلي ـ أي البلديات ـ هو الوحدة التنظيمية الأهم وطنياً على صعيد الخدمات والبيئة التنموية والإدارة الثقافية والبيئية والنشاطات الاجتماعية، بل توفير التنمية الاقتصادية محلياً.
لكن متى يكون الأمر كذلك؟
إذا توفرت لها الأجواء العملية الصحيحة والصحية..
التجربة البلدية في لبنان، التي تعود إلى عقود خلت، لم ترقَ إلى النجاح الحقيقي، إلا في حالات استثنائية، ذلك إن المسؤولين المتعاقبين على سلطة الوصاية وعلى الحكومة لم يعوا أهمية دور البلديات في بلد أحوج ما يكون إلى التنمية المحلية على صعيد البشر والحجر والبنى التحتية.
المطلوب إيلاء الاهتمام بالبلديات من قبل المعنيين كمنظومة لامركزية قائمة بذاتها، تستطيع العمل المستقل دون الروتين الإداري الرسمي، والرقي بالمستوى الاجتماعي والثقافي والمعيشي للمواطن بشكل فعال، كونها أعلم بالحاجات المحلية اليومية والإمكانيات المتاحة.
لا بد للمسؤولين اتخاذ القرارات التالية في هذا الخصوص:
– إقرار صلاحيات أوسع وأفعل للبلديات ورئيسها في المجالات التنموية
ـ توفير الموارد المالية المستحقة للبلديات بل توسيع دائرة هذه المستحقات
ـ اتخاذ القرارات التي من شأنها جعل علاقة المواطن بالبلدية أساسا في حل مشكلاته، وتوسيع سلطات البلدية على صعيد الحلول للمشاكل اليومية وعلى صعيد الامن.
ولا بد من دراسات تقدمها البلديات سنوياً الى المحافظة أو الوزارة حول قدراتها المحلية وحول مشاريع ممكنة التحقيق، على أن تأخذ الوزارة ذلك بعين الاعتبار، وتؤمن اللازم لتحقيقه.
على المسؤولين عدم تكبيل البلديات في نطاق ضيق وعدم حجب الأموال عنها كما هو حاصل حالياً بالنسبة الى الصندوق البلدي. فاذا كانت الدولة قاصرة عن حلول اقتصادية واجتماعية جذرية، فالبلديات يمكن أن تكون حجر الأساس في الإنماء والتنمية المحلية، بحيث تتكامل التنميات المحلية فيرقى المستوى الاجتماعي والاقتصادي على الصعيد الوطني الأوسع. فلنعطها هذه الفرصة التي اعتقد انها فرصة حقيقية.
من النقاط المهمة في نجاح البلديات دور رئيس البلدية الذي أثبتت بعض التجارب أنه رغم محدودية الموارد والصلاحية البلدية يستطيع أن يخرج من هذه المشكلة إذا كان مبادراً وذا همة عالية ومبدعاً وذا علاقات شخصية.
وقد حدثني رئيس إحدى بلديات الجنوب يوماً عن كيفية إنجازه لمشاريع خاصة بالبلدة عبر الجرأة والاقدام واستغلال العلاقات الشخصية، مما جعل هذه البلدة التي كانت بعيدة عن الحضارة ومهجورة لعشرين عاما جراء الاحتلال، طليعية بين القرى في التنظيم والخدمات والمشاريع.
لقد كانت مبادرته الشخصية نحو الممولين الاجانب أو نحو المسؤولين اللبنانيين على السواء فعالة جداً، فأصبحت البلدة التي لم تكن تملك مركزاً بلدياً حتى، تملك قصراً بلدياً ومدرسة نموذجية ومستوصفاً وملاعب رياضية ومشاريع مائية وكهربائية وطرقات معبدة وأرصفة وتشجيراً ومقلعاً للأحجار يعود بالمردود المالي على البلدية، وغير ذلك الكثير من الانجازات..
على الدولة تشجيع مثل هؤلاء وإعطاؤهم الفرصة تلو الاخرى والصلاحيات والوقوف إلى جانبهم بما يشجع البلديات الاخرى ورؤساءها..
تحية طيبة
اضف اليهم عندما تبتعد المحاصصه والقوي السياسيه تاركه المجال امام الشرفاء للوصول للمحلس البلدي سترى ما يرضي الله والعباد