اتفاقية بين بلديتي طرابلس وغازي عنتاب التركية لتعزيز الصداقة وتحفيز تبادل المعارف والخبرات في مجال الحكم المحلي
وقعت بلديتا طرابلس و”غازي عنتاب” التركية، اتفاقية تعاون وتوأمة تهدف الى: تعزيز الصداقة والتفاهم وتحفيز تبادل المعارف والخبرات في مجال الحكم المحلي، خلق اتصالات بين المدينتين واعطاء السكان الفرصة لتبادل المعلومات والخبرات في مجالات مختلفة فضلا عن تحقيق التبادل بين السلطات المحلية والسكان والمدارس والقطاع التجاري والصناعي، على أن تقوم المدينتان – التوأم كل سنة بتحديد برنامج لتبادل الخبرات والفعاليات.
تتضمن التوأمة أيضا موافقة الطرفين على تحمل تكاليف النقل المحلي والاقامة خلال التبادلات بين البلديتين، على أن يتم تنفيذ بعض المشاريع بناء لشروط يتم تأكيدها باتفاقيات وبروتوكولات ومذكرات اضافية، وتدخل هذه الاتفاقية حيز التنفيذ مباشرة بعد توقيعها.
وكان رئيس بلدية غازي عنتاب ورئيس اتحاد المدن التاريخية التركية الدكتور عاصم غوزالباي، لبى دعوة بلدية طرابلس لزيارة المدينة لمدة ثلاثة أيام، حيث زار البلدية الشمالية على رأس وفد ضم رئيس بلدية أورفة الدكتور أحمد فاقي بابا، مؤسس اتحاد المدن التاريخية التركية وصاحب فكرة التوأمة بين المدينتين الدكتور متين سوزان، رئيس بلدية أوغز ألي ومساعد رئيس بلدية غازي عنتاب بكر أوزتكين، وأعضاء مجلس بلدية غازي عنتاب ورئيس مصلحة الهندسة ورئيس وحدة حماية المدينة القديمة فيها يرافقهم عضو مجلس بلدية طرابلس رئيس لجنة الآثار والتراث الدكتور خالد تدمري.
وكان في استقبالهم رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال، الذي أكد على أهمية العلاقة التاريخية بين البلدين، “والتي في حال تفاعلها فانها ستنعكس ايجابا على مدينتنا والتي تزخر بالآثار التركية”. بعدها كانت جولة للوفد في أحياء المدينة وقلعة طرابلس.
وفي اليوم الثاني زار الغزال والوفد التركي غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال. وكان في استقبالهم أمين المال في الغرفة توفيق دبوسي ووفد من مزارعي ومصدري الحمضيات في لبنان.
وخلال اللقاء تطرق الدبوسي الى مشكلة الحمضيات، والتي “تبحث الغرفة عن امكانية ايجاد الأسواق البديلة لتصريفها بعدما توقفت أسواق العراق والأردن وسوريا عن استقبالها بسبب الأوضاع الراهنة في سوريا فكانت الوعود بامكانية استيعاب مدينة غازي عنتاب خصوصا، وتركيا على حد السواء، لكميات من منتوجات الليمون والتي تفتقر اليها أسواق التركية.
وأكد غوزالباي على بحث الموضوع مع مزارعي غازي عنتاب والاجابة خلال فترة لن تتجاوز الأسبوع، ثم قدم درعا تقديريا لدبوسي، الذي رحب بجهود الغزال في مجال دعم اقتصاد المدينة عبر الشراكة التي يعقدها مع غرفة التجارة “المرفق الحيوي الهام”.
بعدها انتقل الجميع الى مركز رشيد كرامي الثقافي، حيث أقيم حفل التوقيع وانضم اليهم السفير التركي اينان أوزيلدز، الشيخ أحمد البستاني ممثلا مفتي طرابلس والشمال الدكتور مالك الشعار، رئيس بلدية البداوي حسن غمراوي، نقيب أطباء الأسنان في الشمال الدكتورة راحيل دويهي، أعضاء مجلس بلدية طرابلس والبداوي.
بدأ الاحتفال بالنشيدين اللبناني والتركي. ثم كانت كلمة ترحيبية لعضو المجلس البلدي خالد تدمري، الذي أكد على أهمية العلاقات الأخوية “مع الشقيقة تركيا، التي تكللت سابقا بأربعة علاقات توأمة. واليوم نشهد هذا اليوم التاريخي بتوقيع اتفاقية التعاون والتوأمة مع بلدية غازي عنتاب”.
ثم تحدث الغزال فشدد على أهمية هذه التوأمة، التي “تأتي من موافقات العمل اللبناني التركي وتوجهات التعاون بين البلدين. تعتبر مدينة طرابلس واحدة من المدن التابعة لمنظمة اتحاد المدن التركية. سبق وأكرمتنا بلدية غازي عنتاب وما نقوم به اليوم انما يأتي من باب رد الجميل. يسعدني أن يكون بيننا الدكتور متين لما لديه من خبرات عالية في مجال الآثار وحرصه في مجال الحفاظ على الارث والتراث التركي في العالم، وباذن الله سيتم التعاون بيننا وبين بلدية غازي عنتاب في مجال الآثار، وفعلا نحن نطمح الى التعاون مع غازي عنتاب في مجال الآثار لما عرفت به من خبرة هامة في مجال الآثار، وأيضا في الصناعة والسياحة”.
وقال: “ويأتي دور السلطات المحلية دائما من خلال تعزيز التوجه الاستراتيجي للحكومات المركزية ونحن في طرابلس نسعى الى تعزيز العلاقة بيننا وبين الشعب التركي خاصة في مجال الحياة المدنية في طرابلس. أن البلدية تتوج عددا من النشاطات المتتابعة بيننا وبين بلدية غازي عنتاب من خلال توقيع هذا البروتوكول ونشكر الجميع على مشاركتهم لنا هذه الفرحة”.
بدوره رئيس بلدية غازي عنتاب تحدث قائلا: “تحتل مدينة غازي عنتاب المرتبة الثالثة في المدن التركية، وهي أكبر المدن الصناعية حيث ان فيها ما يزيد عن ألف مصنع ويعمل فقط في مصانع غازي عنتاب أكثر من 100 ألف مواطن، وفي بعض المجالات الخاصة فان مدينتنا تأتي في المرتبة الأولى في تركيا”.
وعدد غوزالباي الصناعات التي تمتاز بها المدينة، مشيرا الى أن حجم صادراتها السنوية تفوق ال 5 مليارات دولار وطبعا الكثير من هذه المنتجات تصدر عبر اسطنبول. وقال: “منذ يومين ونحن نجول في مدينة طرابلس ودائما ما كنت أفكر بمجالات التعاون الممكنة في ما بيننا، حتى تاريخ قريب كان الأتراك ينظرون الى مياه الأنهار التي تهدر، اليوم في تركيا ومن خلال هذه المياه ننتج مئات آلاف الميغاوات من الكهرباء. ان أكبر شركة منتجة للطاقة في تركيا أصلها من غازي عنتاب، بالنسبة لنا فاننا نستخرج الكهرباء من القمامة التي نجمعها من أزقة المدينة، لذلك نحن نقول بأن “القمامة ذهب بالنسبة لنا”. لدينا ثلاث معامل لتكرير للكهرباء وأيضا من قمامة الحيوانات ننتج الكهرباء ونشارك بهذا الانتاج عددا من المدن التركية”.
وأشار غوزالباي الى أنه وخلال ثماني أعوام قامت البلدية “بترميم 1500 منزلا ودكانا في مدينتنا القديمة، ولدينا أكبر حديقة نموذجية وأكبر ديزني لاند وأكبر حديقة حيوان وأكبر مدينة علمية. وأعد بلدية طرابلس بأننا سنقدم كل الدعم والمشاركة في تنفيذ مشاريع مشابهة سيما على صعيد انتاج الكهرباء، خاصة بعدما تجولنا في ربوع الأرز وشاهدنا كميات المياه التي تهدر”.
من جهته السفير التركي شكر في كلمته بلدية طرابلس على استضافتها “للأخوة الأتراك”، مؤكدا على “أهمية توقيع التوأمة بين البلديتين والتي من شأنها أن تعيد احياء العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين، وانه لمن دواعي سروري أن أشهد على هذه العلاقة التاريخية وعلمت بأن الوفد التركي زار غرفة التجارة وهنا أؤكد على أن مدينة غازي عنتاب قد شهدت أهم عملية احياء لوسطها التجاري في عهد رئيس بلديتها الحالي، فأتمنى الاستفادة من قدراتهم بغية توطيد العلاقات بين البلدين وما يحصل اليوم بين طرابلس وغازي عنتاب مثال على الانفتاح المنشود. آمل أن تسفر التوأمة عن نتائج ايجابية بأسرع وقت ممكن”.
وبعد توقيع الاتفاقية بين الطرفين، تم تبادل الهدايا التذكارية. ومن ثم أقيم حفل عشاء على شرف الوفد التركي في مطعم الشاطر حسن، تخلله عرض فني ثقافي لفرقة “الفنون المتقاطعة”، التي قدمت عروضات بالسيف والترس والدبكة.