صحيفة السفير:
يفتتح في صيدا اليوم، “مؤتمر التقييم والتطور في المدينة القديمة 2001 – 2011″، الذي تنظمه “اليونسكو”، وبلدية صيدا، و”مؤسسة الحريري”، حيث يركز المؤتمر على تحليل وتقييم التحولات الاجتماعية والمكانية التي عرفتها المدينة. ويعقد المؤتمر في خان الافرنج على مدى يومين، ويأتي في أعقاب سلسلة من اللقاءات التحضيريّة التي جرت مع عدد من الجهات والفعاليات، ومؤسسات من المجتمع الأهلي، والقطاع الخاص، والنقابات، بهدف التوصل إلى رؤية مشتركة حيال احتياجات المدينة وتطلعاتها. ويشهد المؤتمر سلسلة من الجلسات المغلقة والمفتوحة، والنقاشات، التي تركز على أهميّة العملية الإنمائيّة، وضرورة الحفاظ على النسيج الاجتماعي، والموازنة بين الحفاظ على الإرث الثقافي للمدينة وطابعها التاريخي من جهة، وعمليّة التحديث من جهة أخرى.
وقد رافق التحضيرات للمؤتمر تقرير صدر عن الاستاذ الجامعي الفرنسي ليون تلفيزيان، تحت عنوان “تقرير عن مدينة صيدا 2001 – 2011، مشاريع التنمية والتطور”. وتبين للمراقبين أن التقرير أغفل محطات مهمة في تاريخ المدينة، خلال تعداده لمجريات الأحداث فيها، من بينها قضية اغتيال المناضل معروف سعد، والانسحاب الإسرائيلي من المدينة. كما أغفل التقرير أي دور للمقاومة، وتختصر المؤسسات الاستشفائية النامية والمتطورة باثنتين فقط، مع عدم الإشارة الى أي دور لولاية البلدية السابقة، التي ترأسها الدكتور عبد الرحمن البزري.
وتعليقا على التقرير أعد البزري دراسة نقدية شاملة، أوضح فيها بعض النقاط “وذلك لما فيه مصلحة مدينة صيدا وتطورها العمراني، خصوصاً أن الندوة تقييمية”، لافتاً إلى “بعض المقاطع التي تمّ حذفها أو تعديلها عن النص الفرنسي، الذي أعدّه المهندس تلفيزيان خلال الترجمة إلى العربية”، متسائلا عن “ماهية الجهة التي أوكلت إليها مهمة إعداد التقرير، والأسباب التي دعت تلفيزيان للاجتماع ببعض الأشخاص والأطراف في المدينة دون سواهم؟ ومن حدد برنامج اللقاءات وطبيعة الأسئلة؟ ولماذا تجنب اللقاء والاجتماع مع البلديات التي كانت مسؤولة عن إدارة شؤون المدينة من العام 2001 حتى العام 2009، أي ما يزيد عن 80 في المئة من الفترة المنوي دراستها وتقيمها خلال الندوة؟”.
واعتبر البزري أن “في تغييب بعض الأطراف عن التقييم دلالات يمكن تفسيرها على أنها انحياز لبعض الأطراف في المدينة دون سواها، أو على أقل تقدير محاولة لتجاهل مرحلة هامة من تطور مدينة صيدا وأحداث عمرانية واجتماعية تركت بصمات لا يمكن إلا التوقف عندها وتقيميها”، مفنداً “توصيات الورشة الأولى للمؤتمر الدولي الذي عقد في صيدا سنة 2001، لجهة عدم احترام الساحل، وإدانة العمليات التي تضر بالنظام البيئي، وببقايا الآثار المغمورة في البحر، واستمرار عمليات الردم، وعدم الالتزام بتلك التوصية، خصوصاً أننا على أبواب عمليات ردم كبيرة للمنطقة الممتدة من مكب النفايات الصلبة حتى مركز المعالجة”. وتوقف عند “عدم تحسين إدارة صيد الأسماك، التي يجب أن تترافق مع أعمال الدعم للصيادين التقليديين والأنواع البحرية”، لافتاً إلى أن “الجميع يعلم أن أحوال صيادي الأسماك قد تراجعت كثيراً إضافة إلى تحقيق الإدارة السليمة للنفايات الصلبة، وأن مشكلة النفايات كانت وما زالت تشكل العائق الأهم، والمشكلة البيئية الأكثر خطورة التي تواجهها المدينة”. وأشار إلى أن “كل المحاولات التي جرت لم تنجح في حل المشكلة لأسبابٍ متعددة. لكن بالرغم من إنجاز الأعمال في مركز معالجة النفايات الصلبة فإن العمل به لم يبدأ حتى اليوم، وما زال جبل النفايات جاثما على صدر المدينة”.