بلدية تنورين: وزراء دأبوا على التردد الى البلدة لاستنباط مشاريع يرغبون في إدراجها في لوائح إنجازاتهم
أصدر المجلس البلدي في بلدة تنورين اليوم بيانا جاء فيه:
“وزراؤنا هم وزراء كل لبنان، يحق لهم ان يزوروا أيا من مدنه او قراه حينما يشاؤون.
وتنورين هي من أجمل بلدات لبنان، يطيب التجوال في ربوعها والتمتع بسحر طبيعتها.
إلا أن بعض الوزراء دأبوا على التردد اليها بوتيرة متتالية سواء للاشراف شخصيا على أعمال تتعلق بوزاراتهم أو لاستنباط مشاريع يرغبون في إدراجها في لوائح انجازاتهم.
فمع ترحيبنا بأي عمل يعود بالنفع والخير على بلدتنا، نود أن نذكر من يعنيه الامر بأن بلدية تنورين التي تدير شؤون المشاعات في البلدة، ليست مشاعا مستباحا، فهي السلطة المحلية التي لا بد من ان تمر عبرها او على الاقل بمعرفتها المسبقة مختلف الاشغال التي تهم المواطنين الذين انتخبوها كسلطة محلية، مما يجعلها المسؤولة الاولى امامهم.
إن المجلس البلدي يربأ بنفسه عن أن يكون كالزوج المخدوع، آخر من يعلم، فهو يصر على القيام بدوره كاملا كالاطلاع المسبق على اي مشروع في اطار بلدته، كما على دفاتر الشروط وآليات التلزيم والمستندات القانونية والخرائط التنفيذية العائدة الى اي ورشة يجري تنفيذها في نطاقها، فالبلدية هي المرجع الاول والاقرب لابناء البلدة، يلجأون اليه في كل شاردة وواردة، وليس معقولا ولا مستحبا أن يشعر أحد بأن الامور تجري من وراء ظهره دون أن يكون له رأي فيها، من البديهي أيضا أن يكون لهذا المجلس حق النظر والمراقبة وملاحظة التنفيذ، وخصوصا أن بعض الملتزمين لا يقومون بعملهم كما ينبغي، فتبقى الآثار السلبية لاخلالهم بالتزاماتهم ظاهرة للعيان في وجه السلطة المحلية، مما يضطرها الى إضاعة الوقت وإهدار المال لإصلاح ما أفسده الاهمال والاستهتار.
ومما لا شك فيه أن الأمر الأشد إيلاما في تكرار مثل هذه الظاهرة هو أنها استجدت منذ زمن غير بعيد، منذ أن بدأ هؤلاء الوزراء يتنكرون للاعراف والعادات مستبيحين ولوج البلدات من منافذ هي ليست ابوابها، فالبلدات كالبيوت لها حرمتها وباب كل بلدة هو بلديتها، إن هم جاؤوها للسياحة والترويح عن النفس، فهم يحلون أهلا على الرحب والسعة نبذل الغالي والثمين لإرضائهم، أما إذا كانت غاية زيارتهم تفقد اعمال تقوم بها اداراتهم، فمن البديهي، ولو من قبيل اللياقة والتصرف الحسن، التنسيق والتعاون مع السلطة المحلية، ونحن نطمئنهم الى اننا سنعمل ما في وسعنا لتسهيل مهماتهم دون ان نسرق منهم بريق الاضواء او نقاسمهم غلة التمنين الذي سوف يجاهرون به في اعلامهم.
وبما أن الفضل يعرفه ذووه، فلا بد من ان ننوه بالاعمال التي تقوم بها وزارة الطاقة والمياه مشكورة – وبالشكر تدوم النعم- من استبدال خطوط التوتر وتحسين التغذية بالتيار، كما نثمن على الاخص ورشة تأمين المياه بغية التغلب على الشح وابعاد شبح العطش عن البلدة، ولو جاء تنفيذ هذا الامر متأخرا ثلاث سنوات على الاقل، فالبئر التي حفرت في ارجائها جاءت غزيرة والحمد الله، كما أتت كلفتها دون ما كان مقدرا وفق الاعتماد الذي رصد سابقا، مما يسمح باستعمال ما تبقى منه لاقامة محطة ضخ ولتجديد شبكة التمديدات التي أصبحت بالية مهترئة، يتسرب اليها التلوث، وأضحى من العاجل جدا استبدالها حفاظا على صحة المواطنين.
وفي السياق نفسه، لا بد من أن نشيد بمشاريع البحيرات الجبلية والسدود التي سيصار الى استحداثها في القريب المنظور، مما يثبت موقع تنورين واهميتها في توفر مياه الشفة والري للقضاء برمته، كما لبعض أنحاء جبل لبنان.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فلن ننسى أن نعيد الى الاذهان الفضل الذي يؤول الى نائب القضاء معالي الشيخ بطرس حرب الذي سعى لصرف اعتماد لتنفيذ مشاريع مياه الشفة وتبديل الشبكة المهترئة، فكانت الهاجس الذي يقض مضجعه ولا يبرح تفكيره، فجهد بما أوتي من نفوذ، إن مباشرة أو بواسطة من يمون عليه، الى رؤيته يتحقق ويصبح واقعا.
أردنا في هذه العجالة أن نضع الامور في نصابها كي يعود الى كل ذي حق حقه وكي يعلم من يهمه ان يعلم ان المجلس البلدي هو لجميع ابناء البلدة، ولا سيما انه جاء بإجماع ارادتهم وهو بخدمتهم، كائنة ما تكون مشاربهم أو أهواؤهم السياسية”.