عاليـه: توسيـع طـرق واستمـلاكـات فـي مدينـة لا تهـدأ
صحيفة السفير ـ
انور عقل ضو:
فيما تستعيد مدينة عاليه بعضاً من ألق الصيف في شارعها السياحي، وإن «لم يتخطَّ نسبة الخمسين في المئة مقارنة مع العام الماضي»، على ما قال رئيس بلدية عاليه وجدي مراد، تشهد بعض أحيائها الداخلية ورش عمل، تبدو للوهلة الأولى غير منسجمة مع حركتها السياحية. ولكنها تنشد تطوير مرافق المدينة، ومن أهم الورش الموجودة حالياً، تلك القائمة ابتداء من مدخل ساحة عاليه الرئيسية باتجاه «حي الجامعة الوطنية»، حيث تعمل آليات على هدم أجزاء من محال تجارية وأبنية، بهدف توسيع الطريق كمرحلة أولى في مشروع أكبر يهدف إلى ربط المدينة بمنطقة الودايا (الكحالة، وبسوس، وبدادون، ووادي شحرور)، وهو ما يعرف بطريق عاليه – بسوس.
ويبدو أن عاليه لا تكتفي باللحظة وتسكن إليها مطمئنة لحاضر ومستقبل، وإنما تتطلع إلى موجبات تطوير أحيائها وسائر مرافقها، من ضمن خطة عمل لم تتوقف منذ شرعت في استعادة حضورها وموقعها على خارطة السياحة والاصطياف. وأشار مراد إلى أن «عمليات الهدم القائمة لمصلحة توسعة الطرق»، لافتاً إلى أن «هناك مرسوماً جمهورياً يحمل الرقم 5451/37 ونحن عملنا ولا نزال على تطبيقه لجهة تطوير البنى التحتية، ما يتطلب استملاك عقارات أو أجزاء منها، وذلك يتم من خلال (لجنة استملاك جبل لبناني) ويرأسها قاضٍ وهي تحدد قيمة التعويضات للمواطنين».
وقال: «في الماضي كان أبناء عاليه يقدمون الأراضي من دون مقابل، وإذا عدنا عشر سنوات إلى الوراء نتذكر كيف أن المواطنين في أحياء المدينة كافة واكبوا المجلس البلدي، وقدموا الأراضي. وتمكنا من إنجاز مشاريع كثيرة، الآن يمكن أن يقدِّمَ المواطنون أجزاء من أراضيهم، لكن بالنسبة إلى المنازل، فالأمر يتطلب توفير تعويضات عادلة تمكنهم من بناء منازل في مواقع أخرى أو ترميم المتضررة»، لافتاً إلى أن «ثمة مراسيم قديمة نقوم بتطبيقها اليوم». وأضاف: «السنة الماضية قمنا بتوسيع أحد مداخل عاليه الرئيسية لجهة الحي الغربي – عين السيدة – سوق الغرب، وكانت ثمة زاوية ضيقة جدا قمنا بإزالتها، ولم تهدم الأبنية بالكامل. وأعيد بناء واجهات جديدة، وكل سنة لدينا استملاكات وعمليات توسيع للطرق، ونعمل وفق الاولوية، فضلا عن أن البلدية تدفع مباشرة قيمة تلك التعويضات». وأكد أنه «لم تواجهنا مشكلة ولم نلاحظ أن ثمة اعتراضا واجهنا في هذا المجال، والكل يعلم بوجود المرسوم وهو لمصلحة عاليه، ونحن نزيل نحو أربعة أمتار من الأبنية فيما يستفيد المواطنون لجهة تعويض ما تم أخذه لجهة بناء مساحات بديلة في الجهة الخلفية للأبنية، لا بل هم استفادوا أيضا فأصبحت لديهم مساحات أمام منازلهم».
وشدّد مراد على أنه «إذا كان ثمة أذى كبير لا يمكن ان نوافق على الهدم، وما نقوم به هو عبارة عن مشاريع تجميلية تساهم في تطوير مرافق المدينة، خصوصا أننا نركز الآن على توسيع الطرق في الأحياء الداخلية ومن ثم نقوم بتأهيلها وتشجيرها». ولفت إلى أن المشروع القائم حالياً «يبدأ من سوق عاليه الرئيسية باتجاه مدرسة الجامعة الوطنية. وسيكون بداية لمشروع طريق عاليه – بسوس»، وقال: «عمليات الهدم تطاول الآن أربعة عقارات عبارة عن محال تجارية وأبنية، بينها بناء أزيل بالكامل، وتم التعويض على أصحابها بالأسعار المتداولة حالياً».
ومن المتوقع أن يشهد الشارع الممتد من سوق عاليه باتجاه الجامعة الوطنية تطوراً موازياً لما هو قائم في الشارع السياحي، على المستويين التجاري والسياحي، خصوصاً أنه سيكون مدخل طريق يعتبر شرياناً حيوياً، يصل عاليه بقرى وبلدات الودايا ومنها إلى العاصمة بيروت، خصوصاً أن الطريق شهد عمليات توسيع أجزاء تبدأ من الجامعة الوطنية نزولاً باتجاه بسوس قبل تسع سنوات، بانتظار أن تشرع وزارة الاشغال العامة في استكماله، بعيـــداً من مشـــكلة الاستملاكات التي غالباً ما شكلت عقبة رئيسية حالت دون تنفيذ مشاريع مهمة.