مؤتمر في النبطية حول ازمة النفايات الصلبة
أقامت “شبكة مجموعات شبابية” بالتعاون مع تجمع الجمعيات والهيئات المدنية في النبطية مؤتمرا عن “أزمة النفايات الصلبة في المنطقة”، في قاعة نادي الشقيف في النبطية، في حضور ممثلين عن بلدية النبطية وبلدية كفرتبنيت، رؤساء الجمعيات البيئية والجمعيات الأهلية وحشد من المهتمين البيئيين.
أدار الحوار الناشط البيئي الدكتور ناجي قديح، وركزت المداخلات على طرح السبل العلمية السليمة للتوصل إلى تبني إستراتيجية معالجة فاعلة لأزمة النفايات، خصوصا بعد ردود الفعل الأهلية السلبية إزاء إقامة معمل معالجة النفايات في خراج بلدة الكفور. وتطرق المؤتمرون إلى الطرق المعتمدة حاليا في حل أزمة النفايات على صعيد لبنان والنبطية تحديدا.
قديح
واكد الدكتور قديح في مداخلته “أن طرق جمع النفايات ووضعها في أماكن عشوائية يزيد المشكلة تفاقما، بإعتبار أن ما نطلق عليه اليوم تسمية مطمر تختلف كثيرا عن مصطلح مكب، بحيث يحتاج المطمر لمواصفات علمية دقيقة، وتكوين هندسي محدد، ونظام لتجميع الغازات، وفي لبنان لا يوجد سوى مطمرين فقط هما مطمر الناعمة ومطمر زحلة، لكنهما يفتقدان لنظام تجميع الغازات، ما يجعلهما مصدرين لتلوث هوائي طويل الأمد، حتى بعد إقفالهما”.
وتابع:”ما يحدث حاليا هو عملية تجميع للنفايات ووضعها في أماكن عشوائية لا تراعي المواصفات المعتمدة بيئيا، من حيث إبتعاد موقع المكب عن المنازل السكنية، إتجاه الريح، البعد عن منابع المياه والآبار الجوفية.إضافة إلى أن معظم بلديات المنطقة تعمد بعد تجميع النفايات إلى حرقها، هذا الحرق العشوائي وغير المراقب، يشكل مصدرا لأسوأ أنواع الملوثات، لأنه إحتراق غير كامل، ينتج عنه عدد كبير جدا من الغازات الضارة”.
وأكد “أن المواطن مسؤول أيضا عن أزمة النفايات، لإفتقاره إلى ثقافة بيئية منزلية تبدأ من الأسرة، بما أن أنواع النفايات المنزلية حسب فرزها، تذهب نسبة أربعين بالمئة منها إلى أنواع من البلاستيك والزجاج والمعادن وما شابه، وستين بالمئة إلى المكونات العضوية الغذائية، والتي ترتكز المشكلة عليها، هذه النسبة هي التي يجب أن يعمل المواطنون على حلها بدءا من منازلهم، ليأتي دور المسؤولين من بلديات وجمعيات وسلطات رسمية”.
كما قدم خلاصة توصل فيها بالتعاون مع المجتمعين إلى أن “حل مشكلة النفايات يبدأ بحل مشكلة النفايات العضوية والتي تشكل نسبة 60 بالمئة ، بإعتبار أن النفايات الصلبة لا تشكل خطرا أو رائحة أو تلوثا، إذا فصلت ووضعت جانبا لفترات طويلة. واكد أنه لو باشر الجميع بفصل النفايات في المنازل في سلتين، على أساس عضوي وغير عضوي، وقامت البلديات بوضع حاويات خاصة مصممة بطريقة بسيطة وسهلة، وأمنت لها بعض الشروط البسيطة من ضوء وحرارة ورطوبة وتهوئة، لأمكننا بكل سهولة تصنيع “كومبوست” للنباتات في حدائقنا و شرفاتنا”.
وقدم على الصعيد الرسمي إقتراحا للبلديات، تلخص بإنشاء معمل كومبوست، شارحا كل تفاصيله المادية وكلفته الزهيدة أمام ما يصرف من أموال، معتبرا أنه يقدم ربحا ويورد إلى خزينة البلدية مصدرا لمشاريع أخرى ويحل بالتالي أزمة النفايات العالقة، مشيرا إلى نموذجين من معامل الكومبوست العاملة في لبنان ،الأول يحتاج للكثير من شروط السلامة العامة، ويساهم في نسبة تلوث في الهواء، لأنه يعتمد طريقة المعالجة البيولوجية، وآخر يعمل بطريقة مختلفة كليا، بحيث لا يحتاج إلى تقنيات ومعدات كبيرة ومكلفة، ويعمل على طريقة المعالجة البكتيرية الهوائية، وينتج أفضل أنواع الكومبوست التي نقوم باستيرادها من الخارج.
ثم شارك الحاضرون في استعراض أمثلة واقعية لأنواع من المكبات الموجودة في منطقة النبطية، والتي كانت مكبات عشوائية مشتتة في القرى، قبل أن يجمعها إتحاد بلديات الشقيف في مكب واحد في خراج بلدة كفرتبنيت – أرنون، وأشاروا إلى أن مكب كفرتبنيت المعتمد من قبل اتحاد بلديات الشقيف بدأ بحفرة كبيرة جدا وسرعان ما تحول إلى جبل من النفايات، وبما أن المنطقة تنتج أطنانا كبيرة من النفايات يوميا، مثال على ذلك تنتج مدينة النبطية وحدها 40 طنا يوميا من النفايات، هذه الكمية الكبيرة من النفايات دفعت ببلدية كفرتبنيت كما أشار رئيس اللجنة البيئية في البلدية أحمد ياسين:”إلى وقف العمل في المكب للضغط على إتحاد بلديات الشقيف للشروع ببناء معمل النفايات في خراج بلدة الكفور”،الذي موله الإتحاد الأوروبي بمنحة قيمتها مليون يورو، والتي سوف تنتهي صلاحيتها المجددة منذ فترة ما يقارب السنتين الشهر المقبل.
وأثناء المناقشات المفتوحة تباينت آراء ممثلي البلديات والمهتمين بالشأن البيئي، والإتهامات حول توزيع المسؤوليات في معالجة هذه الأزمة، وفيما حمل كثيرون المسؤولية للأحزاب والسياسيين في المنطقة، بإعتبارهم الكلمة الفصل في هذه القضية.