نتائج الدراسة عن اوضاع التبانة وجبل محسن.. الغزال: سنتابع المسيرة لاعلاء شأن المناطق المحرومة
أقيم في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي في طرابلس، احتفال اعلنت فيه نتائج الدراسة عن الأوضاع المعيشية والصحية في منطقتي التبانة وجبل محسن، وتخريج العاملات الصحيات، لمناسبة اختتام برنامج “آرت غولد” في شمال لبنان التابع لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، بالتعاون مع جمعية “تعاون تنمية وصحة” وبلدية طرابلس، وبتمويل من الحكومة الاسبانية وامارة موناكو، والهادف الى تدريب 30 شابة من المنطقتين ليصبحن عاملات في مجال الرعاية الصحية.
حضر الاحتفال الدكتورة سميرة بغدادي ممثلة وزير المالية محمد الصفدي، الدكتور جلال حلواني ممثلا النائب سمير الجسر، رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال، مدير برنامج الفقر والتنمية الاجتماعية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في لبنان راغد عاصي، نقيب الأطباء الدكتور فواز البابا، الأب سمير ياكومي ممثلا رعية الروم الأرثوذكس في طرابلس، نقيب معلمي المدارس الخاصة نعمة محفوض وأعضاء مجلس بلدية طرابلس ومهتمون.
بعد النشيد الوطني تحدث رئيس “جمعية تعاون تنمية وصحة” بشارة عيد وركز على “أهمية هذا العمل والذي ان بدا متعبا وشاقا الا أنه ممتعا، خاصة عندما تلاحظ التغيير أمام عينيك”، ودعا حاملي هموم هذه المناطق الى “الانخراط أكثر في عملية التنمية لأنها الطريق الأسرع في عملية التغيير، خاصة في هذه الظروف السياسية والانقسامات المذهبية حيث ان صوت العقل قل من يسمعه”.
وأشار الى نتائج الدراسة التي أظهرت أن 9,57 % غير ملقحين للحصبة والحصبة الألمانية – أبو كعب وهذا مؤشر خطير، وأظهرت الدراسة أن المستوصفات هي الملجأ شبه الوحيد لسكان المنطقة لتلقي خدمات الرعاية الصحية الأولية، داعيا “الوزارات المعنية خاصة وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية الى تطوير خدمات هذه المراكز الصحية واعدادها بالمعدات المتطورة والكادر البشري الكفوء”.
ثم ألقت سمر بركات كلمة الخريجات وشكرت جمعية تعاون “التي اختصرت المسافات بوقت قصير، فقد مرت ثلاثة أشهر ونحن نتلقى المعلومات ونكتسب المعرفة وأنهينا البرنامج المخصص من أجلنا ومن ثم بدأنا بالعمل التطبيقي فتغيرت مكانتنا الاجتماعية في بيتنا في الحي والمنطقة وأصبحنا ندرك أهمية الدور الذي نقوم به”.
من جهته قال الغزال:”انطلقنا بهذا المشروع من مستشفى المظلوم منذ حوالي السنة، وكان لي شرف المشاركة باطلاقه، ولم أكن أتصور أن نصل الى ما وصلنا اليه بهذا الجهد المبارك مع قلة الموارد المتاحة.ان نتاج هذه الدورة يعتبر فعلا الأمل للبنان، كوننا نتفق جميعا على أن الخاصرة الضعيفة للبنان باتت التبانة وجبل محسن، كما ان أعلى نسبة للفقر والحرمان في لبنان هي في تلك المنطقتين”.
وتابع:”مما لا شك فيه بأن الحرمان المزمن هو الذي أدى الى ما وصلنا اليه اليوم من تخلف على المستوى الصحي والاجتماعي والتسرب المدرسي، من هنا فان أي لبنة نضعها في هاتين المنطقتين من شأنها المساهمة في حماية أبناء المنطقة، من هنا أقول بأن السعادة تغمرني وأنا أشهد على هذا النجاح السريع للبرنامج سيما وانه قد حمل في طياته ليس فقط توعية صحية وانما أيضا ايجاد فرص العمل وهذا بحد ذاته أمر في غاية الصعوبة في مدينتنا.الى جانب كل ذلك، المشروع حمل في طياته دعوة للتشاركية بين أبناء الحي والحارة وهذا بحد ذاته هدف من أبرز أهدافنا في العمل البلدي”.
واضاف:”أطمئن الخريجات والشركاء والحاضرين بأننا سنتابع المسيرة والتي تعد الوسيلة الوحيدة لاعلاء شأن المناطق المحرومة وبالتالي المدينة فالوطن وأؤكد أن بلدية طرابلس تسعى بكافة الوسائل والامكانيات المتوفرة بغية تقديم الخدمات للتبانة، فاليوم على سبيل المثال لا الحصر، كان لنا ورشة عمل ترتبط بالنفايات الصلبة وكيفية التوعية على حسن استخدامها أو التخلص منها حيث تم اختيار منطقة نهر أبو علي الملاصقة للتبانة على أن تكون منطقة الدراسة التي سننطلق منها لتحسين الأوضاع المرتبطة بالجانب الصحي والبيئي”.
اما عاصي فقال:”يندرج هذا المشروع، الذي تم تحديده خلال اجتماعات مجموعة العمل في طرابلس، من ضمن الهدف الاستراتيجي لمشروع آرت غولد الرامي الى تعزيز الرعاية الصحية الأولية في شمال لبنان ومنطقة البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. نتيجة لذلك تم تعزيز فرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية العامة لأكثر من 150000 شخص في هذه المناطق”.
وتابع:”لقد وفرت هذه الدراسة معطيات وحقائق ميدانية على مستوى المنطقة المستهدفة، وسوف تشكل هذه المعطيات أساسا يمكن البناء عليه من قبل جميع المتدخلين للعمل على بلورة خطة متكاملة من أجل التدخل التنموي والخدماتي. وفي هذا الاطار نؤكد حرصنا على الحفاظ على الشراكة القائمة بين برنامج الأمم المتحدة الانمائي – مشروع آرت غولد وبلدية طرابلس لتحقيق هدف مشترك وهو تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مدينة طرابلس”.
وختاما ألقى عبدالله محي الدين كلمة السفارة الاسبانية وأكد “دعم الحكومة الاسبانية للشعب اللبناني وللفئات المستضعفة منه وخاصة النساء”، وأشار الى “أن هذا المشروع الممول من قبل الحكومة الاسبانية يشدد على أهمية دور المرأة في تنمية المجتمعات وتطويره”.
وقال:”نحن على معرفة بمدى صعوبة وتدهور الأوضاع المعيشية في منطقتي التبانة وجبل محسن وحريصون على التعاون معا في الحد من الفقر ودعم هذه المنطقة”.
ثم كان عرض لنتائج الدراسة الميدانية حول وضع الأسر المعيشي، وصحة الأم والطفل في المنطقتين قدمه الدكتور علي الزين، فتوزيع للشهادات على الفائزات ومن ثم كوكتيل.