صحيفة اللواء ـ
عمر الحوت:
يعاني المتنزهون في حديقة الصنائع، كباراً وصغاراً وأطفالاً، من احتمال اصابتهم بأخطار جسدية ومن بعض المشاهدات المؤذية للأخلاق التي تلامس الآداب العامة وإن كانت ضئيلة كونها ما زالت في بدايتها!
– ولما كانت هذه الحديقة من المتنفّسات القليلة المتبقية لأهالي بيروت وسكانها،
– ولما كانت غالبية روّاد هذه الحديقة من العائلات المحافظة؟
– وبما أن الحراسة في الحديقة يلزمها بعض التفعيل نظراً لقلة عدد الحراس فيها،
– ورغم وجود لوحات اعلانية على مداخل الحديقة تحمل توعيات وتنبيهات الى روّادها،
فإن بعض الممارسات وهي بمعظمها بريئة، لا تتناسب والهدف الذي من اجله أنشأت هذه الحديقة ومنها:
– ترك الاطفال، بعيداً عن انظار اهاليهم، يقودون دراجات هوائية بسرعة جنونية وهي سرعة ناجمة عن عدم وعيهم نظراً لصغر سنهم، ما يعرضهم للإنزلاق على الاكواع او الاصطدام بالارصفة ما يؤدي الى اصابتهم اضافة الى تعريض المتنزهين للاصابات جراء اجتياحهم من هذه الدراجات اللاواعية الامر الذي بات يتطلب منع هذه الدراجات من ادخالها الى الحديقة او ضبط هذه الممارسة بطريقة او باخرى·
– ممارسة العاب كرة القدم، الطائرة او التنس في الباحات الواسعة ما يعرّض سلامة الروّاد جراء إحتمال اصابتهم بكرة طائشة قد تصيب منهم ضرراً في سلامتهم الشخصية خاصة اذا كانوا من الاطفال او ممن يضعون نظارات على وجوههم أو حتى من المعوقين او العجزة، علماً ان هذه الحديقة هي ليست لمثل هذه الألعاب كما ان اقتطاع مساحات كبيرة منها لإرضاء هواية عدد ضئيل جداً من اللاعبين هو بمثابة تعدٍ على حرية العدد الغالب الآخر من المتنزهين وهواة رياضة المشي منهم·
الجلسات المشبوهة لبعض الشباب والشابات، وخاصة في الجهة الشمالية البعيدة عن مراقبة الحرّاس، والتي ما زالت في بداياتها إذ يخشى ان تنمو هذه الظاهرة مع الوقت فتتحول معها الحديقة الى <ملقى> للعشاق سيما وانه بدأنا نلحظ شيئا من مشاريع <تعبيط> تلامس مشاريع التقبيل اضافة الى جلسات <حميمة> جداً تخدش الذوق والأخلاق والآداب العامة في حديقة تعج وتغصّ بالعائلات المحافظة وفيها اليافعون والفتيات الذين لم يعتادوا بعد على مشاهدة مثل هذه المناظر <الحيّة> من الوقاحة والبداحة المتفلّتة من عقال التربية والتنشئة البيئية الامر الذي بات يتطلب تفعيلاً للحراسة من خلال زيادة عدد الحراس وتزويدهم بالتعليمات والأوامر الصارمة التي تضع حدّاً لمثل هذا التفلّت والاستباحة·
– النفايات والقاذورات المتنوعة التي يلقي بها البعض من المتنزهين في ممرات الحديقة وفي الحدائق المعشوشبة ومن دون أي حسّ بضرورة المحافظة على النظافة وهو امر نعترف صراحة انه يصعب ضبطه ولذلك لا بأس من تثبيت لوحات توعية على جوانب الممرات الداخلية ترشيد الى عدم رمي الاوراق والقناني وتنك المرطبات·· بل رميها في المستوعبات المخصصة لها وما أكثرها داخل الحديقة·
– أخيراً، فإنه وعلى مدار نيّف وشهر تقريباً، بقيت الحمّامات في الحديقة في وضع فعلاً لا يطاق جراء إنسداد في مصارفها الصحية ما ادى الى تحوّلها الى مستنقع مياه آسنة ومستوعب للنفايات ما إنعكس حالة صحية وبيئية مزرية نظرا لما خلفه من روائح كريهة تحمل في طيّاتها الكثير من الجراثيم المؤذية·
– وعليه، حبذا لو يقوم رئيس البلدية او من ينتدبه بجولة تفقّدية الى الحديقة وتحديداً في فترة بعد الظهر حيث الكثافة بالمتنزهين، ليطّلع بنفسه ويتأكد مما ذكر فيبادر الى المعالجة ويعيد الى الحديقة تاريخها العريق الذي عايشته على مدى سنوات وسنوات وعايشها، علماً ان الطلب يأتي الى إبن بيروت البار، الغيور على مؤسسات العاصمة ومنشآتها وعلى سمعتها·