الأبيض خلال تكريم أطباء صيداويين راحلين: أكبر مشكلة سيواجهها القطاع الصحي هي سفر الأطباء والممرضين إلى الخارج
كرمت بلدية صيدا و”مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة” الأطباء الراحلين: عدنان النوام، وليد قصب، أنطوان ضاهر ووهبة شعيب، وفاء لذكراهم وتقديرا لرسالتهم الإنسانية وعطاءاتهم في الحقلين الصحي والاستشفائي.
حضر الحفل الذي أقيم في قاعة مصباح البزري بمبنى بلدية صيدا، تحت عنوان “صيدا تكرم أطباءها، وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الابيض، النائبان أسامة سعد وعبد الرحمن البزري، رئيسة “مؤسسة الحريري للتنمية البشرية” السيدة بهية الحريري، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، مفتي صيدا والزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران، ممثل المطران مارون العمار عضو مجلس بلدية صيدا الدكتور عبد الله كنعان، النائب الأسقفي في مطرانية صيدا للموارنة المونسنيور مارون كيوان، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ونائب الرئيس إبراهيم البساط وأعضاء المجلس البلدي، نائب رئيس غرفة صيدا والجنوب المهندس عمر دندشلي ورئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف.
كما حضر عضو المكتب السياسي لتيار “المستقبل” الدكتور ناصر حمود ومنسق عام التيار في صيدا والجنوب مازن حشيشو، المسؤول السياسي “للجماعة الإسلامية” في الجنوب الدكتور بسام حمود، نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون، ممثلة نقيب الأطباء يوسف بخاش نائبة النقيب الدكتورة غنوة دقدوقي، طبيبة قضاء صيدا الدكتورة ريما عبود، رئيس رابطة أطباء صيدا الدكتور نزيه البزري، ممثل الجمعية اللبنانية لطب الأطفال الدكتور خليل الأسطة، مدير عام مستشفى صيدا الحكومي الدكتور احمد صمدي، المديرة العامة للمستشفى التركي منى ترياقي، السفير عبد المولى الصلح، نجلاء سعد، اصحاب وممثلو مستشفيات صيدا والجوار وممثلو جمعيات أهلية واجتماعية وهيئات نقابية وصحية وطبية وهندسية وحقوقية وتربوية وإعلامية واللجنة المنظمة من قبل البلدية ومؤسسة الحريري وعائلات الأطباء المكرمين.
بعد النشيد الوطني وعرض فيديو توثيقي عن سيرة ومسيرة الأطباء المكرمين تضمن شهادات عنهم من أصدقاء وزملاء ورفاق درب، كان ترحيب من عريف الحفل عضو المجلس البلدي المهندس مصطفى حجازي.
السعودي
ثم حيا رئيس بلدية صيدا ذكرى هذه “الكوكبة من الأطباء الذين فقدتهم مدينة صيدا”، وقال: “نجتمع اليوم لتكريم ثلة من اعلام الطب في صيدا، كان لهم من بعد الله، فضل على الكثيرين، سواء اولئك الذين تلقوا العلاج عالجوا على ايديهم، او اولئك الذين تعلموا الطب منهم، والاهم من ذلك، تعلموا منهم العطاء والإنسانية”.
الحريري
من جهتها، قالت الحريري: “نلتقي اليوم بحضور معالي وزير الصحة لنقدم جرعة جديدة من لقاح الوفاء الصيداوي الذي يتجدد جيلا بعد جيل بحسن التقدير والتكريم والعرفان بالجميل لكل أصحاب القلوب والأيادي البيضاء التي تساهم في شدّ أواصر الأخوّة والألفة بين كلّ أبناء صيدا والجوار، والذي يتجسد من خلال التّماسك الاجتماعي والإنساني النقي والعميق والذي كان لأطبائنا الرّواد الفضل الكبير في صيانته ومعالجة أوجاعه وآلامه وتعزيز مناعته وتماسكه في وجه الأزمات الصحية والاستشفائية والإجتماعية والمعيشية والإنسانية وغيرها من التّحديات والمرارات المكثّفة التي عاشها عموم أبناء لبنان وصيدا والجنوب بوجه خاص وكان لروادنا الكبار الأطباء الأيادي البيضاء في تعزيز المناعة وبلسمة الجراح لعموم أبناء صيدا والجنوب، ولم يميزوا يوماً بين قريب وغريب أو فقير وغني، وكانوا فوق الطائفية والمذهبية واستمعوا بكلّ مودة واهتمام إلى كلّ نبضات القلوب وآهات الصدور وساهموا في تضميد الجراح على مدى عقود طوال”.
أضافت: “إنّني أتوجّه بخالص التقدير والاحترام لأهلنا الأعزاء عائلات أطبائنا الكبار الذين يشاركوننا اليوم متابعة مسيرة الحفاظ على إرث الآباء الأطباء الكبار الدكتور عدنان النوام والدكتور وليد قصب والدكتور أنطوان ضاهر والدكتور وهبة شعيب، تلك القامات الكبيرة التي وجد كلّ أهل صيدا والجوار عندها خير حاضن وخير ملاذ حيث تكاثرت العطاءات فوق العطاءات حتى باتت صيدا والجوار نموذجاً وطنيّاً بالتّعليم والاستشفاء، حيث تكاملت الإرادات في الشّروع في بناء المدارس والمستشفيات”.
وتابعت: “نتوجه إلى الأخ والصديق رئيس بلدية صيدا الأستاذ محمد السعودي بكلّ الشّكر والتّقدير وهو بمثابة الوالد والرّاعي والحاضن للوحدة المجتمعية الصيداوية وبالتكامل مع كلّ أبناء الجوار وبدعم ومؤازرة من أصحاب السّعادة نواب المدينة الأطباء الدكتور أسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري والمجلس البلدي الكريم والهيئات الاقتصادية والنقابات والجمعيات . وأودّ أن أعتذر من الكثيرين الذين أرادوا أن يشاركونا في تعميم لقاح الوفاء الصيداوي لأطبائنا الكبار الذين غرسوا فينا حب الأهل والوطن الجريح والحزين وكلّنا أمل ورجاء بنهوض وطننا الحبيب لبنان”.
الابيض
أما وزير الصحة فقال: “هذه المناسبة عنوانها الوفاء تبدي فيها صيدا وفاءها للأطباء الذين كانوا ساهرين على صحة أبنائها وصحة ابناء الوطن”.
أضاف: “للأسف الشديد لم تتسن لي الفرصة للتعرف على الأطباء الراحلين الدكتور عدنان النوام او الدكتور وليد قصب او الدكتور أنطوان ضاهر ولكن كان لي الشرف ان اتعرف على الدكتور وهبة شعيب، وان سمحتم لي ان اشارككم بعض الأمور الخاصة بهذا الموضوع. تعرفت على الدكتور شعيب حين كنت طبيباً متمرناً بالجامعة الأميركية وكان الدكتور شعيب من أصدقاء الوالد بعد عملهما سوية في مستشفى المقاصد في بيروت وكانت فرصة لي عندما تخرجت. وكان الدكتور شعيب من المسؤولين في كلية الجراحين الأميركية ، حينها قدمت جوائز للأطباء المتمرنين المتخرجين وكنت انا واحداً من الأطباء الذين كرمتهم الجمعية وكانت لفتة مهمة لنا كأطباء متخرجين ان يكون لنا من اساتذتنا هذه اللفتة والدعم الذي كنا بحاجة له في ذلك الوقت”.
وتابع: “تشاء الصدف انه بعد ما تخرجنا بدأت زوجتي عملها في الجامعة الأميركية في بيروت وفي مستشفى دلاعة في صيدا وكذلك انا بدأت عملي في الجامعة الأميركية وفي صيدا مع الدكتور وهبة شعيب في مستشفى الجنوب، وكانت فرصة لي لأزيد معرفتي بالدكتور شعيب وأحياناً بعد العيادة او العمليات كنا نجلس سويا وبعض اصدقائه ونحكي عن هموم الصحة في لبنان ويشاركنا كثيرا من تجاربه في هذا الموضوع . والموضوع الأساسي الذي لاحظته هو شدة تعلقه بمجتمعه وخدمة مجتمعه وكان هذا الهم الأكبر دائما عند الدكتور شعيب وهو كيف نستطيع ان نؤمن الصحة لمجتمعنا وخاصة الطرف الأكثر حاجة في هذه المجتمع”.
وأردف: “وانا اتابع معكم سيرة الأطباء الآخرين لاحظت ان هذه هي السمة التي تميزهم كلهم وهي تعلقهم بمجتمعهم وحرصهم على خدمة هذا المجتمع علما انه كان بإمكان أي منهم فتح عيادة في بيروت، ورغم ان شهاداتهم كانت من اعلى شهادات كان لديهم الحرص على العودة الى صيدا ليكونوا بخدمة مجتمعهم. وأنا يشرفني أن اشارككم بهذه المناسبة لأن الوفاء لهؤلاء الأطباء على ما قدموا، وهذا الموضوع أهميته للمستقبل، لأن اكبر مشكلة سنواجهها بالقطاع الصحي والإستشفائي في لبنان هي غياب الأطباء والممرضين الذين يتركون لبنان حاليا ويسافرون للخارج”.
وختم: “اذا كان لدينا امل بإذن الله ان نسترجع ابناءنا وفلذات اكبادنا الذين تعلموا وسافروا ووصلوا الى اعلى المراكز مثل الدكتور جمال حب الله فالخصلة التي يجب ان نزرعها فيهم هي الوفاء لمجتمعهم واهلهم ليعودوا وليختاروا خدمة أهلهم ومجتمعهم على خدمة الغرباء وعلى المصالح المادية، ولذلك اعتبر ان هذه المناسبة هي مناسبة مهمة للبناء لمستقبل افضل للبنان”.
نزيه البزري
وقال رئيس رابطة أطباء صيدا: “هذا التكريم هو بقعة ضوء إنسانية رائعة وصادقة تطل علينا عبر غيوم الظلام التي تخيم على النفوس جميعها فيعطى بذلك جرعة أمل وتفاؤل في غد أفضل. وهذا اللقاء بما حمله من أسماء جليلة أعطت كأروع ما يكون العطاء لهو شهادة حيوية على أن تربة هذه المدينة ما زالت مشبعة بروح العطاء والإبداع”.
أضاف: “كما ان هذا التكريم يؤكد على ان جيلا من الأطباء يسلم الراية مرفوعة لأجيال مقبلة ويحملها مسؤولية تأمين المناعة الصحية للمجتمع الصيداوي واللبناني بشكل عام. وهذا اللقاء يشهد على ان الجسم الطبي وعلى الرغم مما يعتري الوطن من مآس وويلات، ما زال وسيبقى بإذن الله جسماً متماسكاً متكافلاً ومتضامناً. ولعل هذا المشهد هو ما تسعى اليه رابطة الأطباء في صيدا”.
دروع
وبعد كلمات عائلات المكرمين، قدم الابيض بمشاركة نائبي صيدا والحريري وحمود والسعودي، دروعا تكريمية لعائلات الأطباء الراحلين الأربعة، باسم بلدية صيدا ومؤسسة الحريري.