وزير السياحة خلال إطلاق بلدية غلبون لبرنامجها الإنمائي ومنتداها للتنمية المستدامة: لاعتماد اللامركزية الإدارية السياحية
أطلقت بلدية غلبون “منتدى غلبون للتنمية المستدامة”، وبرنامجها الانمائي والسياحي والبيئي والزراعي والمائي لهذا الصيف، خلال إطلاق حملة التشجير في قضاء جبيل التي دعت اليها جمعية “انسان للبيئة والتنمية HEAD” بالتعاون مع وزارة السياحة، وذلك خلال احتفال اقيم في قاعة المحاضرات في المبنى البلدي، شارك فيه وزير السياحة وليد نصار ومستشاره عماد فرحات، وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، ممثل برنامج الامم المتحدة للبيئة المدير الاقليمي لغرب آسيا سامي ديماسي، المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، رئيس البلدية ايلي جبرايل واعضاء المجلس البلدي، رئيس بلدية بلاط مستيتا وقرطبون عبدو العتيق، منسق العلاقة بين “التيار الوطني الحر” والمرجعيات الروحية غابي جبرايل، رئيس رابطة مختاري القضاء ميشال جبران، المدير الاقليمي للدفاع المدني في القضاء شكيب غانم، رئيسة الجمعية ماري تريز مرهج سيف والاعضاء، كاهن الرعية الخوري جوني شربل، رئيسة مركز الصليب الاحمر اللبناني رندا كلاب ورؤساء جمعيات بيئية ومهتمون.
جبرايل
بعد النشيد الوطني وكلمة عريف الاحتفال ايلي غانم، تحدث مازن رزق عن اهمية المبادرة السياحية والتراثية، ثم ألقى رئيس البلدية كلمة أطلق فيها “برنامج نشاطات البلدية لهذا العام، واهمها:
اولا: منتدى غلبون لسنة 2022 للتنمية المستدامة والذي سيحصل ايام 29- 30-31 تموز من هذا الصيف وسيستقبل مشاركين رسميين وممثلين للمجتمع المدني من لبنان والخارج، وتعقد الى جانب المنتدى لقاءات وورش عمل ودراسات لها علاقة بالتنمية المستدامة التي تحتاجها قرانا وبلداتنا لرسم السياسات الاستراتيجية لتطوير المجتمعات ووضع خطط لمستقبل اهالينا وتحديد المقومات المطلوبة لبناء اقتصاد مستدام وتنمية ريفية بيئية سياحية متكاملة، ومنها: دراسة حلول للطاقة المتجددة، الانتقال الى القرية الاكترونية، السياحة البيئية، بيوت الضيافة والزراعة العضوية والزراعات الجديدة التي تتناسب مع مناخ المنطقة وتأمين اسواق للمنتجات الجديدة وتربية النحل، وكل ذلك في اطار تكاملي بين القرى والبلديات المجاورة، وسيتم استقبال الضيوف المشاركين في الملتقى في بيوت غلبون وبيوت الضيافة في القرى المجاورة.
ثانيا: ستقوم لجنة مهرجانات غلبون الدولية بالتحضير لليالي مهرجاناتها مواكبة لهذا الملتقى، على ان يتم الاعلان لاحقا عن البرنامج الفني.
ثالثا: افتتاح محطة الطاقة البديلة قريبا والتي بدأت المرحلة الاولى من الانتاج ابتداء من هذه السنة.
رابعا: افتتاح محطة الضخ للبئر الارتوازية التي يتم العمل بها حاليا مع مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، وهنا لا بد من توجيه الشكر لكل من ساهم بتسهيل متابعة العمل في هذا المشروع الحيوي، واخص بالذكر كل من الوزيرين الصديقين الدكتور ناصر ياسين ووليد نصار لمتابعتهما الحثيثة وللمهندس جان جبران مدير عام المؤسسة.
خامسا: سوق المزارعين الذي سيقام هذه السنة آخر فصل الصيف ليتسنى للمزارعين تحضير المنتجات الزراعية والمونة من غلبون والقرى المجاورة بالاضافة الى نشاطات وندوات ثقافية وابداعية.
سادسا: غلبون هذه القرية الصغيرة ستبقى تدهش العالم، وهي من دون اي مقومات حياتية اساسية استطاعت بفضل مجلس بلديتها ومجتمعها المدني ومحبة اهلها واهلهم بان يكون لهم بلدة نموذجية، وستبقى تستقبلكم في بيوت الضيافة وكل شهر رواد المشي على دروب غلبون، كما سيكون للاولاد هذه السنة ناديهم الجديد. اما دومان سان غبريال فسيبدأ قريبا باستقبال زواره لتذوق افضل انواع النبيذ من كروم العنب الغلبونية واللبنانية عموما”.
ديماسي
وأشار ديماسي في كلمته الى ان “برنامج الامم المتحدة للبيئة قد اطلق منذ بضعة ايام عقد الامم المتحدة لاستعادة النظم الايكولوجية في منطقتنا، بالتعاون مع منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة وبالتزامن ايضا مع اليوم العالمي للغابات”.
واعتبر ان “هذه الخطوة اليوم تعتبر نقطة انطلاق في رحلة حاسمة نحو حماية مستقبل الاجيال القادمة على هذه الارض عامة وفي لبنان خاصة الذي يتميز بأكبر غطاء للغابات والاحراج في منطقة غرب اسيا، يصل الى 13% غابات و12% اراضي حرجية، لذلك فان حملة التشجير هذه تعتبر جزءا لا يتجزأ من برنامج عقد الامم المتحدة لاستعادة النظم الايكولوجية”.
وقال: “يشكل التدهور البيئي والجفاف والتصحر والظواهر الجوية المتطرفة المتكررة، تهديدات خطيرة لاستمرارية الانسان في منطقتنا، وتعتمد سبل عيش ملايين البشر على النظم الايكولوجية المتدهورة اصلا، ومن المحتم ان تتفكك الاقتصادات اذا لم تتخذ اجراءات جماعية في هذا الشأن، لذلك سيلعب كل شركاء العقد في المنطقة وفي لبنان دورا مهما في الحفاظ على نظمنا الايكولوجية واستعادتها بطريقة مستدامة من خلال اعادة التشجير والادارة المستدامة للاراضي ومصادر المياه والحفاظ على التنوع البيولوجي وغيرها من الممارسات المستدامة”.
وتابع: “اننا اليوم سعداء باعلان شراكتنا مع جمعية انسان للبيئة والتنمية ضمن فعاليات العقد، وان تعاوننا مع منظمات المجتمع المدني في لبنان ليس بجديد، فقد بدأنا مؤخرا العمل مع مشروع التحريج في لبنان LRI لوضع مبادئ توجيهية قائمة على المجتمع لاستعادة البيئة والمناظر الطبيعية في الشرق الاوسط، ونطمح الى توسيع الشراكة والتعاون مع الوزارات المختصة ومنظمات المجتمع المدني في لبنان وكل المنطقة من اجل تكثيف الجهود نحو استعادة النظم الايكولوجية وضمان بيئة صحية ونظمية”.
ودعا جميع المهتمين بالبيئة واستعادة النظم الايكولوجية في لبنان الى “الانضمام الينا في هذه الرحلة التي تتطلب مشاركة الجميع، لضمان المضي قدما في حماية النظم الايكولوجية واستعادتها بطريقة فعالة، ولا سيما في لبنان البلد الذي يعتمد بالدرجة الاولى على السياحة نظرا لطبيعته الخلابة، بحيث تشتهر فيه السياحة البيئية، وهذا ما نود الحفاظ عليه”.
نصار
ونوه نصار في مستهل كلمته بالانجازات “التي حققها رئيس البلدية لاسيما في تجربة الشراكة بين القطاع العام والخاص”، واصفا اياها ب”النموذجية”. وقال: “الإنسان يحصد ما يزرعه، ونحن هنا اليوم في هذه المنطقة الخضراء ولبنان الأخضر نتيجة ما زرعه اجدادنا، ونحن نحصد هذا الزرع، لذلك علينا ان نزرع مثل اجدادنا ليحصد اولادنا واحفادنا من بعدنا، وليبقى لنا لبنان الاخضر”.
أضاف: “ان السياحة البيئية والطبيعية هي من أبرز الأسباب التي تدفع بالسواح والأجانب ومنذ عقود طويلة وحتى اليوم، ليزوروا الأماكن السياحية الطبيعية والدينية ويتمتعوا بالمناخ، وإعادة تحريج الغابات وزرعها هي أحد السبل للحفاظ على ثرواتناالطبيعية، لأنها تساهم بتحسين جودة المياه والهواء وتخلق موائل لمزيد من أنواع الحيوانات وتعزز التنوع البيولوجي. وبالتالي توفر إعادة التحريج فرصا ترفيهية وسياحية بيئية، وخصوصا للمجتمعات الريفية لتحسين دخلها وتدعيم اقتصادها المحلي. كما ان من أبرز الأسباب والمقومات التي تجعلنا نعزز اقتصادنا ونقله من ريعي الى منتج، هو التشجير والزرع ودعم القطاعين الزراعي والصناعي إلى جانب القطاع السياحي وقدرته على تنشيط الاقتصاد عبر إدخال العملة الصعبة للبلد”.
وتابع: “من ضمن خطتنا في وزارة السياحة، أهم نقطة هي اعتماد اللامركزية الإدارية السياحية، وأول شيء عبر افتتاح مكاتب جديدة للوزارة في القرى النائية والأرياف، لأننا على قناعة ان الاتجاه اليوم هو للريف اللبناني والقرى البعيدة عن المدن، لذلك اصدرنا تعميما في وزارة السياحة لكل أصحاب المباني الشاغرة الذين يرغبون الاستفادة من التمويل والشراكة مع القطاع الخاص لتحويل البيوت والمنازل إلى بيوت ضيافة واستصلاحها واستثمارها سياحيا، فالتوجه في العالم كله هو نحو هذا النوع من البيوت”.
وأردف: “وايمانا منا بالحفاظ على جبالنا وثرواتها الطبيعية وارثها الثقافي، اطلقنا الشهر الماضي استراتيجية السياحة المستدامة لجبال لبنان، ضمن مشروع “تحييد تدهور الاراضي للمناظر الطبيعية الجبلية في لبنان” المنفذ من قبل UNDP بالتعاون مع وزارة البيئة، واخترنا لهذه الاستراتيجية رؤية طموحة وهي أن يكون لبنان وجهة السياحة الجبلية الاكثر استدامة في الشرق الاوسط، وجهة تتميز بفرادة الخبرة السياحية مع بعد عالمي من ناحية الثقافة والتنوع الطبيعي، وتتمتع بهوية جذابة وديناميكية”.
وقال: “دعم القطاع السياحي ضروري لأن ثروتنا هي بالطاقات الشابة وبالإغتراب اللبناني وطبعا بالسواح الأجانب، لذلك قررنا ان نطلق قريبا الرزمة السياحية الصيفية لل2022 إلى جانب تحضيرنا لمهرجانات لبنان في بيروت والتي ستجمع بأسبوع كل المهرجانات الدولية بلبنان، وحصة جبيل كقضاء ومدينة، كبيرة بالتأكيد، حيث سنشهد أول مؤتمر سياحي من نوعه من 7 الى 9 نيسان بعنوان “رؤية لسياحة مستدامة لقضاء ومدينة جبيل”.
وتطرق نصار إلى آخر المستجدات السياسية، حيث اعتبر أن “طرح الميغاسنتر الذي أثاره في جلسة مجلس الوزراء هو طرح اصلاحي بامتياز، وهدفه تسهيل العملية الانتخابية على الناس وتشجيعهم على المشاركة بكثافة في هذا الاستحقاق الديمقراطي، إلا أن الجهات التي اتهمتنا بإثارته بهدف تطيير الانتخابات، هي نفسها الجهات التي رفضته ونسفته سعيا لتطيير الانتخابات، وأثبتنا كحكومة مجتمعة أننا لم نسمح بعرقلة الانتخابات بحجة الميغاسنتر، علما أنه يعطي فرصة لحوالي 600 ألف لبناني للانتخاب في اماكن سكنهم او على مقربة منها، وهؤلاء لا ينتمون إلى طائفة أو منطقة بل من كل الفئات اللبنانية، ونحن كوزراء مستقلين في حكومة “معا للانقاذ” نتبنى أي مشروع إصلاحي حقيقي أيا كانت الجهة السياسية التي تقف وراءه”.
وحول ملف الكهرباء، أشار إلى أن “الخطة موضوعة منذ العام 2010 وليست جديدة، وبمساعدة مختصين دوليين، وتعتمد على 4 معامل أساسية، ومن رفض سلعاتا فعليا وقبل بتسمية منطقة وسطية في الشمال، نيته واضحة وهي العرقلة لا غير، فهم لا يريدون اصلاحات حقيقية ولا يهتمون لمعاناة اللبنانيين وما وصلوا إليه خصوصا في أزمة الكهرباء، بالإضافة إلى ذلك نحن نطالب باستمرار بضرورة إنشاء وزارة تخطيط بدلا من الوزارات التي لا دور لها إلا الهدر، وإقفالها بات حاجة إصلاحية إلى جانب الصناديق والمجالس والهيئات التي يجب أن تقفل أيضا”.
وتحدث عن سعيه مع وزارة الأشغال العامة والنقل للعمل على “إنشاء مطار آخر إلى جانب مطار بيروت الدولي، كما العمل على توسعة مطار بيروت، بالإضافة إلى ضرورة إنشاء محطة جديدة ومنفصلة في حرم المطار تشجيعا للراغبين بالقدوم والذين يحجزون تذاكر سفر ورحلات طيران بأسعار مخفضة عبر الشركات المختصة”.
وذكر بأن لبنان “أصبح عضوا في مجلس أوروبا للمسارات الثقافية والسياحية الذي يتضمن 4 مسارات وطرق وهي: المسار الأموي والمسار الفينيقي وطريق النبيذ وطريق شجرة الزيتون، والذي سيساهم بشكل مباشر في دعم الإنتاج المحلي وتنشيط العجلة الاقتصادية للمزارعين وللقرى والبلدات الريفية وتنشيط السياحة الريفية والبيئية في لبنان”.
وختم نصار آملا “ان نحصد زرعنا في وطن افضل لاولادنا واحفادنا، ونظهر صورا جميلة عن بلدنا الذي نحب ونفتخر به كأجمل بلد في العالم رغم الظروف الصعبة التي نعيشها في هذه الايام”.
مرهج
من جهتها أكدت مرهج ان “وحده شعار حماية البيئة يجمع ما عجزت عن جمعه كل العقائد والأيديولوجيات، ووحده الاقتصاد الأخضر يحل مشاكل لبنان ويعيده إلى خارطة الدول المميزة، وما تقوم به جمعيتنا اليوم جمعية انسان للبيئة والتنمية، يصب في أطر هذه الأهداف”.
وأكدت أن “ازدهار السياحة البيئية عندنا من شأنه أن يقضي على جزء كبير من البطالة لأنه يخلق فرصا كثيرة للعمل”، وعاهدت اللبنانيين وكل محبي البيئة في العالم “الاستمرار في تبني حماية البيئة ليبقى عالمنا أخضر ويصبح اقتصادنا أخضر”.
وفي الختام غرس نصار وحجار وجبرايل والمشاركون الأشجار في الباحة الخضراء للبلدية.