سعد في حلقة نقاش في صيدا في الذكرى الـ37 لتحريرها: الشعوب تحرر أرضها لإرساء قواعد العدل والحرية والكرامة لا لتسليم البلد الى لصوص وفاسدين
أقيمت في بلدية صيدا حلقة نقاش مع الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد، في الذكرى الـ 37 لتحرير صيدا من احتلال العدو الاسرائيلي، بدعوة من “المنبر الديموقراطي”، حضرها رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، وفاعليات سياسية واجتماعية وثقافية.
وكانت مداخلة لسعد أضاء فيها على “مرحلة التحرير والأحداث السياسية والعسكرية التي سبقتها والتي تلتها، وتداعيتها على لبنان والمنطقة”، وأشار الى الدروس والخلاصات من هذه الأحداث”.
ولفت الى أن “الانسحاب سبقته سلسلة من المجازر؛ منها صبرا وشاتيلا، والزرا رية، وغيرها. وترافق مع اثارة الصدامات الأهلية في جبل لبنان وشرق صيدا”.
وعدد “مجموعة أحداث شكلت خلفية تاريخية لانجاز التحرير، أو رافقته من عام 1965 الى التحرير عام 2000، وصولا الى يومنا هذا”.
وعرض “انعكاسات هذه الاحداث التي ما زالت ترافقنا الى اليوم، ومن بينها: انطلاقة حركة “فتح” والمقاومة الفلسطينية، الى حرب حزيران 1967 والهزيمة العربية، الى هجوم العدو الاسرائيلي على مطار بيروت في 1968، وحرب الاستنزاف المصرية، الى اتفاق القاهرة، الى مجازر ايلول الأسود 1970 بين الجيش الاردني والفلسطينيين، الى اغتيال معروف سعد في 75 ، وبوسطة عين الرمانة والاجتياح الاسرائيلي وصولا إلى الليطاني في 1978،الى توقيع اتفاق “كمب دايفيد”، الى 6 حزيران 1982 الاجتياح الاسرائيلي للبنان”، مشيرا إلى “مقاومة صيدا وسواها، واطلاق جبهة المقاومة الوطنية في 16 ايلول 82 الى مجازر صبرا وشاتيلا، واتفاق 17 ايار، الى تفجير منزل مصطفى سعد واحداث شرق صيدا ، الى حرب المخيمات، الى اتفاق الطائف وغيرها من المحطات”.
ولفت الى أن “كل هذه الأحداث والمحطات تراكمت حولها الخبرات، واستخلصنا منها الدروس والعبر، وكان فيها رجال قدموا ما يقدرون عليه من تضحيات”.
واعتبر ان “النضال الوطني مترابط الحلقات ولا يستطيع أحد أن يدعي أن البدايات والنهايات من عنده، ان ذلك افتراء على التاريخ ومصادرة للمستقبل”.
واوضح أن “عمليات المقاومة الوطنية تراجعت بعد دخول الجيش الى صيدا، وبعدها توقفت لأسباب موضوعية وذاتية. أما عمليات المقاومة الاسلامية فتواصلت، وتمكنت من طرد الاحتلال من معظم الأراضي اللبنانية في 25 أيار 2000. وفي عام 2006 خاضت “المقاومة الاسلامية” مواجهات واسعة وناجحة مع العدو الصهيوني وفرضت معادلات جديدة لمصلحتها.
وذكر أن “المقاومة الاسلامية” توفر لها ايران قدرات كبيرة، وتنضوي هذه المقاومة في محور تقوده الجمهورية الايرانية، ولهذا المحور أهداف وأدوار في المجال العربي والاقليمي والدولي”.
وطرح “تساؤلات عدة تطرح عادة في لبنان:
– هل في مقدور لبنان تحمل تبعات هذه الأدوار وارتدادتها؟
هو سؤال كاشف لحجم الانقسام اللبناني حول دور هذا المحور والمقاومة الاسلامية. هذه القضية من قضايا عديدة شديدة الارتباط بالأزمات الطاحنة التي نعيشها في لبنان ، والقضية تثير تساؤلات وتفرض أولويات.
– هل تحرير الأرض من الاحتلال يحتاج الى توافقات؟
بالتأكيد لا، والقضية هي قضية أمن وطني وكرامة وطنية.
– هل تكتسب المقاومة مشروعيتها عندما تغيب الدولة ومؤسساتها عن أدوارها في التحرير؟
بالتأكيد، نعم.
– هل ينتهي دور المقاومة مع استكمال التحرير؟
نعم ولا في آن، والأمر مرتبط بقدرات الدولة على صد أي عدوان. والأمر يحتاج الى توافق وطني حول السياسية الدفاعية للدولة.
– هل المقاومة كقضية تحرر وطني تختص بحدود أوطانها أو تتخطاها؟
في المبدأ نعم، ولا يعني ذلك عدم التضامن مع الشعوب المناضلة من أجل حريتها وتحررها وفي طليعتها الشعب العربي الفلسطيني.
– الانتماء الديني والفئوي للمقاومة من نقاط ضعفها؟
بالتأكيد نعم، الوحدة الوطنية والسلم الأهلي من أولى الأولويات يتقدمان القضايا الأخرى جميعها.
– هل المشهد السياسي والاستقطاب الطائفي يؤسسان لاستقرار ووحدة وطنية؟
بالتأكيد لا”.
واكد أن ا”لشعوب تحرر أرضها لارساء قواعد العدل والكرامة الانسانية والحرية، لا لتسليم البلد الى لصوص وفاسدين”.
وتوقف عند “الواقع العربي المأزوم ، وعند مرض التطبيع لأنظمة يضربها الاستبداد والديكتاتوريات، وخصوصا ان الشعوب العربية ثارت تطالب بالحرية والكرامة والدولة العصرية”.
واشار الى أن “هذه الثورات لم تكتمل، وغادرت الميادين، لكنها بقيت في آمال الاجيال الجديدة وتطلعاتها”. واعتبر ان “ثورة 17 تشرين” في لبنان واحدة من انتفاضات الغضب العربي على الواقع المرير، تقاسمها جيلان: جيل انتظر جوائز التحرير بدولة عادلة فخابت آماله، وجيل الشباب الذي تملكه الغضب لاقصائه وتهميشه عن الحياة العامة، فانتقض مطالبا بالتغيير والدولة العصرية”.
وأكد أن “17 تشرين لم تكتمل لكنها لم تمت”.
واعتبر انه “بعد 37 عاما على التحرير، بقيت صيدا ككل الوطن تعاني أزمات على مختلف الصعد”. وأكد “أهمية ان تؤسس الأحداث والتجارب لحوار عام بات له ضرورة قصوى، يضع قواعد للمحاسبة ويفتح آفاقا لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية”، لافتا الى أن “التحولات الكبرى في الاقليم والعالم متسارعة وعميقة، وان لبنان يجب ان يكون له دور في ذلك”.
وسأل:” اين لبنان واين العرب من كل هذا؟”، وأشار الى أن “القضية قضية وجود وهوية ومصير، وهي أدوار مطلوبة من الشباب والنساء والرجال”.
وبعد المداخلة، جرى نقاش طويل بين الحاضرين. وأكدت المداخلات “أهمية المناسبة وضرورة الاهتمام بالذكرى أكثر بما يليق بها، ولكي يتعرف جيل الشباب اكثر الى ما حصل من حوادث”.
أكدت المداخلات “أهمية الربط بين معركة التحرير ومعركة التغيير، بخاصة لما للقوى الوطنية من دور على هذا الصعيد، وذلك من أجل فرض موازين قوى جديدة قادرة على مواجهة السلطة الحاكمة التي تريد التجديد لنفسها، وعبر تأليف برنامج نضالي يعمل على تعديل موازين القوى”.
وعرض بعض الحضور للتجارب التي خاضها عبر “جبهة المقاومة الوطنية”، مع تأكيد أهمية بناء الدولة بعد التحرير للمحافظة على انجاز التحرير”.