ندوة للمنظمات الشبابية في صيدا دعما للقضية الفلسطينية
نظمت المنظمات الشبابية والطالبية اللبنانية والفلسطينية في صيدا والجوار ندوة سياسية في قاعة بلدية صيدا بعنوان “صدى فلسطين”في حضور ممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية والمنظمات الشبابية حيث تركزت الندوة ضمن محورين :الأول معاني و دلالات هبّة الشباب الفلسطيني والعربي والعالمي أثناء معركة سيف القدس ، حاضر فيها الكاتب والصحافي الفلسطيني الدكتور عبد الرحمن جاسم ، والثاني تناول الإنجازات السياسية و العسكرية لمعركة سيف القدس تحدث فيه العميد المتقاعد الدكتور محمد عباس القائد السابق لكلية الأركان في الجيش اللبناني وكاتب ومحلل استراتيجي.
جاسم
علل جاسم في مستهل حديثه تسمية الـ1987 بالنكبة و الـ 2000 انتفاضة ونكبة 2021 بالهبة حيث ذكر أنه من حسنات الانتفاضة أنها تكون أشمل وأوسع وأكبر بينما الهبة تكون أضيق”.
وقال: “إن هبة الـ2021 كانت شديدة الأهمية ذلك لأن القدس شهدت في العشر الأواخر من رمضان مواجهات كبيرة بين الفلسطينيين من جهة وقوات الشرطة الإسرائيلية -وأحيانًا بمشاركة عناصر التنظيمات اليهودية المتطرفة من جهة أخرى، وفي عموم فلسطين التاريخية، الضفة الغربية وفلسطينيي وعرب الداخل، وهي المواجهات التي اصطلح الفلسطينيون على تسميتها هبة القدس”.
أضاف: “جاءت هذه الهبة نتيجة ثلاثة تطورات رئيسة: محاولة إجلاء فلسطينيين عن منازلهم في حي الشيخ جراح، في القدس الشرقية، ومحاولة شرطة الاحتلال إغلاق مدرجات حي رأس العمود، التي تعد من المعالم الوطنية الفلسطينية المهمة في القدس، بالمقابل، السماح للجماعات اليهودية المتطرفة تنظيم مسيرات استفزازية في الأحياء الفلسطينية من المدينة واقتحام شرطة الاحتلال المسجد الأقصى، الأمر الذي رأى فيه الفلسطينيون عملية تهويد للمدينة، فردت حماس بالتهديد بالتصعيد من غزة أو يتراجع الاحتلال عن إجراءاته، وهو ما رفضته إسرائيل لتدخل غزة في حرب هي الرابعة، لكنها هذه المرة تأتي بعنوان حماية القدس، وتندرج في سياق مقاومة فلسطينية واحدة، وإن تعددت أشكالها”.
ولفت جاسم إلى أن “الكيان الصهيوني يعمد إلى تشويه سمعة وصورة الفلسطينيين في الداخل أمام المجتمع الدولي، عبرالتعامل مع أي فلسطيني يتعاطى المخدرات أو يروجها دون محاكمته ويخرج في دقيقتين بينما الصهيوني يحاكم و يسجن. وتطرق جاسم إلى قانون أملاك الغائبين الصهيوني الذي أقره الكنيست عام 1950 ، معتبرا أنه “انتهاك لحقوق الفلسطينين وأملاكهم، حيث يقضي في حال ترك أحد الفلسطينيين أملاكه أو كان غائبا عنها سحابة 5 سنوات فقط يستطيع اي مواطن صهيوني الحصول عليها، بينما كل القوانين في العالم تكون المدة 20 سنة”.
واعتبر أن “داعش ليست أسوأ من إسرائيل، بدليل الوثائقي الأخير الذي يتعلق بمجزرة دير ياسين الذي عرضه الكيان الصهيوني”.
وعن الكاميرات التي وضعت في الأقصى أوضح جاسم أنها “ذات حرارة عالية جدا تكشف هوية الشخص”، مؤكدا أن “وجود الفلسطيني وصلاته في الأقصى تزعج الإسرائيلي الذي لا مشكلة لي معه سوى أن فلسطين لي”.
وتطرق إلى مسألة التطبيع مع العدو الإسرائيلي فأشار إلى أن “الإسرائيلي لا يترك لنا وقتا لكي ننسى مجازره”، مؤكدا أن “حادثة الشهيد محمد أبو خضير أظهرت الوجه الحقيقي ل لهذا العدو”.
ولفت إلى أن ردات فعل اللاجئين الفلسطينيين في مختلف البلدان، لا سيما في لبنان، جاءت لان “الدولة اللبنانية لديها هموم عدة وليس من المناسب إشغال سلطاتها بالتظاهرات كي لا تتحول تحركاتهم إلى قضية داخلية، وعلى الشعب الفلسطيني أن تكون بوصلته تحرير فلسطين ولا شيء آخر”.
وختم : “الأسرائيلي ليس باقيا، حيث أن كل المعطيات الديمغرافية والعسكرية وغيرها ومنها تخلي اميركا عن اسرائيل تؤكد هذا الأمر”.
عباس
أما في المحور الثاني فقد تحدث العميد عباس عن أهم الإنجازات السياسية والعسكرية لمعركة سيف القدس وتداعياتها الاستراتيجية، حيث أشار الى أن “توازن الردع حصل بعد عمل تراكمي وجهود جبارة للمقاومة، بدأت عام 2000 في لبنان وألهمت الشعب الفلسطيني وحطمت المرتكزات التي اعتمدها العدو كامتلاك قدرة ردع بسلاح نووي وعسكري واستخباري والتفوق النوعي وخوض الحروب الخاطفة خارج الكيان واخيرا سياسة التوسع لحماية الحدود والاستقواء بالخارج، وعرج على المحطات البارزة التي شهدت تطور المقاومة اللبنانية منذ انسحاب عام 1985 وحرب عامي 1993 و1996 وحتى انتصار عام 2000 الذي قضى على حلم اسرائيل بالتوسع نهائيا وجسدت حرب 2006 كل ما سبق من انجازات وضعضعت ركائز الأمن الصهيوني، بتعرض عمق الكيان للقصف الصاروخي لمدة شهر، ولأول مرة في تاريخه”.
وقال: “ان انتصارات المقاومة اللبنانية ألهمت الدروس والعبر لحركات المقاومة لتمر تلك الاخيرة بأربع محطات تبدأ من عدوان 2008 على غزة مرورا بعدوان ال 2013 و 2014 لترسي المقاومة توازنات ردع معقولة لتأتي عملية سيف القدس بإنجازات كبيرة على المستوى السياسي وتحقيق إصابات قاتلة لكل عناصر ومرتكزات الأمن الصهيوني التي ذكرت آنفا وأبرزها تآكل قدرة الردع للعدو وضعف استخباري وفشل سلاح الجو بحسم المعركة وحده ، وغياب دور القوات البرية والمراهنة على القبة الصاروخية التي اظهرت فشلا وسقوط فكرة الكثرة مقابل القلة، حيث حاذر العدو من المواجهة المباشرة، معتبرا أن “مبدا الحروب الخاطفة فشل فشلا ذريعا، وسيبدأ العدو بتقييم ما حصل ودراسة البدائل الممكنة عن الحرب لأن الأخيرة قد تهدد بزواله”.
وختم: “إن السلطة الفلسطينية سقطت مع أوسلو وفقدت ثقة الشعب، وعلى القوى الفلسطينية السياسية الممثلة لفصائل المقاومة تشكيل جبهة موحدة تنضوي تحت منظمة التحرير وتنتهج نهجا مغايرا بالتفاوض لا يقدم التنازلات مسبقا”.