توفيق سلطان زار غرفة طرابلس واطلق مبادرة: لتشكيل هيئة تنسيق جامعة برئاسة ميقاتي
زار اليوم توفيق سلطان غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال، حيث إستقبله رئيسها توفيق دبوسي بحضور مدير مرفأ طرابلس الدكتور أحمد تامر، واطلق مبادرة تقضي ب”تشكيل هيئة تنسيق شمالية جامعة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي ومشاركة كل نواب طرابلس وفاعلياتها من دون إستثناء، للتعبير عن الموقف السياسي الطرابلسي وممارسة الضغط المطلوب على الدولة ومؤسساتها لتحصيل حقوق المدينة من الخدمات والانماء”، مشددا على “ضرورة أن لا تبقى طرابلس غائبة عن المشهد السياسي اللبناني”.
واكد سلطان أن “طرابلس لا تغيب عن إهتمامه اليومي”، مشيدا ب”الصرح الاقتصادي الهام والمميز في كل لبنان والمتمثل بالغرفة التي تحولت الى محط أنظار الجميع والى موقع جاذب على المستوى الدولي والعربي والوطني، وهي تستحق كل تقدير وكل دعم لرؤية رئيسها الصديق توفيق دبوسي الثاقبة والتي تجعلها تعيش عصرها الذهبي، آملين أن ينعكس هذا التميز وهذا الحضور على مشاريع البلد وعلى تطوره”، مثنيا على “جهود الدكتور أحمد تامر في مرفأ طرابلس الذي يشكل قيمة إقتصادية كبرى، معتبرا أن الغرفة والمرفأ حاضرين دائما أما ما تبقى فالكل غائب”.
وأشار الى أن “الدولة غائبة تماما عن طرابلس، وهي إن حضرت، فمن خلال المحافظ المدان والمرفوض من قبل ممثلي طرابلس الشرعيين ببيان واضح وصريح ومن سائر الفاعليات”، لافتا الى أن “الدولة لا تحترم واقع طرابلس ولا رأيها الحر وترسل إليها أسوأ ممثل عنها ليكون على رأس السلطة الادارية”، وقال: “عند غياب الدولة من المفترض أن تتحمل البلديات العبء، لكن للأسف نجد أن البلديات إما منحلة أو تكاد بسبب الخلافات، معتبرا أن ما يحصل شيء مهين وينعكس مباشرة على سمعة المدينة”.
وشدد سلطان على أن “الخلافات البلدية سببها الانتماءات السياسية للأعضاء، لذلك فإن المسؤولية الأساسية تقع على القيادة السياسية في البلد التي تفتقد إليها طرابلس، وهي من الضروري أن تكون حاضرة دائما وأن تفرض وجودها للتعبير عن موقف المدينة وتقديم الخدمات في كل المجالات”.
وإذ عرض سلطان لنشاطات النواب قبل الانتخابات وبعدها، اشار الى “دور للنائب في التشريع والمحاسبة، لكن ذلك لا يعفيه من متابعة شؤون العباد لأن هذا ما يعد به ناخبيه”.
ورحب ب”سفراء الدول الذين عادوا الى زيارة طرابلس، لكن عبر في الوقت نفسه عن حزنه بسبب غياب القيادات السياسية عن إستقبالهم وشرح ظروف البلد السياسية ومطالب وإحتياجات الناس، خصوصا أن السفراء أنفسهم يزورون مناطق أخرى ويلتقون قياداتها السياسية ويناقشون معهم الأوضاع العامة ويقدمون الخدمات والمشاريع التي نفتقدها، وعلى سبيل المثال لا الحصر يوجد في لبنان اليوم 22 متحفا، وأمس أنشأت الكويت متحفا في صيدا فيما طرابلس لا يوجد فيها حتى الآن أي متحف”.
ورأى أن “طرابلس تغيب عن الاتصالات التي يجريها الموفدون الدوليون”، مؤكدا أن “لطرابلس قيمة سياسية تاريخية ولا يجوز إستثناءها، وإذا كان هناك من صراع سياسي في البلاد اليوم، فلا بد أن يكون لطرابلس موقفها وحضورها كونها عاصمة ثانية”.
أضاف: “عاشت طرابلس قبل عقود ظروفا صعبة، لكن الرئيس الشهيد رشيد كرامي تمكن من الحفاظ على حضورها السياسي وجمع فاعليات البلد، وشكل هيئة التنسيق الشمالية التي عبرت من خلال إجتماعاتها ومواقفها وبياناتها عن موقف المدينة من الأحداث الجارية، وهذا الموقف نفتقده اليوم، كما كان هناك التجمع الوطني برئاسة المرحوم النقيب عدنان الجسر وقد تمكن بسد الكثير من الثغرات، وأنا لا أتحدث في التاريخ بل أقدم رؤية تقضي بأن يكون الرئيس نجيب ميقاتي المتقدم بين ممثلي طرابلس ورئيس الحكومة السابق ورئيس كتلة نيابية والحائز على أعلى نسبة أصوات أن يكون رشيد كرامي الحاضر، وأطالبه بأن يجتمع مع أقرانه النواب وكل الفاعليات والهيئات ليلعبوا جميعهم دورا في إستحضار طرابلس سياسيا ومتابعة شؤونها الإنمائية والخدماتية، ومن يقصر يستقيل بذلك أو يقفز من الباخرة التي تغرق وهذا موقف غير مشرف”.
وختم سلطان: “ما تقدمت به أتحمل مسؤوليته كاملا، وهو غير منسق مع أحد، بل هو غضبة لطرابلس وللحد من تغييبها الدائم، فاليوم نحن نمتلك المرفأ الناجح والغرفة المتميزة ونحتاج الى تفعيل مرافقنا الاقتصادية الباقية، وهذا لا يمكن أن يحصل من دون قيادة سياسية وازنة حقيقية نسعى للوصول إليها”.
دبوسي
ثم تحدث دبوسي مهنئا بحلول شهر رمضان المبارك، وقال: “يفاجئنا الأخ توفيق سلطان بمواقفه المتقدمة وبمحبته للبنان من طرابلس الكبرى، مشددا على أن الغنى الموجود في طرابلس أكثر بكثير من الفقر الذي يتحدث الجميع عنه، لذلك فإن مستقبل لبنان هو من طرابلس، ولا سمح الله فإن دمار لبنان قد يكون من طرابلس”.
وأضاف: “اذا كنا نرغب بدور اقتصادي للبنان خدماتي إقليمي دولي فهو غير متوفر إلا من طرابلس، لذلك من مصلحة لبنان أن تكون طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية ومن مصلحة المجتمع الدولي أن تنطلق الاستثمارات الخدماتية في لبنان من طرابلس، ومن مصلحة لبنان أن لا يكون هناك فقير في طرابلس وان لا يكون هناك عاطل عن العمل”.
وتمنى دبوسي على “القيادة السياسية والادارية أخذ أهمية دور طرابلس بعين الاعتبار كونها بمقوماتها ومقدراتها ستكون أكبر جاذب للاستثمارات اللبنانية في الانتشار والدول العربية والأجنبية”.
ودعا “السلطة السياسية الى إطلاق ورشة اعمارية للوطن عبر حكومة إنقاذ، أول ما تقوم به إطلاق بطاقة تمويلية تموينية لكل الشعب اللبناني الذي يحتاج إليها، لأننا نطمح الى إعادة وصل ما إنقطع بين الدولة والشعب وهذا لا يحصل إلا بالخدمات والانماء وتأمين العيش الكريم”.