إفتتاح الغرفة الآمنة للأطفال في حديقة الملك فهد في طرابلس يمق: نسعى الى أن تكون مدينة صديقة للطفل
إفتتحت بلدية طرابلس، بالتعاون مع لجنة الإنقاذ الدولية IRC، الغرفة الآمنة والصديقة للأطفال في حديقة الملك فهد في طرابلس، في إطار مشروع “الوصول الى العدالة للأطفال”، الذي تموله الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون SDC، في حضور رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، كريستال مسلم ممثلة رئيسة الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون في لبنان يوكا كريلييه، المدير القطري للجنة الإنقاذ الدولية في لبنان ماتيس مايير، نائب رئيس بلدية طرابلس خالد الولي، عضو المجلس البلدي رئيسة اللجنة الإجتماعية وذوي الإعاقة رشا سنكري، فريق عمل لجنة الإنقاذ، قائد شرطة بلدية طرابلس، ممثلي الجمعيات المحلية التي تمثل مجموعة تاسك فورس” المستشارين التقنيين لخطة البلدية في خفض نسبة عمل الأطفال في طرابلس:
UNICEF Himaya, Mouvement Social, Ajyalouna, DRC, UNHCR, Lebrelief , AICA,RMF وIRC، ممثل مصنع “عنكليس” للأخشاب وشركة “Perla” الذين ساهموا في تجهيز الغرفة، ومهتمين.
بيسار
بعد النشيد الوطني، رحبت عضو اللجنة الإجتماعية وذوي الإعاقة في بلدية طرابلس مقدمة الاحتفال رشا بيسار بالحضور، وقالت: “نفتتح اليوم غرفة آمنة للأطفال وتحديدا للأطفال العاملين في الشوارع، والهدف الأساسي من إقامتها أن هؤلاء الأطفال سيقضون ساعات قبل وصول الcase worker التي ستهتم بهم من الجمعيات المختصة المشاركة معنا، وهذه الغرفة هي جزء من خطة “اللجنة الاجتماعية وذوي الاعاقة” في بلدية طرابلس لخفض نسبة عمل الأطفال في المدينة التي نعمل على تنفيذها منذ العام 2019 مع منظمة اليونيسف والهدف منها توفير لأطفالنا الذين هم الحلقة الأضعف في مجتمعنا، الحماية والرعاية التي تتطابق مع توصيات مؤتمر المدن الصديقة للطفل، الذي عقد في نهاية 2019 في كولونيا في ألمانيا حيث شارك فيه 600 مشارك من 180 مدينة ومجتمعات محلية وقد مثلت بلدية طرابلس فيه عضو المجلس البلدي الأستاذة رشا سنكري، ولا شك في أن
دعم بلدية طرابلس ممثلة بالرئيس الدكتور يمق والأعضاء هو السند الأساسي لإنجاز غرفة هي الأولى في لبنان لإستقبال أطفال يستغلون في التسول”.
يمق
بدوره، قال الدكتور يمق: “لقد أمنت البلدية الغرفة وخصصتها ليقضي هؤلاء الأطفال ساعات طفولة محرومين منها، واسمحوا لي ان أشكر في مقدمة كلمتي، لجنة الإنقاذ الدولية والجهة الممولة الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، وللمجتمع المحلي في طرابلس والجمعيات المدنية الذين ساهموا بتجهيز الغرفة، الآمنة لحماية الأطفال في حديقة الملك فهد، احدى منشاءات بلدية طرابلس، كل ذلك يأتي في إطار خطة شاملة بدأت منذ أعوام عبر اللجنة الاجتماعية في مجلس بلدية طرابلس، نسعى فيها الى حماية الطفل في مدينتنا والعناية به وحمايته خصوصا من أسوأ أشكال العمل، وعلى رغم الظروف الصعبة التي تمر بها طرابلس والبلدية، الا اننا نسعى الى أن تكون مدينة صديقة للطفل، وعملت رئيسة “اللجنة الاجتماعية وذوي الإعاقة” في مجلس بلدية طرابلس السيدة رشا سنكري، مشكورة بالتعاون مع فريق عمل من الاختصايين في لجنة الإنقاذ الدولية لمكافحة ظاهرة الأطفال العاملين في الشوارع، والتعاون مع منظمة اليونيسف والوزارات المعنية في تنفيذ خطة خفض نسبة عمل الأطفال مع تزايد الحاجة الملحة جدا والأرقام المقلقة في طرابلس، فنسبة الفقر تخطت الخطوط الحمر، وهذا الفقر يؤثر على عدد الأطفال الذين يضطرون الى اللعمل لمساعدة عائلاتهم. ولقد تواصلت البلدية عبر اللجنة الإجتماعية مع أطفال من مختلف مناطق المدينة، استمعنا لحاجاتهم ومطالبهم وعملنا على تحقيق ما يمكن منها”.
وأضاف: “لا شك ان خطتنا تهدف إلى خفض نسبة ظاهرة عمل الأطفال، والدور الأساسي في إنجاز الخطة هو التنسيق مع اليونيسف وجبهة الإنقاذ الدولية، ومع الوزارات المعنية والتواصل مع أرباب العمل وأهالي الأطفال العاملين والتوعية وتقديم التحفيزات التي يمكن أن يكون لها الأثر الإيجابي في حفظ حقوق الأطفال، ويجعل طرابلس مدينة صديقة للطفل. ان بلدية طرابلس تتعاون مع لجنة الإنقاذ الدولية منذ اعوام لحماية الأطفال العاملين في الشوارع، ولهذا عممنا خطا ساخنا للجنة الإنقاذ الدولية هو 70048008، للتبليغ عن أطفال يستغلون في التسول في طرابلس للإعلام عن وجود هؤلاء الأطفال.
وإنطلق هذا التعاون بالعمل على تدريب عناصر شرطة بلدية طرابلس من قبل لجنة الانقاذ الدولية وجمعية حماية على كيفية التدخل لحماية الأطفال العاملين في الشوارع، وحمايتهم من أسوأ أشكال العمل والإستغلال الجنسي للفتيات دون الـ 18 عاما في الشوارع والأطفال دون الخمسة أعوام والرضع الذين يتم إستغلالهم بالتسول، ونعمل على مواضيع التشبيك مع الجمعيات المحلية والدولية لمكافحتها وإيجاد حلول مناسبة لهذه الإشكاليات، وإشراك الاطفال في نشاطات لا صفية”.
مايير
من جهته، شكر مايير “كل الجهود المبذولة لإنجاح هذا المشروع”، ولفت الى ان “وجود هذه النخبة يثبت التفاعل الإيجابي”.
وقال: “هذا الانجاز مهم جدا خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، ففي بداية العام 2019 بدأ لبنان يواجه مشاكل إقتصادية، وبعد عام من بدء الأزمة الاقتصادية واجه البلد أيضا أزمة فيروس كورونا، وأيضا تعرض لبنان لإنفجار كبير في مرفأ بيروت. وصحيح أن الانفجار أصاب المرفأ وبيروت لكن انعكاساته السلبية طاولت كل المناطق اللبنانية، كل هذه الظروف الصعبة تؤثر على الجميع، لكنها تؤثر على أناس أكثر من غيرهم، ومن الفئات الاكثر عرضة هم الأطفال، عندما بدأنا العمل بالمشروع في 2019 كانت نسبة الأطفال العاملين 2 في المئة وأصبحت اليوم، مع الأسف، 4,4 في المئة، بحسب إحصاءات غير دقيقة ويعتقد انها أكثر من ذلك. وفي بعض الحالات نجد ان الاطفال هم من يوفر قوت العائلة من خبز ومأكل ومشرب، وبعض الاحصاءات تظهر أن 40 في المئة من الاطفال الذين نتعامل معهم هم الممول الرئيسي لعائلاتهم، وفي 2020 زادت هذه النسبة لتصل الى 67 في المئة، وهذا الوقت هو الأفضل للتدخل لإنقاذ الأطفال والخطر من بقاء الأولاد في الشارع، ولكي نفهم ان هؤلاء الأطفال بحاجة لتدخل قانوني لتوفير المتطلبات الضرورية. وقبل فترة أقمنا مع البلدية دورة تدريبية لعناصر شرطة بلدية طرابلس وكان التفاعل مؤثرا لكون المشاركين من الشرطة يودون التعرف الى المبادئ والقوانين لمساعدة الأطفال وطريقة التعامل معهم، وأهم انجاز هو إنشاء هذه الغرفة. وهذا دليل على حسن رؤية بلدية طرابلس وتدخلها لحماية الأطفال، والشكر الكبير لدور البلدية وتدخلها بالتعاون مع الهيئات المحلية والدولية”.
عبدالله
وألقت المديرة الأولية لقسم حماية الطفل تغريد عبدالله، كلمة “لجنة الإنقاذ الدولية”، قالت فيها: “بالرغم من كل التحديات والأزمات التي يشهدها لبنان، وخصوصا مدينة طرابلس، على المستويات الاقتصادية والإجتماعية والأمنية التي أرخت بثقلها على فئات المجتمع ومكوناته كافة، نجتمع اليوم كي نحتفي بما تحقق من إنجازات من خلال التعاون مع مجلس بلدية طرابلس”.
ولفتت الى ان” التعاون بدأ منذ العام 2017 حين بدأت “لجنة الإنقاذ الدولية” بتنفيذ برنامج خاص لدعم الأطفال العاملين في الشوارع وأسوأ أنواع العمل، وإستمر لاحقا في عام 2019 من خلال برنامج “الوصول الى العدالة للأطفال” بدعم من “الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون” كي نجدد إلتزامنا التعاون مع مجلس بلدية طرابلس في المرحلة المقبلة تحقيقا لمصلحة الأطفال الفضلى عبر البرامج التي تنفذها “لجنة الإنقاذ الدولية”، مباشرة او عبر الشركاء المحليين في المدينة منها برنامج “الوصول الى العدالة للأطفال” الذي يهدف الى المناصرة والعمل لتقوية أنظمة العدالة الصديقة للطفل من أجل توفير الحقوق الأساسية والحماية للأطفال الذين هم على اتصال مع القانون بصفة شهود، ضحايا، او مرتكبين. ويهدف البرنامج الى بناء قدرات المجتمع المحلي على تقديم خدمات الدعم النفسي والإجتماعي وخدمات إدارة الحالة للأطفال المعرضين للأذى”.
وأضافت: “إن لجنة الإنقاذ الدولية” تعتز بدعم “الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية” وثقتها، وبالتعاون المتواصل للمجلس البلدي لمدينة طرابلس والجهود المشتركة لمناصرة قضايا الطفل وحقوقه وحمايته، ولا تغفل الدور المهم للمجلس البلدي كسلطة تنفيذية محلية، تساهم كشريك أساسي في تكوين شبكات الحماية والأمان للأطفال من الإساءة والعنف”.
ورأت ان تأهيل “الغرفة الآمنة للأطفال” ما هو إلا خطوة من ضمن إستراتيجية متكاملة للتشبيك والتعاون مع بلدية طرابلس ومؤسسات المجتمع المحلي في طرابلس، الهدف منه تأهيل الغرفة ايجاد مساحة موقتة وآمنة لأطفال المدينة”.
سنكري
وكانت كلمة الختام لسنكري التي رحبت بالحضور، وأكدت “أهمية الغرفة لحماية الأطفال في طرابلس”، وقالت: ” إتفاق حقوق الطفل يعرف الطفل بأنه أي شخص دون سن الـ18 عاما وتقر بحقوق الإنسان للطفل، مع التشديد على مصلحته الفضلى”.
ولفتت الى ان “المادة 54 من قانون البلديات تنص على الآتي: “تتحمل البلدية مسؤولية مكافحة عمل الأطفال، وتشمل مهماتها اتخاذ التدابير اللازمة لمنع الأطفال من التسول. من هنا يجب التحذير بأن التسول يؤدي إلى انحراف أكثر من 70% من أطفال الشارع وقد يودي بهم إلى القيام بأعمال مخالفة للقانون”.
اضافت: “بينت الإحصاءات في بداية العام 2015 أن أكثر من 1500 طفل يعملون في الشوارع اللبنانية وإحصاءات العام 2017 تؤكد أن في لبنان 180 ألف طفل هم ضحية أسوأ أشكال العمل، و60 في المئة من أطفال الشوارع والعاملين في طرابلس تراوح أعمارهم بين 6 و11 عاما. ظاهرة الأطفال المستغلون بالتسول تتفاقم فوجودهم يزداد في أنحاء طرابلس وخصوصا أمام دور العبادة والمطاعم والمحال والسوبرماركات وعند التقاطعات، تفشي هذه الظاهرة يوجب على أصحاب القرار حماية الأطفال من آفة التسول وخصوصا أن وجودهم في الشارع يعرضهم لمخاطر عديدة منها: التحرش والإغتصاب، وتعاطي المخدرات والدعارة والتشرد، بالإضافة إلى الأضرار بصحتهم الذهنية والنفسية ونموهم الجسدي مما يحد من تعلمهم، وبالتالي مع الجهل لا يمكنهم كسر دوامة الفقر”.
وتابعت: “منذ العام 2017 تتعاون لجنة الإنقاذ الدولية مع بلدية طرابلس عبر “اللجنة الإجتماعية وذوي الإعاقة” من أجل حماية الأطفال العاملين في الشوارع وهذا التعاون كان ومازال مثمرا وناجحا بإنقاذ أطفال من أخطار الشوارع. عام 2019، أطفال تغيرت حياتهم حيث عودة 50 طفلا إلى التعلم من أصل 119 حالة من الحالات التي تابعتها لجنة الإنقاذ الدولية في ذلك العام مع أطفال عاملين في الشوارع، فشكرا IRC لعملكم الدؤوب وبعث الأمل أن لا شيء صعب تحقيقه”.
وقالت: “عام 2018، عند وضع خطة خفض نسبة عمل الأطفال في طرابلس مع “اليونيسف” وفريق عمل من المتخصصين الخبراء، من بين الخطوات التي طرحت فكرة إنشاء غرفة صديقة للأطفال”.
وأضافت: “هذه الفكرة ظلت تؤرقني: كيف السبيل إلى تحقيقها وجعلها واقع؟ بدأنا التفكير في موقع يكون بعيدا من نظارة موحشة يتم عادة توقيف فيها رجال ونساء وأطفال من الشارع، فوقع الإختيارالمثالي على حديقة الملك فهد بإقتراح من القائد السابق للشرطة عبدالله خضر الذي كان الداعم الأساسي مشكورا بتخصيص غرفة خاصة بشرطة البلدية، لتكون مساحة آمنة للأطفال وأيد تنفيذ الفكرة الرئيس يمق وساندنا إيمانا منه بأهمية مصلحة الطفل وحمايته. عندها الشرارة الأولى أطلقتها زميلتنا في اللجنة رشا بيسار على مواقع التواصل الإجتماعي معلنة الحاجة الى تجهيز غرفة آمنة لأطفال يتم إستغلالهم بالتسول، وبدأت التبرعات تصل من داخل لبنان وخارجه. وبما أن مشروعا كهذا هو من ضمن برامج الIRC فبدأ التعاون على إنجاز تأهيل الغرفة بشكل أصبحت فيه آمنة وجاهزة لإستقبال أطفال تحق لهم طفولتهم”.
وتابعت: “أعلمني قائد الشرطة، منذ أيام عدة، بتوقيف سيدة تتسول وتحمل طفلا رضيعا، ستقولون أن هذا أمر إعتاد الناس على رؤيته في شوارعنا، ولكن الصادم أن هذا الرضيع لساعات وساعات لا يبكي، فالجريمة المرتكبة في حق هذا الطفل المتلاشي أن حبلا ملفوفا حول عنقه تسد جزئيا القصبة الهوائية فتمنعه من الصراخ لئلا يزعج أثناء التسول. صرخة هذا الطفل المكتومة هي جرس إنذار يضعنا جميعا، كل في موقعه، أمام مسؤولياتنا”.
وختمت مؤكدة ان “علينا بذل الجهد الكبير كي نكون في مصاف المدن الصديقة للأطفال إذ علينا ان نوفر لاطفال مدينتنا 5 حقوق من بينها الحق في اللعب والترفيه، وكلنا أمل
في أن تكون هذه الغرفة مساحة آمنة توفر للطفل المهمش المستغل بالتسول، هذا الحق ولو لوقت قصير نسبة الى شقائه الطويل”.