المستقبل يقود انشقاقاً في بلديات الضنّية
صحيفة الأخبار ـ
عبد الكافي الصمد:
لم يطوِ تيار المستقبل في الضنية، برحابة صدر، الخسارة المدوّية التي تلقّاها في الانتخابات البلدية العام الماضي، وما تلاها من خسارة إضافية في اتحاد بلديات الضنية، بل سعى جاهداً منذ ذلك الحين إلى تعويض هاتين الخسارتين، وإلى ردّ جزء من اعتباره في منطقة يعدّها معقلاً رئيسياً له.
فبعدما أصيب التيار بخسائر من العيار الثقيل في الاستحقاق البلدي، تمثلت في خسارة اللائحة التي دعمها النائب أحمد فتفت في معقله في بلدة سير، وخسارة المرشح نزيه عبيد، الذي تبنى وحليفه القوات اللبنانية دعمه لترؤس اتحاد بلديات الضنية لمصلحة المرشح محمد سعدية، الذي حظي فوزه بتأييد الرئيسين عمر كرامي ونجيب ميقاتي والنائب السابق جهاد الصمد والجماعة الإسلامية، تحرّك تيار المستقبل على جبهة إحداث انشقاق داخل اتحاد البلديات بهدف إنشاء اتحاد بلديات رديف، كي يكون تعويضاً عن الخسارتين السابقتين.
أول خطوة قام بها تيار المستقبل في هذا السياق، كانت حضّه ودعمه إقدام 3 بلديات منضمة إلى الاتحاد، هي: عزقي وكفرحبو وكفرشلان، على تقديم طلب إلى وزارة الداخلية والبلديات في 28 /10 /2010 لإنشاء اتحاد بلديات جديد في المنطقة يحمل اسم «اتحاد بلديات ساحل الضنية»، بموجب القرار 72 ـــــ 6 ـــــ 23، ويحمل الطلب الرقم: 18990 / ودب 2010. خطوة إنشاء الاتحاد الجديد قطعت نحو نصف المسافة قبل أن يبصر النور، إذ تفيد المعلومات المتوافرة أن الطلب حُوِّل إلى محافظة الشمال لطلب خرائط، وقد أعادته المحافظة مرفقاً بالخرائط في 29 /1 / 2011، وبات الطلب موجوداً اليوم في مكتب وزير الداخلية والبلديات، منتظراً توقيعه إياه، تمهيداً لإقراره في مجلس الوزراء وإصدار مرسوم بإنشائه.
وأوضحت أوساط اتحاد بلديات الضنية أن «مرجعيات سياسية في المنطقة رفضت الموضوع، لأن مشاريع تقسيمية كهذه لا يمكن أن تمرّ»، وقالت لـ«الأخبار» إن «القصة سياسية من أوّلها إلى آخرها، وإن رؤساء البلديات الثلاثة التقوا الرئيس سعد الحريري قبل ذكرى 13 آذار الفائت، بمسعى من النائب أحمد فتفت، الذي رتّب لهم الموعد، وقدّموا إليه نسخة عن الطلب، وقد وعدهم الحريري خيراً».
وتوقعت الأوساط عدم الموافقة على إنشاء الاتحاد الجديد، لأن «العائدات المالية للبلديات الثلاث لا تكفي لاستئجار مبنى خاص به، فكيف الحال بتأمين مخصصات لتنفيذ مشاريع إنمائية، ما يؤكد أن الخلفية سياسية وكيدية في المقام الأول، لا إنمائية». وأشارت الأوساط إلى أن «المشاريع المشتركة لاتحاد بلديات الضنية تبرز بين البلدات الثلاث التي تنوي الانفصال، وباقي بلدات المنطقة، لأن كفرحبو تعدّ الامتداد الجغرافي لبلدات بخعون ومراح السراج وإيزال، وكفرشلان تتبع المجال الجغرافي لبخعون ومراح السراج، اللتين تقعان جغرافياً فوق كفرشلان مباشرةً، بينما وادي عزقي يحول جغرافياً دون تواصلها على نحو طبيعي مع كفرشلان وكفرحبو، بما يمنع تنفيذ أي مشروع إنمائي مشترك». وجهة النظر هذه يردّ عليها رئيس بلدية كفرشلان ناصر الشامي بالقول إن «الهدف من إنشاء الاتحاد إنمائي لا سياسيّ، إذ ثمّة في منطقتنا الكثير من السياسة والقليل من الإنماء، ونرفض أن تلصق بنا تهمة تقسيم المنطقة. إيجاد اتحاد بلديات صغير قد يسهم في تنفيذ مشاريع مشتركة على نحو أفضل»، ونفى وجود «مآخذ على اتحاد بلديات الضنية، لكن قد يكون اتساع المنطقة يحول دون تنفيذ مشاريع نراها حيوية لبلداتنا»، لافتاً إلى أن «زملائنا في الاتحاد تمنّوا علينا عدم الانفصال، لكن كل طرف يبحث في النهاية عمّا يراه مناسباً له».
الشامي الذي أشار إلى أن الاتحاد الجديد سيكون مقرّه كفرحبو، أوضح أنه «لم يُبحث حتى اليوم موضوع من سيكون رئيس الاتحاد الجديد، لأن الأهمّ هو إنشاء الاتحاد»، مشيراً إلى أنه «ما زلت وزملائي في البلديات الثلاث نحضر اجتماعات اتحاد البلديات، ونمارس مهمّاتنا ودورنا فيه ممارسة طبيعية، ولم نستقل منه، وسنبقى كذلك إلى حين صدور مرسوم إنشاء الاتحاد الجديد».