منع التدخين في طرابلس: الامتحان بعد رمضان
صحيفة الأخبار ـ
عبد الكافي الصمد:
هل سيُكتب للتوصية التي اتّخذتها، أخيراً، ورشة عمل عن برنامج المدن الصحية في بلدية طرابلس، بمنع التدخين داخل المباني المغلقة التابعة للبلدية، ابتداءً من أول آب المقبل، أن تبصر النور، وأن تكون خطوة أولى على طريق توسيع رقعة المنع لتشمل لاحقاً كل الأماكن العامة في عاصمة الشمال؟
الجواب مرهون بنتائج «التجربة» التي ستبدأها البلدية، بعد «الخطوات التمهيدية» التي أعلنتها عبر «وضع بوسترات داخل البلدية والمباني التابعة لها، توضح مدى الضرر الذي يلحقه التدخين بصحة الإنسان، والقيام بحملات توعية لهذا الغرض»، كما يقول لـ«الأخبار» رئيس البلدية نادر غزال. ويرى أنّ تنفيذ مثل هذه التوصية يحتاج إلى جهد إضافي، مشيراً إلى «أنّ المحاسبة ستكون تدريجية، فنوجه لمن يخالف قرار منع التدخين في الأماكن التي حددناها إنذاراً شفوياً قبل أن نتخذ في حقه أي عقوبة». وبالمناسبة، يقول غزال إنه لا يُدخن نهائياً وقد اتخذ قراراً منذ الأسبوع الأول لوصوله بعد انتخابه رئيساً للبلدية منع بموجبه التدخين داخل مكتبه وفي قاعة الاجتماعات الكبرى. ويشير إلى أنّ القلة القليلة من أعضاء المجلس البلدي المدخّنين يخرجون عندما «يخرمون» على سيكارة من المكتب أو القاعة لدقائق ثم يعودون، بعد أن يحدثوا «مشحرة» في الخارج».
لكن ما يؤكده غزال أنّ تحديد الأول من شهر آب المقبل موعداً لتنفيذ هذا القرار لم يكن اعتباطياً ولا عفوياً، بل استُغل لأنه يتزامن مع بدء شهر رمضان، «وتقصّدنا تسهيل الأمر على المدخّنين بما أنّهم توقفوا عن التدخين طوال هذا الشهر». ويرى رئيس البلدية أن «المحكّ الأساسي للقرار سيكون بعد رمضان».
دعم وتأييد غزال للتوصية يوازيهما اندفاع من منسّق مشروع «طرابلس مدينة صحية» جلال حلواني، رئيس لجنة البيئة والحدائق في البلدية، الذي يوضح لـ«الأخبار» أن هذه التوصية «ستعرض على المجلس البلدي في أول جلسة لاتخاذ قرار بشأنها»، متعهداً ببذل قصارى جهده لتنفيذ المشروع.
وينفي حلواني أن «نطبق، بتنفيذنا القرار، حكماً بالأشغال الشاقة بحق المدخنين، بل هو لمصلحتهم صحياً ومالياً»، وأن القرار «ليس تعدّياً على الحريات الخاصة للأفراد»، «فهناك دول كثيرة منعت التدخين في الأماكن العامة، وخصوصاً لدى جيراننا في سوريا والأردن مثلاً. ويلفت إلى أننا «سنعتمد الوازع الصحي والعلمي والمادي والديني في حملتنا، حيث سنعرض صوراً للمدخنين ستكون صدمة للجمهور.
بالعودة إلى ورشة العمل، فقد عقدت بمشاركة 35 شخصاً يمثلون شركاء البلدية في مشروع «طرابلس مدينة صحية». وأوصت الورشة إلى جانب منع التدخين في مباني البلدية المغلقة باستحداث مصلحة الصحة والبيئة في البلدية، وإطلاق مشروع المسلخ البلدي الجديد، والتشدد في الرقابة على المطاعم ومحال بيع اللحوم والمواد الغذائية، ومنع بيع الدخان للشباب دون 18 سنة، ووضع استراتيجيا جديدة لإدارة النفايات الصلبة، وزيادة المساحات الخضراء في المدينة.