مقابلة خاصة: محمد هاشم مرشحاً مستقلاً لعضوية بلدية بيروت
ينشغل لبنان بالانتخابات البلدية، وتعمّ الأعراس الديموقراطية البلد من أقصاه إلى أقصاه.
إلا أن الأسبقية هذا العام هي للعاصمة بيروت ولمحافظتي البقاع وبعلبك ـ الهرمل.
في بيروت هناك منافسة قوية بين العديد من اللوائح التي يناضل أعضاؤها لحجز مقعد في الإدارة المحلية التي ستسيّر شؤون المدينة الأكبر في لبنان لمدة ست سنوات مقبلة، كما هناك العديد من المرشحين المستقلين الذين يرَون فرصة لتظهير برامج مختلفة وتقديم رؤية جديدة للعمل البلدي.
من هؤلاء المرشحين المستقلين الأستاذ محمد هاشم الذي تقدّم بترشيحه لعضوية المجلس البلدي في بيروت تحت شعار: “بيروت للكل”.
“موقع بلديات لبنان” كان له هذا اللقاء مع الأستاذ هاشم للحديث عن مشروعه الانتخابي وتطلعاته للعاصمة التي يرغب بخدمتها.
ـ أستاذ محمد هاشم ترشحت مؤخراً لعضوية بلدية بيروت كمستقل، ولم يتسنَّ ربما للجمهور معرفتك عن كثب، كيف تعرّف نفسك؟
ـ محمد نزار هاشم مواطن لبناني من مواليد بيروت العام 1975، سجل 105 الباشورة، حائز على إجارة في الحقوق من الجامعة اللبنانية، وأعمل في الحقل التربوي منذ أكثر من 15 عاما. قررت دخول معترك الانتخابات البلدية بعدما تلمّست حاجة بيروت ولبنان إلى عنصر الشباب غير المنتمي لجهات سياسية والذي يعمل انطلاقاً من المصلحة العامة، بغض النظر عن الحسابات السياسية والتوازنات القائمة في البلد.
ـ تقول إنك مرشح مستقل، هل هذا يعني أنك مرشح في وجه السلطة الحالية؟
ـ للأسف اعتدنا في لبنان على التصنيف السياسي والمذهبي والطائفي والمناطقي، وقد نجح نظام المحاصصة القائم في تعبئة أنصاره ضدّ كل من هو غير منتسب لأحزاب السلطة.
أنا كمرشح مستقل، ملتزم بديني وبقضيتي بيروت التي نشأت فيها في عائلة شيعية معروفة بانفتاحها ووطنيتها وخدمتها في الحقل العام.
أجد أن الاستقلالية باتت شرطاً لإنقاذ البلد على المستويات كافة، بعد أن أثبتت الطبقة الحالية فشلها بعد عقود من الزمن في إنقاذ لبنان وتكريس صورته كوطن نهائي لجميع أبنائه يوفر لهم الأمن والأمان ومقوّمات العيش الكريم.
وفي الوقت نفسه، استقلاليتي لا تعني انعزالي عن أي خطوة من شأنها خدمة البلد، لذا فأنا منفتح على أي جهة تتبنى ما يخدم بيروت وأهل بيروت.
ـ رفعتَ شعار بيروت للكل، هل هذا رد مباشر على شعار كتلة أحزاب السلطة بيروت للبيارتة؟
ـ بيروت العاصمة التاريخية للبنان، ولا يمكن إلا أن تكون ساحة لقاء لجميع اللبنانيين، كما أنها تستحق أن تكون في أبهى حلّة بلدية وخدماتية وبيئية كونها تمثل كل الوطن.
وأي محاولة لتقليص شريحة اللبنانيين المعنيين ببيروت مضرّة برسالة بيروت وبتاريخها كما بمستقبلها. نحن أهل بيروت منذ النشأة لا مصلحة لنا – اقتصادياً وإنمائياً وثقافياً وحتى سياسياً – في الانغلاق على الآخر. ولطالما كانت بيروت ملتقى ومقصداً لجميع اللبنانيين من كل المناطق.
برأيي إن الشعار الذي رفعته بعض اللوائح لم يكن موفقاً، ويعكس أزمة الجهات الداعمة لهذه اللوائح في تعبئة الشارع ولو بشعارات خاطئة بهدف كسب المعركة.
كنا نُمنّي النفس بأن نرى شعارات تنموية تتناسب وطبيعة الانتخابات البلدية، ولكن للأسف طغت الشعارات السياسية في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التلاقي لمصلحة الشعب.
ـ ما هو برنامجك الانتخابي؟
ـ البرنامج الانتخابي لأي مرشح مستقل يبغي مصلحة أهل منطقته يجب أن ينبع من المشكلات التي تواجهها هذه المنطقة.
نحن شهدنا في بيروت في السنة الأخيرة تحديداً ظواهر مخيفة لم نعهدها من قبل. مشهد النفايات المتراكمة في الشارع أساء كثيراً إلى العاصمة بيئياً وصحياً كما إعلامياً. فضلاً عن أن العاصمة تعيش حالة مراوحة لناحية المشاريع التجميلية والاهتمام بالبيئة.
وعلى الصعيد الصحي، وعلى الرغم من الحملة التي تقودها وزارة الصحة مشكورة، ولكننا بحاجة إلى فرض النظام عبر آليات مراقبة ثابتة في سبيل ضمان سلامة الغذاء والحفاظ على صحة أبناء المدينة.
خطة النقل العام في بيروت هي إحدى عناوين برنامجي الانتخابي، وهذا الأمر يتطلب تعاوناً من الجميع.
ومن منطلق عملي في المجال التربوي، قررتُ العمل مع المجتمع المدني والوزارات المعنية على مبادرات لدعم العائلات الأكثر فقراً بهدف تحقيق مبدأ “التعليم حق للجميع” الذي تكفله شرعة حقوق الإنسان ومبادئ الأمم المتحدة، كذلك لديّ تصور لتوفير ظروف صحية سليمة داخل المدارس وصولاً حتى إلى النشاطات اللازمة لمعالجة ظاهرة التسرب المدرسي.
حل النزاعات بين أصحاب الأملاك وقدامى المستأجرين هو أحد العناوين الهامة التي سنعمل عليها بإذن الله، وكذلك الحال بالنسبة لاستعادة حقوق أهل الوسط التجاري.
إشارة إلى أني سأحرص على تأمين شفافية تامة في إدارة موارد البلدية وتعزيز ثقة المواطن بالسلطة البلدية، كون التغيير والتطوير يبدأ من البلديات.
هل من كلمة أخيرة تودّ توجيهها للناخبين؟
كلمتي للشباب أولاً، وأنا من جيل الشباب، أن لا تدعوا الإحباط نتيجة ممارسات السلطة السياسية يسيطر عليكم.
لقد مرّ بلدنا بالكثير من الخيبات والمحطات الحساسة، لكن لا بديل عن الأمل بغدٍ مشرق لنا ولأبنائنا. أدعوكم بكثافة للتصويت والمشاركة في الانتخابات، وأقول بصراحة إن السلطة تراهن على ضعف التصويت لتستمر في السيطرة على قراركم.
بيروت بحاجة لجهود أبنائها ونحن أولى بها من الطارئين عليها ممن لا يتذكرونها سوى في الانتخابات.
نحن أهل المدينة ومستقبلها، ومعا بإمكاننا إنقاذها وإنقاذ الوطن.