وزارة الثقافة أطلقت والسفارة الاميركية حملة ترميم قلعة فقرا عريجي
أطلقت وزارة الثقافة بالتعاون مع السفارة الاميركية في بيروت، حملة ترميم آثار الهياكل الرومانية والبيزنطية في قلعة فقرا – كفرذبيان، في حضور وزير الثقافة ريمون عريجي، سفير الولايات المتحدة الاميركية ديفيد هيل، الوزير السابق زياد بارود، النائب السابق صلاح حنين، المدير العام للاثار المهندس سركيس الخوري، رئيس بلدية كفرذبيان جان العقيقي وأعضاء المجلس البلدي وممثلي المجتمع المدني ومهتمين.
العقيقي
بداية النشيدان اللبناني والاميركي، فكلمة ترحيب من رئيس البلدية قال: “فيها الى ان “بلدة كفرذبيان هي بلدة السياحة والتزلج والاصطياف والمواقع الطبيعية والاثار، وقد استغل البعض اسم موقع فقرا لبناء المجمعات السياحية واقامة مهرجانات ولسرقة بعض احجاره، لكننا استعدنا قسما منها. وقد حمى هذا الموقع اهالي كفرذبيان”.
أضاف: “نشكر الوزير عريجي الذي أثمرت زيارتنا له اهتماما بترميم الاثار المنتشرة في لبنان ومنها آثار قلعة فقرا. كما نشكر السفارة الاميركية التي بادرت الى تمويل ترميم الاثار على ارتفاع 1600م، وهي الاكثر ارتفاعا في الشرق”.
وتابع: “نطلق بداية ترميم التشويه الحاصل سابقا باستعمال الباطون، والبلدية مستعدة لمواكبة اعمال الترميم ليتخذ هذا الموقع قيمته الاضافية، والاستثمارات القائمة حول الاثار يجب تفعيلها من قبل مديرية الاثار لتصبح منتجة”.
ضومط
بدوره، تمنى رئيس جمعية “حماية جبل موسى” بيار ضومط “كل النجاح للمجتمع المدني في اعادة توجيه اولويات السياسيين تجاه المزيد من التنمية الاجتماعية والاقتصادية، لان السياحة البيئية تحفز الناس على حماية ارثها الطبيعي والثقافي من قبل السكان المحليين، من خلال النشاطات الاجتماعية المستدامة لتعزيز الوعي والشعور بالانتماء”.
هيل
من جهته، قال السفير الاميركي: “إنه لمن دواعي سروري أن أقف عند موقع هذه الأعمدة الشامخة. وهو مشهد رأيته، مثل العديد منكم، مرارا عبر السنين، في الطريق نحو الجبل. وأما بالنسبة لجبل موسى، الموقع الثاني الذي قدمنا له هذه المنحة، فكل شخص لديه تجربة في هذا الجزء الرائع من لبنان، يدرك أهمية الحفاظ عليه”.
أضاف: “لقد قدم صندوق السفير الأميركي للحفاظ على التراث الثقافي منحا في لبنان بقيمة 720 ألف دولار منذ العام 2003، مما يعكس إيماننا بأهمية الحفاظ على تاريخنا المشترك، وتذكره، والتعلم منه. لقد تم إنجاز ثلاثة عشر مشروعا للمحافظة على التراث الثقافي بما فيها جسر جب جنين والحمام العام في عنجر وخلوة رأس النحل في جبال الشوف، وبرج المباركة في ميناء صور”.
وتابع: “إننا نحتفل بمشروعين جديدين هذا العام: الحفاظ على هياكل فقرا الرومانية والبيزنطية، وترميم الآثار الرومانية على أراضي محمية جبل موسى. لقد كان لبنان ملتقى للطرق على مر التاريخ. وتعكس الفنون والعمارة في لبنان ثروة وهوية وتاريخ لبنان الغني والمركب، بالإضافة الى مساهمته في الحضارة. نحن فخورون بالعمل مع وزارة الثقافة على مشروع فقرا، وبالعمل مع جمعية المحافظة على جبل موسى على مشروع جبل موسى. وقد كان الدعم التي قدمته المجموعات المحلية، بالاضافة الى حماية ويقظة السكان المحليين، ضمانا لحماية قيمة هذه المواقع وعدم خسارتها”.
وأردف: “نحن ندرك أن المحافظة على التراث الثقافي ليس مجرد أولوية حكومية، بل يأتي أيضا مباشرة من وجدان الشعب اللبناني. وأنني أشجع الجميع هنا على تحمل المسؤولية كعائلات ومجتمعات محلية وبلديات وأمة للحفاظ على التراث الثقافي والجمال الطبيعي الذي يساعد على جعل لبنان بلدا رائعا بهذا الشكل. إن هذا البرنامج هو أيضا عن الاقتصاد الجيد، لأن الحفاظ على مواقع التراث الثقافي هو استثمار في فرص السياحة. كما أن تطوير هذه المواقع وتشجيع السياحة المسؤولة يوفر وسائل جديدة للتنمية الاقتصادية. والسفارة الأميركية تستثمر أيضا في استراتيجيات السياحة الريفية مع وزارة السياحة لإنتاج ودعم تلك الفرص لأصحاب المشاريع المحلية. إن السياسات القوية للحفاظ على البيئة والتراث الثقافي هي أيضا سياسات اقتصادية قوية، وسوف يستفيد كل لبنان من هذه البرامج”.
وختم: “إن التزام اللبنانيين بحماية تراثهم المتنوع يذكرنا بما تستطيع المجتمعات أن تنجزه من خلال التعاون. فعندما يدافع الناس عن بيئتهم، فإنهم بذلك يدافعون عن بلدهم ويحافظون على مستقبلهم. وأنا أشعر بالإلهام لرؤية هذا المثال أمامنا هنا اليوم من خلال هذين المشروعين المميزين”.
عريجي
أما وزير الثقافة فقال: “يسعدنا جميعا ان نلتقي في هذه البقعة الأثرية من لبنان حيث تحتشد رموز الأزمنة البعيدة وشواهد التاريخ. تعرفون جيدا غنى لبنان بالاثار الموزعة على مناطقه كافة، ساحلا وجبلا، وبينها الاثار الشهيرة المعروفة في بعلبك وجبيل وصور وصيدا وطرابلس، لكن مواقع اثرية اخرى كثيرة -غير معروفة وهي بالعشرات- تغرق بالنسيان وهي بحاجة للاضاءة عليها بعد عمليات التأهيل. إن المديرية العامة للاثار تجهد لاعادة انهاض هذه الاثار – الكنوز، غير أن المهمة صعبة وبحاجة إلى أموال ومساعدات خارجية”.
وخاطب السفير الاميركي قائلا: “اذ نجتمع اليوم في فقرا احتفالا بالصداقة اللبنانية – الاميركية وثناء على أهمية برنامج المساعدات الأميركية إلى لبنان على كافة الصعد، ننظر بكثير من الاهتمام إلى شمول هذه المساعدات المجال الثقافي – التاريخي عبر برنامج ترعاه سفارتكم في لبنان لتأهيل وتطوير مواقعنا الأثرية. قبل سنة، وضمن برنامج التعاون بين بلدينا، جرى تأهيل برج القلعة الاثرية في جبيل. واليوم نتطلع بمساعدتكم، الى تأهيل موقع فقرا ونطمح الى استمرارية هذا التعاون الخلاق لتأهيل المزيد من آثار لبنان، لا سيما آثار “المشنقة” في جبل موسى التي حظيت بمساعدتكم الكريمة من خلال التأهيل والتعريف عن الموقع ضمن مشروع اعادة احياء تاريخ جبل موسى”.
أضاف: “إننا اذ نتعهد القيام بواجباتنا -كوزارة ثقافة (مديرية الآثار)- نتطلع إلى تعاون مع المجلس البلدي في عمليات الصيانة والترويج. يحز في نفوسنا ونحن نعيد للتاريخ زهوة امجاده واستنطاق الهيكل والرموز، ان نرى حولنا مجازر ابادات للحضارة، وتدمير ممنهج للقلاع والاثار ومعالم التاريخ. قبل سنوات جرى تفجير تمثال بوذا في باميان (افغانستان) ثم حطمت الاثار في العراق، وامس فجر تنظيم الدولة الاسلامية معابد التاريخ في تدمر. جحافل البربرية المستحدثة -وباسم دين براء منها- تلغي حضارات البشرية بضربة مطرقة همجية، بالرغم من تحذير الاونيسكو وحملات المناشدة والشجب والتنديد العالمية بجرائم هذه الزمر الارهابية، فمسلسل التدمير لن يتوقف”.
وتابع: “ان العالم المتحضر واميركا في موقع القيادة، مدعو إلى حرب شاملة وليس فقط جوية للقضاء على هذا الإرهاب المستشري وبكل الوسائل. ان تدمير الحضارة خسارة جسيمة لا تعوض، ومسار الحضارات البشرية المتعاقبة على المحك”.
وتوجه الى هيل بالقول: “بعض الديبلوماسيين يخدمون بإخلاص مصالح بلدانهم على أرضنا ثم يعبرون ولا يتركون أثرا. أما مروركم في لبنان لن يكون عابرا. لقد آثرتم خدمة بلادكم بالتوازي مع صداقة ومصلحة لبنان ومحبة عارفيكم. لا شك عندي أن لكم لدى اللبنانيين تقديرا كبيرا”.