نهرا في انطلاق النشاطات المرافقة لتأسيس الامم المتحدة في طرابلس
انطلقت من مدينة طرابلس، فعاليات النشاطات المرافقة لمناسبة مرور 70 عاما على تأسيس الامم المتحدة، باحتفال اقيم في القاعة العامة ل”فندق كواليتي -ان”، شاركت فيه 25 منظمة دولية، برعاية محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا وحضور رئيس بلدية طرابلس عامر الطيب الرافعي، مسؤولة منظمة “اليونيسف” تانيا شابويسات، رئيسة المنطقة التربوية نهلا حاماتي، مسؤول دائرة الشؤون الاجتماعية ماجد عيد، قائد اللواء 12 العميد سعيد الرز، قائد اللواء العاشر العميد عوني جعفر، رئيس جهاز أمن الدولة في الشمال العميد خالد ماردلي، مسؤول مخابرات الجيش في طرابلس المقدم أحمد العمري، مسؤول قطاع التربية في وكالة “الاونروا” عبد الكريم زيد، رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، الى عدد كبير من ممثلي الجمعيات والعاملين في الامم المتحدة ومهتمين.
الرافعي
بعد النشيد الوطني وترحيب من عريفة الاحتفال منسقة الشمال في برنامج الامم المتحدة للتنمية لمى سرور، تحدث رئيس بلدية طرابلس، فتطرق الى تاريخ تأسيس منظمة الامم المتحدة، وقال: “الهدف الاساس من انشائها، هو إحلال السلام في العالم وليعيش الإنسان في وطنه بكرامة مؤمنا كل احتياجاته الأساسية بعيدا عن لغة الحروب والاقتتال وويلاته”.
اضاف: “كرئيس بلدية مدينة اشتهرت بحمل لواء الدفاع عن القومية العربية وحقوق العرب المهدورة، وفي طليعتها قضية فلسطين، لا يمكنني إلا أن استنكر تمادي العدو الاسرائيلي في غطرسته واستهتاره بكل القوانين والقرارات الدولية، مصرا على اغتصاب أرض القدس وترحيل أبنائها إلى الشتات. إنني اليوم باسمكم جميعا وباسم عروبتنا الحقة، نطالب المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الامن والأمم المتحدة، بالضغط على اسرائيل لوقف غطرستها بحق الشعب الفلسطيني عبر إعادة الأرض لأهلها، فلا يمكن للسلام أن يتحقق طالما بقي أبناء فلسطين خارج ديارهم”.
وشكر الرفاعي، “مؤسسات الأمم المتحدة العاملة في الشمال، على الجهود الجبارة التي تبذلها في شتى المجالات الصحية والتعليمية والانمائية وغيرها. فكل الشكر للاسكوا واليونيسيف والاونروا واليونيسكو ومنظمة الصحة العالمية والفاو وغيرها من المنظمات التي تعمل معظمها في الشمال، وعلى رأسها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تقدم قدر المستطاع وضمن الامكانيات المتاحة، كل الدعم والمساعدة للاجئين السوريين ومن قبلهم العراقيين”، آملا ان “ينعم العالم بأسره عموما وبلادنا العربية خصوصا، بالأمن والامان والسلام والرخاء تحت مظلة ورعاية الأمم المتحدة”.
شابويسات
واعربت شابويسات باسم الامم المتحدة عن سرورها “لمشاركتي في هذا الاحتفال الذي هو جزء من مجموعة كبيرة من الفعاليات التي ستقام في لبنان خلال الأسابيع المقبل وتبدأ من طرابلس”.
وقالت: “هذا العام تحتفل منظمة الأمم المتحدة بعيدها ال70. فعلى مدى عقود إحتفلت وتعددت آراء الناس حولها. فالبعض يرى في منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجهود قوات حفظ السلام للحفاظ على الأمن في المناطق المضطربة من العالم. ويرى البعض الآخر جانب العمل الإنساني للأمم المتحدة، من خلال مساعدة ملايين الأشخاص الأكثر ضعفا في العالم، بينما يرى آخرون في الأمم المتحدة مركزا مشتركا لحقوق الإنسان والذي يحمل أفضل فرصة لنا لتحقيق تطبيق هذه الحقوق على الصعيد العالمي. كما يرى الكثيرون الأمم المتحدة كبطل رائد في الجهود الدولية لإنتشال مليار شخص من الفقر المدقع حول العالم. فالأمم المتحدة كل هذه الأمور مجتمعة، وهي تجربة طموحة تمتد على سبعة عقود طويلة في مضمار السلام والأمن والتنمية والتي تسعى إلى تغيير حياة الناس والأجيال المتعاقبة للأفضل. وكون لبنان عضو مؤسس فيها، كان منذ البداية شريكا وثيقا في هذا المسعى العالمي”.
اضافت: “يصادف احتفالنا اليوم مرحلة اضطراب شديد في المنطقة، فشعب لبنان والمؤسسات التي تربط هذا الشعب ببعضه تعرضت لضغوطات شديدة، جراء التأثيرات المعقدة للنزاع في سوريا. فتجربة لبنان الفريدة في التعددية ودروس الاستفادة من الماضي أبقته إلى اليوم في أمان. فالمرونة الاستثنائية التي يظهرها شعب لبنان وكرمه في استضافة واحدة من أكبر تحركات اللاجئين في العالم، تحمل الكثير من الأمل ويجب علينا أن نواصل بناء هذا الأمل معا”.
ولفتت الى ان “المجتمع الدولي استثمر أكثر من 2.5 مليار دولار في السنوات الماضية لمساعدة اللاجئين والمجتمعات المحلية والمؤسسات اللبنانية التي تدعهم، ونحن نستمر بالعمل مع شركائنا لضمان تلقي المساعدة والحماية لجميع الأطفال والنساء والرجال الأكثر ضعفا في لبنان. وهناك سبب وجيه لوضع الآمال في توافق آراء المجتمع الدولي الثابت في دعم استقرار لبنان وسيادته، وينعكس هذا التوافق في الاستثمار المستمر من الدول المساهمة في اليونيفل التي تم تعزيزها بشكل كبير بعد حرب عام 2006، ولا تزال تعمل جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة اللبنانية للحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق. فخلال عملنا اليومي، نعول في الأمم المتحدة بشكل كبير على شراكتنا مع البلديات والمجتمع الدولي وقادة المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية هنا في طرابلس، حيث انضم الكثيرون منهم إلينا اليوم، لدفع عمل المنظمة في تعزيز التنمية والتقدم الاجتماعي وحقوق الإنسان. فكنتم وزملائكم جزءا لا يتجزأ من جهودنا لتوفير المساعدة الجوهرية للمعوزين. فأود أن أشكركم على هذه الشراكة والشعور بالهدف والمسؤولية الجماعية التي تحرك ذلك”.
واشارت الى ان “لدى مدينة طرابلس مكانة خاصة، فهي من بين أقدم مراكز التجارة والتصنيع في المنطقة، وتوفر رابطا حيويا بين الشرق والغرب، وأهلها واسعي الحيلة ونابضين بالحياة، لكنها عانت في العقود الأخيرة من نقص مزمن في الاستثمار وزيادة مستويات الفقر واهتزت مرارا بسبب العنف والصراع. ويرى الكثيرون طرابلس مقياسا للبنان ككل وتعبيرا عن إمكانات البلد الهائلة للتنمية والازدهار في المستقبل. فمعا يجب أن نعمل لجعل هذا الأمر حقيقة”.
نهرا
وقال المحافظ نهرا: “على الرغم من جميع التحديات، فقد قامت هذه المنظمات بالتعاون مع الدولة اللبنانية والمجتمع المدني والجمعيات والأفراد، بتقديم المساعدة في مجال الغذاء والإعانة والتعليم والتنمية المستدانة ومحاربة الفقر وغيرها، لكل المجتمع وأفراده صغارا وكبارا. وقد كان للشمال حصة كبيرة من تلك المساعدات، لما كان من تأثير مباشر للأزمة السورية على الوضع في شمال لبنان، نتيجة الحدود المباشرة مع الدولة السورية وما نتج عن ذلك من تمركز أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين في البلدات والقرى الشمالية. علما أن غالبية هؤلاء اللاجئين بحاجة إلى المساعدة وبصورة فورية من الامم المتحدة ومن منظماتها، ولا ننسى أيضا مساعدة الامم الدائمة للشعب الفلسطيني الموجود قسرا على أراضينا”.
ودعا نهرا “من موقعنا الرسمي، جميع الإدارات والبلديات والجمعيات والمجتمع المدني، الى التعاون وتقديم المساعدة والدعم لمنظمات الأمم المتحدة وشركائهم لتسهيل عملهم وإيصال المساعدات المطلوبة في الوقت المناسب إلى كل من هو بحاجة إليها. فعندما يتواجد العطاء وعمل الخير، يمنع وجود الفقر والجهل. فهدفكم هدفنا ونشد على أيديكم ونشكر لكم جهودكم المتواصلة في محاربة الفقر والجهل والتطرف والارتقاء بالإنسانية إلى ما يجب أن تكون عليه، ونشكر جميع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الداعمة وجميع الافراد العاملين فيها، على عملهم الدؤوب والانجازات التي يقومون بها لمساعدة جميع الشعوب ومساعدة اللبنانيين عامة والشماليين خاصة. فلكم منا تحية من القلب وشكرا لكم”.
وتخلل الاحتفال عرض فيلم وثائقي عن نشاطات الامم المتحدة في لبنان وقدم أطفال لوحات فنية واغاني من وحي المناسبة. كما نظم على هامش الاحتفال، معرض صور واشغال يدوية، يتحدث عن علاقة لبنان بالامم المتحدة منذ العام 1945، حيث كان لبنان من الدول المؤسسة لها وكان الدكتور شارل مالك ممثل لبنان فيها. وختاما جولة في ارجاء المعرض الصور والاشغال اليدوية، ثم حفل كوكتيل على شرف الحضور.
وتستمر النشاطات لغاية تشرين الاول المقبل وتنتقل الى كل المحافظات.