باسيل من بحمدون الضيعة: اذا غاب المسيحيون عن الشرق تغيب نكهة هذا الشرق ويقع بالظلام
المأقيم قداس في كنيسة مار جرجس في بحمدون الضيعة، لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، ترأسه كاهن الرعية الاب اسحاق وهبي، وحضره وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، رئيس الصندوق المركزي للمهجرين العميد نقولا الهبر، رئيس اتحاد بلديات الجرد الاعلى- بحمدون يوسف شيا، رئيس بلدية بحمدون الضيعة الياس ثابت والرئيس السابق للبلدية المرشح للانتخابات النيابية وليد خير الله، مختار بحمدون فؤاد جبور، رؤساء بلديات المشرفة، بتاتر، بطلون، عين السيدة، عين الجديدة، المنصورية، رويسة النعمان والرجمة، منسق “التيار الوطني الحر” في قضاء عاليه بول نجم، مستشار الوزير سيزار ابي خليل، فاعليات البلدة والمنطقة وحشد كبير من الحضور.
خير الله
وبعد عظة تناول فيها وهبي معاني المناسبة، القى وليد خير الله كلمة رحب فيها بباسيل والحضور، وقال: “اهلا بك في بلدتك بحمدون، نحن نستقبل أبناء حركتكم بود عتيق منذ كان العماد مجاهدا في الجيش ونموذجا للضابط الحر المستقل المحافظ على سيفه وسلاحه وجنوده وبلاده. وانت يا معالي الوزير الأفتى في هذه الوزارة المكرمة، نتابع خطواتك بيقين بانك العين الساهرة على نصفنا المغترب والطامح بان يفخر ببلاده وقد استقلت وأخذت دورها في معترك البقاء والصمود وفي الحرب الدائمة ضد الارهاب وضد اغتصاب أرضنا، أرض المسيح، وأرض العروبة”.
أضاف: “ها انت هنا في بحمدون التي ترعى خطواتك بحذر ودعاء لان نتابع منهجك الكريم في تنمية التواصل ما بين الشعب العنيد في لبنان وبين أبنائه المنتشرين في نواحي الارض والمعمورة. لقد كان توزيرك نقطة تحول في الادارة والوزارة وفي تفسير الاغتراب والإنتشار المشرف بدلا من الهجرة والشتات”.
وتابع: “نحن اليوم كما أمس، مع الحق والحقيقة، ومع الصادقين والصدق، ومع المناضلين للقمة والكرامة ولصد الجور والعدوان، وعيننا ابدا على ما يجري حولنا من أهوال، من البصرة الى المتوسط، بادارة صهيونية لا ريب فيها وما نجا أحد في لبنان وسواه من شرارات الصهيونية والاستعمار وبيع الوطن والمجتمع. نستقبلك بهذه الهموم، لانها اليوم هموم تلاحق المنطقة كلها، ولبنان من المنطقة، ومن قلبها، ويتحمل حصتها من البلاء العام، ولا يبدو عليه انه قارب النهاية. لكن أملا قد يلوح بانتخابات حرة، ستكون الأصعب، ويقول فيها الشعب كلمته ويختار قادته”.
وختم: “نحن المقيمين نتتبع مشاريعك في الغربة، ونصلي كي تبقى العلاقات حميمة ما بين المهاجر وأهله الصامدين في أصعب حقبة من عمر الوطن الصغير. ولكنه يكبر بما يتصرف به وزراؤه من كبر وتفهم ورؤيا توسع آفاقنا في أصقاع المعمورة. انت سفيرنا الاول وانت الناطق بأتواقنا بالعودة الممكنة، أم باستقرار فلذاتنا في نواحي الكرة الارضية الشاسعة. مهمتك رسالة يا حضرة الوزير. ومهمتك شاقة يا صهر القائد البطل، ونحن جنود على خطاكم للمصلحة العليا”.
باسيل
وألقى باسيل كلمة قال فيها: “نلتقي اليوم لنفكر بالذي قاله العلامة الاب ميشال حايك: ان غبت ايتها العذراء غاب الله. هذه هي مكانة مريم العذراء عندنا، ونحن كثر، من المؤمنين، مسلمين ومسيحيين، هذا موقعها الذي وصل لمصاف الالهة، وبهذا الكلام هناك معان كثيرة لإيماننا الديني والوطني، لاننا نحن في وطن نرتبط فيه ببعضنا بإيمان، وبإيمان بقضيتنا التي هي قضية هذا الوطن والتي هي قضية الشراكة والجماعة المشاركة في العيش الواحد بكل انتماءاتها ومعتقداتها”.
أضاف: “نلتقي اليوم على أرض لنفكر بهذه المعاني، أرض بحمدون وعاليه التي دفعت وقدمت للبنان الكثير، قدمت ضحايا وشهداء وشهادات وبطولات من سوق الغرب الى بحمدون الى ضهر الوحش والكحالة، لا ننتهي من تعداد أسماء الأبطال والبلدات التي ضحت وأعطت لبنان، لتعود له حريته وكرامته، ولتعود لنا حقوقنا، للاسف ان هذه الدماء والشهدات هماك من حاول ان يسرقها، يسرق لها عناوينها وبطولاتها، ويردنا بعد ان استردينا سيادتنا واستقلالنا، الى دولة تنهك لنا حقوقنا، هم يمدون يدهم على كرامتنا وحقوقنا المدنية بهذا البلد، واليوم نحن نعيش في الايام الصعبة التي يتناول الحديث فيها الكثير من الثوابت والمسلمات الوطنية، المناسبة هي ان نفكر بها سويا”.
وتابع: “نسمع اليوم كلاما عن الشراكة بالخوف والغبن، نحن لا نريد شراكة لا بالخوف ولا بالغبن، نحن نريد شراكة بالقوة، بقوة لبنان، بقوة القانون والدستور، هذه هي الشراكة، بالحقوق، بحقوق الناس وبثروات لبنان، بمياهه ونفطه، الشراكة بالانتشار اللبناني، الشراكة بكل عناصر القوة للبنان وبكل منابع فخره وعزه وكل أسباب وجوده، بكل صيغته وميثاقه، الشراكة بالوطن هي الشراكة الحقيقية بكل مقوماته، هذه هي الشراكة التي نريدها، واليوم نحن مصابون لان هناك مس بهذه الشراكة”.
وقال: “سئل الإمام علي عما يفسد في قوم، قال لهم ثلاثة وثلاثة، وضع الضعيف مكان القوي والجاهل مكان العالم والتابع في القيادة، ويل لأمة تكون اموالها عند بخلائها وسيوفها عند جبنائها وصغارها هم ولاتها، نحن نريد شراكة بين أقوياء، أقوياء يحملون مع بعضهم الخوف ويدافعون معا عن الغبن ويحققون سويا الانتصارت لاننا اليوم بالذات نعيش ذكرى الانتصار الذي حصل في حرب تموز والذي أتى نتيجة شراكة بين أقوياء يحتفلون بالنصر بين بعضهم البعض ويقدمون النصر لكل اللبنانيين، لا يستعملون النصر للانقضاض فيه على اللبنانيين ويتعاطون معهم على انهم هم مهزومون، هذه هي الشراكة، عندما الاقوياء يحققونها مع بعضهم، اما عندما تصبح الشراكة بين قوي وضعيف يزول فيها الضعيف، هذه لا تعود شراكة فتصبح غلبة، ونحن لدينا أقوياؤنا، هم الذين يمثلوننا، أقوياؤنا يجب ان يكونوا رؤساءنا ووزراءنا ونوابنا ومديرينا العامين وليس ضعفاء وموظفين ونتكلم معهم عن شراكة، هذه كذبة مفبركة، او هذا واقع حقيقي نعيشه منذ العام 1990 حتى اليوم، تغييب الشراكة واستبدال الممثلين الفعليين بالضعفاء، استبدال الأقوياء بالضعفاء ورفض كل من هو قوي ان يصل الى السلطة، هذا عزل الاقوياء وهذه محاولة كسر الاقوياء، هذه كذبة مفبركة، او هذه حقيقة عشناها منذ ال2005 حتى اليوم، عشناها بالتحالف الرباعي والذي حاول ان يكسرنا ويعزلنا وانتصرنا باننا أتينا بكتلتنا النيابية، عشناها بعدم دخولنا الى الحكومة سنة 2005، والاستغناء عن 73% من المسيحيين حرموا من رئاسة الجمهورية، هذا العزل وهذا الإبعاد، عشناهما عند كل مرة كانت تتألف فيه الحكومة ويرفض إعطاؤنا وزارة سيادية، يرفض اعطاؤنا حقنا، العزل والكسر والتهميش هو بوجود اربعة وزراء في حكومة وهم يمثلون غالبية المسيحيين ولديهم كتلة من 27 نائبا وهناك خمسة وزراء لا يمثلون ولا اي نائب ويمثلون اقل من واحد بالمئة من المسيحيين، هذا استبدال الاصيلين بالبديلين، هكذا يربى وطن وهذه هي الشراكة الوطنية، هذه الاستعانة دائما ببديلين لكي نستطيع ان نتحكم عبرهم بالقرار التمثيلي الصحيح، للاسف دائما هناك في كل مجتمع حصان طروادة، وكل مجتمع فيه ضعفاء، ولكن الشعب الحر والأبي هو الذي يكون لديه حرية الاختيار والقرار وهكذا نعمل للوحدة الوطنية، الذي يخاف أن تكون الوحدة الوطنية قد مست من مظاهرة فيها الآلاف، استهزأ منها واستخف بها وقال ان الوحدة الوطنية مست، انا أقول لكم ان الوحدة الوطنية تمس كل يوم عندما يوجد مواطن مغطى بالقانون ويريد القانون، وآخر خارج القانون، عندما يوجد مواطن يدفع ضريبة وآخر لا يدفعها، مواطن يأخذ خدمة لانه لا يدفع ضريبة ومواطن لا يأخذ الخدمة لانه يدفع الضريبة ويدفع حقها… الوحدة الوطنية تكون عندما نكون متساوين بحقوقنا وواجباتنا، والمس بالوحدة لا يحصل عندما ينتفض شعب، ومطلوب ان يبقى ينتفض، قرارنا بالنزول الى الشارع قرار نهائي مهما حصل من حلول وتسويات، لان هذا النزول الى الشارع هو الانتقال من حالة اليأس الى حالة الرجاء، هذه هي حياتنا ومسيرتنا، ممنوع كمسيحيين مشرقيين ان نعيش باليأس ولن نسمح ان يردنا احد الى الاستسلام، فاذا كنا مسالمين لسنا مستسلمين، قرارنا ان نعيش دائما بالامل، بالرجاء، بالثورة على الفساد وعلى محاولةالكسر والمس بالحقوق، هذا قرار نهائي، نحن وإياكم سنكمل فيه وسنتشارك مهما حصل غدا والذي بعده، لان حقوقنا نريدها كاملة”.
أضاف: “انتم هنا تعرفون ما معنى ان لا تكونوا ممثلين، ان تأخذوا أكثرية ويدخل احد غير الذي يمثلكم على المجلس النيابي، هذا ليس مسا بكرامتكم وبوجودنا، هذا يقال عنه كذبة مفبركة.. اذا انتم غبتم تغيب قطعة من الوطن، عندما تغيب عاليه بتمثيلها الحقيقي، وكذلك عكار والجنوب والبقاع، وعندما المسيحيون يستبدلون دائما بتوابع في القيادة، نحن نريد القادة الحقيقيين للقيادة، نريد ان يكون خياركم بالسلطة من أجل ذلك، اذا انتم غبتم تغيب قطعة من الوطن ويغيب الوطن، واذا نحن كمسيحيين غبنا في لبنان يغيب كله، واذا نحن كمسيحيين مشرقيين غبنا عن هذا الشرق تغيب نكهة هذا الشرق ويقع بالظلام ويذهب النور منه، ولا أحد يستهزئ بانه اذا نحن المسيحيين زلنا من هذا الشرق ستزول المسيحية من العالم، قلناها ونكررها ولا أحد يقول في مجلس الوزراء ان هذا البابا سوف نقض له مضجعه، ليس بالمقام ان يتحدث عن البابا ومضجعه عندما يكون هو يدافع كل أهل الشرق، عن كل المشرقيين، مسيحيين ومسلمين، بمواجهة الارهاب، أكيد نحن عندما يمس بوجودنا بالسيف بهذا الشرق ويمس بوجودنا بالسياسة بهذا البلد، سيقلق البابا وكل الكنيسة الكاثوليكية والارثوذكسية وكل العالم سيقلق على وجود الكنيسة كي لا تتحول كنائسنا بالعالم الى معارض للفن ومتاحف وللزيارة السياحية، هذا ما هو مرسوم لها وهذا هو المخطط الارهابي الذي ترعاه اليوم حركات كبيرة وتستهدفنا وتزيلنا، من أجل ذلك معنى وجودنا بهذا البلد ودفاعنا ونضالنا هو بهذه الاهمية، ونعود الى الاساس: ان غبت ايتها العذراء غاب الله، ان غبت ايها المسيحي في لبنان غاب لبنان، وان غبت ايها التيار الوطني الحر عن الساحة الوطنية غابت القضية الوطنية، ونحن عارفون جدا بمسؤولياتنا، نحن الذين ناضلنا في سبيل استعادة سيادة لبنان وحريته واستقلاله، نحن وإياكم سوف نناضل في سبيل استعادة الحقوق الوطنية للمسيحيين والحقوق المدنية لكل اللبنانيين”.
بعد ذلك توجه باسيل والحضور، على وقع اصوات المفرقعات والعروض التراثية، الى منزل خير الله حيث كان حفل كوكتيل احتفاء بالعيد وبزيارة باسيل، وقطع قالب حلوى.