زغرتا ودعت رئيس بلديتها بمأتم رسمي وشعبي حاشد
ودعت زغرتا، رئيس بلديتها المهندس توفيق معوض، في مأتم مهيب سياسي وشعبي، شارك فيه العديد من الشخصيات السياسية ورؤساء البلديات واتحادات البلديات والقيادات العسكرية الى محبي المهندس الراحل. وترأس صلاة الجنازة النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
وقد شارك في الجنازة النائب اسطفان الدويهي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام، ممثل رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون النائب زياد أسود، ممثل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل طوني ماروني، ممثل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق محافظ الشمال رمزي نهرا، رئيس اتحاد بلديات بشري ايلي مخلوف ممثلا النائبين ستريدا جعجع وايلي كيروز، الوزيران السابقان يوسف سعادة ويعقوب صراف، النواب السابقون محمود طبو، قيصر معوض وجواد بولس، رئيس حركة “الاستقلال” ميشال رينه معوض، طوني سليمان فرنجية، ممثلون عن قادة الأجهزة العسكرية والأمنية، عدد من نقباء المهن الحرة، شخصيات من زغرتا والمنطقة، رؤساء بلديات واتحادات بلديات ومخاتير، إلى حشد جماهيري كبير من مناطق مختلفة.
وحضر الى جانب ممثل الراعي المطارنة مارون العمار، بولس اميل سعاده، جورج ابي يونس، جوزيف معوض، ولفيف من رجال الدين ورؤساء أديرة الرهبانيات اللبنانية في الشمال.
بعد الانجيل المقدس، ألقى أمين سر البطريرك المونسنيور نبيه الترس الرقيم البطريركي، فقال: “البركة الرسولية تشمل بناتنا وأبناءنا الأعزاء: الدكتور ألبير يوسف معوض وزوجته، والدي المرحوم المهندس توفيق، وشقيقه وشقيقته وأعمامه وعمته وعائلاتهم، ومجلس بلدية زغرتا – إهدن وسائر ذويهم وأنسبائهم في الوطن والمهجر المحترمين”.
أضاف “بكثير من الألم تبلغنا نبأ وفاة فقيدكم العزيز المهندس توفيق رئيس بلدية زغرتا – إهدن، في حادث مروع، وهو ما زال في ريعان شبابه وفي عز عطائه على كل الأصعدة. وهي مصيبة أصابت سهامها قلوبكم وقلوب الكثير. فاعتصمنا بالصلاة لكي يعزي الله أبو المراحم قلوبكم الكسيرة. وإنا شخصيا نتذكر العزيز توفيق، ذاك الشاب الوسيم الذي شارك في استقبالنا يوم قمنا بزيارتنا الراعوية إلى رعية زغرتا – إهدن منذ ثلاث سنوات، وقد لمسنا في الحديث معه، إلى جانب حماس الشاب وتطلعاته الطموحة حكمة الشيوخ والنضج. هذا بدا في ممارسته المسؤوليات الاجتماعية باكرا”.
وتابع “ترعرع في عائلة مسيحية مارونية ملتزمة تعاليم الكنيسة، على يد والدين معروفين بقيمهما. وقد زرعا في قلبه وقلبي شقيقه وشقيقته المبادئ الإيمانية والإنسانية السامية، التي أسهمت في ترسيخها التربية التي تلقاها في مدرسة سيدة الجمهور، وأكملها في جامعة القديس يوسف حيث درس الهندسة المدنية، ثم تابع تخصصه في جامعات باريس. وعاد بعدها إلى الوطن وشرع يعمل في الشركة المالية التي أسسها عمه المحامي الأستاذ توفيق معوض وهو من أعيان مدينة زغرتا، وله فيها الأيادي البيضاء، وتربطنا به وبشقيقيه روابط تقدير واعتبار متينة”.
وأردف “المرحوم المهندس توفيق شاب طموح ومحب للخدمة العامة، فانتخب رئيسا لبلدية زغرتا – إهدن وهو لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره. فكان أصغر رئيس بلدية في لبنان، وانكب على العمل البلدي بكل نشاط، وركز اهتمامه على محمية حرش إهدن للحفاظ عليها، وعلى كل الشؤون التي تختص بالمدينتين الساحلية والجبلية بكل صبر ووداعة، وقد نسج علاقات تعاون مع بلديات فرنسية في مشاريع تنمية وتطوير لمدينة إهدن التي كان يحبها بكل جوارحه، ويتطلع إلى وضعها في مصافي أرقى المدن في العالم. وقد ابتدأ بتنفيذ مشروع لتجميل شوارعها القديمة والمحافظة على طابعها التراثي الفني. وكان من محبي الرياضة ومشجعي نادي السلام وقد فرح جدا بإحراز هذا النادي كأس لبنان لهذه السنة، ورافق الفريق في معظم مبارياته، وسخا في تشجيع الشبان على الإقبال على الرياضة التي تهذب الأخلاق وتقرب أبناء المجتمع بعضهم من بعض”.
وذكر “كان العزيز توفيق حريصا على إيمانه، ملتزما بتعاليم الكنيسة، ممارسا واجباته الدينية بقناعة ووعي، مشاركا الرعية في كل مناسباتها. وكان إلى ذلك قريبا من الناس، محبا، وفيا لأصدقائه، يغفر الإساءة ويسعى إلى المصالحة وبناء الجسور بين المتخاصمين من أبناء مدينته أو من خارجها. وقد أحبه الجميع لدماثة أخلاقه وبساطة تصرفاته وصدق معاملته. واستطاع من خلال عمله البلدي أن يدخل قلوب جميع الزغرتاويين لأنه لم يكن يميز بينهم في الخدمة، بل يعامل الجميع بالتساوي ويخدمهم بإخلاص ومحبة، مع تحمل كل ما تقتضيه الخدمة العامة والشأن العام بصبر وطول أناة ومحبة”.
وأشار إلى أن “زغرتا تفقد بوداع رئيس بلديتها شخصا عزيزا من أبنائها كانت تبني عليه آمالا واسعة. ولكن ما يعزينا ويعزيكم عن فقده أنه ينتقل إلى بيت الآب في السماء. فلنقدمه بالدموع مع ذبيحة المسيح الخلاصية، وهو بعمره”، متقدما ب”أحر التعازي من والديه وشقيقه وشيقيقته وأعمامه وعمته وسائر ذويهم ومن رفاقه في المجلس البلدي، بل من جميع ابناء زغرتا- إهدن الأعزاء”، سائلا الله أن “يشركه في مجده، وأن يكون لكم عنده خير شفيع”.
وختم “وعلى هذا الأمل، وإكراما لدفنته، وإعرابا لكم عن عواطفنا الأبوية، نوفد إليكم سيادة أخينا المطران سمير مظلوم، نائبنا البطريركي السامي الاحترام، ليرأس باسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسه وينقل إليكم جميعا تعازينا الحارة. تغمد الله برحمته الوافرة فقيدكم الغالي، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء”.
بعد ذلك، قلد ممثل وزير الداخلية الراحل، ميدالية وزارة الداخلية والبلديات لخدماته الجلى.
ثم كان حفل خطابي تأبيني، امام باحة الكنيسة شارك فيه الشعراء اسعد المكاري، جرمانوس جرمانوس وموسى زغيب، والقى محسن يمين كلمة بلدية زغرتا اهدن، كما تحدث رئيس منظمة المدن العربية الدكتور بشير عضيمي، وكلمة اخرى لنادي السلام الرياضي زغرتا، والكلمة الاخيرة كانت لشقيق الراحل جاك معوض، الذي شكر “كل من واسى وشارك في العزاء”، مؤكدا ان “الخسارة الكبيرة تعوضها محبة الناس وثقتهم باخيه المهندس الراحل، وان العائلة ستبقى وفية لكل من احبهم واحبوه، وستكمل رسالة الخدمة العامة في كل ظرف وحال”.
ثم تقبلت العائلة التعازي، ومن ابرز المعزين: رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية وعقيلته ريما، وسليم كرم، والوزير السابق فايز غصن، النائب السابق جان عبيد، وحشد من الشخصيات.