قصرنبا… أرض طيبة وجارة القمر معبدها الروماني ثاني معبد ضخم بعد بعلبك
الوكالة الوطنية للإعلام ـ
تحقيق امينة التويني:
قصرنبا البقاعية هي جارة القمر ورفيقته الدائمة تراها مستلقية على السفح الشرقي لسلسلة جبال لبنان الغربية، ترنو الى سهل البقاع المتماوج اخضرارا بكرومه وحقوله المعطاءة وكم يحلو السهر فوق روابيها وتحت عرائشها وتحلو مسامرة القمر البدر وهو يمسح وجهه بعبق وردها الجوري وبريح ترابها المفعم بهمة اهلها.
موقعها
تحدها من الجهات الاربع: شمالا بلدة بدنايل، جنوبا بلدة تمنين الفوقا، شرقا سهل بلدة تمنين التحتا، غربا جرود بلدة بدنايل. تبعد عن محافظة زحلة 15 كلم وعن مركز القضاء بعلبك 25 كلم لتبلغ مساحتها 6234956 مترا مربعا، ترتفع عن سطح البحر 1250 مترا.
التسمية
اشتق اسم بلدة قصرنبا من قصر نابو، كما جاء في معجم اسماء المدن والقرى اللبنانية وهو اسم صنم واله اشوري قديم ومدون على حجر في قلعة آثار البلدة، ونبا اسم علم شائع في لبنان وهو من بقايا الاسماء الفينيقية ومعنى الجذر: سما ودعا هي المنطقة الثانية التي استوطنها التنوخيون في لبنان بعد انتقالهم اليه من شبه الجزيرة العربية.
آثارها الرومانية
سمتها الاساسية أنها بلدة مصنفة سياحية من قبل وزارة السياحة، ففيها معبد روماني كبير لعله الثاني في البقاع وربما في لبنان بعد قلعة بعلبك من حيث اتساعه وطريقة بنائه وضخامة حجارته واسلوب هندسته وشكل تماثيله واعمدته وتيجانها، وقد اجرت فيه المديرية العامة للآثار بعض اعمال الترميم وبدأت بالتنقيب عن مكنوناته، الا انه للاسف توقف العمل فيه. وحسب أقوال مهندس الآثار مرغرليان الذي يعود اليه عمل التنقيب واظهاره الى الوجود، فان هذا المعبد مكون من عدة طبقات ولم يكشف الا عن الطبقة الاعلى منه، وهناك دلائل حسية تشير الى ذلك، فالتصور هو بان معالم هذا المعبد تمتد لتشمل البلدة بأسرها.
بني معبد قصرنبا على دكه ما تزال معالمها ظاهرة، يتم الصعود اليه عبر درج عمائري يقضي الى رواق امامي يتألف من اربعة اعمدة ودعامتين، وما زالت آثار مواقع الاعمدة ظاهرة، ويفضي الرواق الامامي الى صحن المعبد الذي يؤدي عبر درج الى قدس الاقداس الذي يقع تحته سرداب كان معدا لحفظ الاواني والمتاع الطقسي، وكان يتم الولوج الى السرداب عبر بوابة صغيرة تقع الى يمين الدرج كما كان شائعا.
المقطع
إضافة الى المعبد الروماني هناك ما يعرف ب “المقطع” المعروف باسم “تونيانوس” عبارة عن مقلع للحجارة التي شهدت منها الآثار، والمدهش هو كيفية نقل الحجارة منه الى المعبد. يبعد هذا المعبد عن البلدة مسافة 1000 متر تقريبا، وله أهمية سياحية لجمال مكانه وروعته، إضافة الى كونه أثرا تاريخيا يستدل منه الى الطريقة التي اعتمدها الرومان في قطع الاحجار ونقلها.
عائلاتها وسكانها
عدد سكان بلدة قصرنبا حوالى ستة الاف نسمة، موزعة بين العائلات: الديراني، التويني، سيد احمد، الحسيني، خير الدين، حيدر احمد، وهبي وكركبا.
المجلس البلدي
يتألف مجلسها البلدي من 12 عضوا، ويترأسه حاليا عبد الكريم الديراني، وقد عمل المجلس منذ نشأته عام 2004 على انماء البلدة والنهوض بها نحو الافضل على كل الاصعدة: الادارة، البيئة، الصحة، انشاء وصيانة الطرق، السياحة، الثقافة، المياه، الخدمات وكل ما تحتاج اليه البلدة.
انتاجها
تتميز بلدة قصرنبا بانها بلدة زراعية بامتياز، فتربتها البيضاء الكلسية ساعدتها على ان تكون كذلك. وتشكل زراعة الكرمة بنسبة 30% من الاراضي وتتميز الكروم بتنوعها وطعمها المميز وجودتها، حيث يصدر نسبة كبيرة منها الى الخارج(الخليج) .كما تمتاز بزراعة الورود (الورد الجوري) بنسبة 20% حيث يستخرج منه ماء الورد، اضافة الى اللوزيات، والحنطة بنسبة 10% ، كما الدخان بنسبة 10% ، الكرز واللوز والمشمش بنسبة 30 % ويمتاز ايضا بجودته.