فيصل كرامي: لن نرضى بعد اليوم ان تكون طرابلس منفصلة عن الضنية
لبى الوزير السابق فيصل عمر كرامي دعوة لزيارة منطقة المنية من عميد آل زريقة محمود عمر زريقة على الفطور، حضرها النائب السابق جهاد الصمد، رئيس المجلس الوطني كمال الخير، رئيس اللقاء التضامني الشيخ مصطفى ملص، الدكتور محمد فاضل، ابراهيم الغريب ورؤساء بلديات حاليون وسابقون واعضاء مجالس بلدية واختيارية ومشايخ ومخاتير ووجهاء وفعاليات المنطقة.
بعد كلمة ترحيبية من الشيخ عبد الغفار الزعبي، قال كرامي: “التواصل مستمر مع اهلنا في المنية مع الرئيس الشهيد رشيد كرامي ومع الرئيس عمر كرامي، واليوم نحن هنا في هذا البيت الكريم العريق والمحب الجامع لكل الأطياف في المنية، نبقى نحن واياكم على العهد والوعد بأن نكون صادقين ومؤمنين ومستمرين في النضال من أجل عروبة هذا البلد ومن أجل المطالب والقضايا المحقة لهذا البلد ولهذه المنطقة بالذات”.
أضاف: “سأبدأ من الأهم الى الأقل أهمية، والحقيقة ما يقلقنا جميعا في هذه الحقبة من التاريخ هو استهداف ديننا، وما نشهده اليوم هو فتنة وشرذمة للأمة الى ان اضعفتها ووصلنا الى ما شاهدناه بالأمس وهو خطير جدا وغير مسبوق، هو ما يتعرض له المسجد الاقصى. والأخطر ولأول مرة في التاريخ، ان يصدر بيان رسمي من رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي ومن حكومته بان هيكل سليمان هو في المسجد الأقصى وانه سيتم منع المصلين من اداء الصلاة في المسجد الأقصى وأن هذا الهيكل سيشيد هناك”.
تابع: “هذا الكلام كنا نسمعه من قبل وكانوا يقولون عنه شائعات، لكننا كنا على يقين أن هذا المشروع مستمر ومواجهته لا تتم لا بالقرارات الدولية ولا بالتمنيات والدعاء، انما بالطريقة التي يفهمها العدو الاسرائيلي الا وهي المقاومة، وأنا أحيي من هنا الابطال المجاهدين الصابرين الصامدين داخل المسجد الاقصى الذين يقاومون عن هذه الأمة كلها بأجسادهم ضد غطرسة العدو الصهيوني”.
أضاف: “الأقصى ينادينا والأقصى بحاجة لنا ولوقفة عز عن هذه الامة الغائبة التي تتقاتل فيما بينها والمشغولة بالفتن والشائعات والقضايا الصغيرة عن القضية الكبرى، وما شاهدناه من ردة فعل عربية واسلامية على مستوى الشارع والحكومات لا يكفي وهو ضعيف جدا، لأن الاستمرار بالتمادي والتهاون من قبلنا سيهود الاقصى وسيجعل القدس عاصمة لاسرائيل وللاسف الشديد. وفي هذا السياق، نحن ننتظر موقفا واضحا من الحكومة اللبنانية داخل لبنان وفي أروقة الأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري لأن ما حدث لا يعنينا فقط، بل يعني الأمة كلها”.
وعن موضوع الحوار قال: “سمعت عن الحوارات بين الأطرف اللبنانية، وأقول بأن هناك مستويات للحوار، منها الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله في عين التينة الذي يصدر عنه بيانات ممتازة وتثلج القلوب، يليه حوار في مجلس النواب بين النواب او بين رؤساء الكتل النيابية، وانا هنا لن أصف الحوار لأنه سبق لي ان وصفته وقلت رأيي فيه، لكنني أعيدكم لرأي رؤساء الكتل الذين يقولون ان ما سينتج عن هذا الحوار لا يدعو للتفاؤل. ومن هنا نتمنى للرئيس نبيه بري ان يوفق بهذا الحوار وهذه المهمة الصعبة الملقاة على عاتقه وان يثمر هذا الحوار انتخاب رئيس للجمهورية وسريعا لأن الدولة دون رأس منذ فترة والمؤسسات معطلة والحكومة مناكفات الى ان وصلنا الى تعطيلها وخصوصا في ما يخص ملف النفايات”.
تابع: “الأمر الآخر الملح والضروري هو ان يكون هناك قانون للانتخابات عادل يعتمد على النسبية والدوائر الكبرى، او لبنان دائرة انتخابية واحدة وان تتم الانتخابات على هذا الأساس، والفريق الذي يكسب الانتخابات ينتج عنه رئيس للجمهورية وحكومة، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته لأن الوضع لم يعد يحتمل”.
اضاف: “كما دعيت من الضنية اننا لن نرضى بعد اليوم ان تكون طرابلس منفصلة عن الضنية، ادعو اليوم ان تكون طرابلس والمنية والضنية دائرة انتخابية واحدة لأن ما يجمعنا هموما واحدة ومشاكل واحدة وحياة مشتركة، ولن نرضى بعد اليوم ان نكون منفصلين وان يأخذونا بالمفرق”.
وفي ما يخص موضوع النفايات، رأى انه “خلال التاريخ الحديث منذ 25 سنة لغاية يومنا هذا، لم نر من هذه الدولة شيئا، وخصوصا في موضوع الانماء المتوازن، وكلما حاولنا ان نتحرك للمطالبة بحقوقنا يقولون لنا اننا نمر بمنعطف تاريخي خطير، والأمور حساسة والظرف دقيق واستثنائي، ويقولون انتم الآن ام الصبي “طولوا بالكم”، هذه الأعذار اليوم كلها لم تعد موجودة، وهذه الدولة وهذه الحكومة وقعت في شر أعمالها، وهناك حراك شعبي مشكور رغم كل علامات الاستفهام التي يحاولون لصقها على هذا الحراك، ورغم محاولة شيطنة وتشويه صورة هذا الحراك، لكنه نجح الى حد انه أوقف تمرير صفقة بمئات ملايين الدولارات على حساب الناس بموضوع النفايات، والفظيع ان الأمور باتت مكشوفة والجميع أصبحوا مكشوفين ومعروفين بالأسماء بالإضافة الى السمسرات التي يتقاضونها الآن وفي السابق، فلهذا نطالب بقانون انتخابي عادل لتكون للناس فرصة لتحاسب”.
تابع: “هذا الحراك الشعبي أضاء على هذه الأمور، وشهدنا البارحة مشهدا جديدا، شاهدنا وزراء ونواب بدأوا حوارا جديا مع المجتمع المدني والبلديات لمحاولة اقناعهم بموضوع النفايات”.
اضاف: “هذا الموضوع خطير بيئيا وصحيا والأخطر برمزيته، ولو حصلنا طيلة ال 25 عاما الماضية على حقوقنا خارج بيروت وجبل لبنان، لن يكون هناك مشكلة في التعامل مع الأزمات، ولكن أن تصل الأمور بعد 25 سنة من هجرة ومن بطالة وعدم وجود مشاريع وغياب للكهرباء والمياه ان تفضلوا اقبلوا نفاياتنا، هذا الواقع غير مقبول وانا استبعد ان ترضخ البلديات والقوى الشعبية لهذا الواقع الخطير والمعيب بنفس الوقت، واتمنى ان لا يرضخوا”.
وختم: “بالعودة الى الإنماء، نحن بحاجة الى ضغط كبير على النواب والوزراء والحكومة لتحصيل حقنا، لأننا شبعنا وعودا كانت بالاصل حبرا على ورق، وأسال: ما هي المشاريع المنوي تنفيذها التي خصصوا لها 100 مليون دولار؟. هذا الموضوع بحاجة الى تفعيل لمواجهة هذه الطريقة الفاسدة والمفسدة التي اكلت حقوق الناس. واخيرا، ارغب ان الفت النظر الى ان هناك محاولة لفتنة في المنية الحبيبة في موضوع المستشفى الحكومي، وكلي ثقة انكم بحكمتكم ورعايتكم ستتجاوزون هذه الفتنة”.