صحيفة الأخبار ـ
عفيف دياب:
بدأت أمس أعمال تعبيد طريق ضهر البيدر، ما سيقطعها أكثر من عشرة أيام أمام السيارات. أمر يثير استياء العابرين، إلا أن المشرفين على المشروع يعدون بنتيجة جيدة، أولى ثمارها إضاءة على الطاقة الشمسية
لم يعتد أهالي البقاع انقطاع طريق ضهر البيدر الدولية لسبب آخر غير الثلوج. أمس كانت لهم حكاية أخرى مع الطريق التي تعدّ معبراً استراتيجياً لهم من بيروت وإليها. فأعمال التزفيت التي انطلقت منذ الصباح الباكر على طول الطريق الدولية، أدخلتهم في حيرة من أمرهم، وكبّدتهم مشقات سلوك طرق أخرى لإنجاز أعمالهم في بيروت أو المناطق الأخرى. ورغم الحملة الإعلامية والإعلانية عن قطع الطريق، فإن معظم سكان البقاع لم يسمعوا بها، أو لم يصلهم الخبر، إذ فوجئوا صباحاً بأن الطريق مقطوعة، وما على العابر إلا سلوك طريق ضهور الشوير، أو كفريا ـــــ جبل الباروك، أما سائقو الشاحنات، فكان عليهم اعتبار الطريق مقطوعة «بسبب تراكم الثلوج وسلوك طريق البقاع ـــــ مرجعيون ـــــ بيروت».
يقول سائق سيارة الأجرة الحاج أحمد بو حمدان إن قطع الطريق: «ليس مبرراً. كان يمكن الورشة أن تعمل على خط وتترك الآخر مفتوحاً للمتوجه إلى بيروت». يضيف الرجل الذي عاد أدراجه من مفرق قب الياس ليسلك طريق ضهور الشوير: «النزلة على بيروت كان بدها ساعة ونصف. هلق صار بدنا 3 ساعات. كنا بالثلج صرنا بالزفت».
غضب السائق بو حمدان حالة عامة هنا، إذ يقول سائق حافلة نقل الركاب جمال طليس إن «تزفيت ضهر البيدر رح يخرب بيتنا». مشيراً إلى أنه كان يقوم «بأربع رحلات يومياً من بعلبك الى بيروت وبهالأسبوع انشالله نعمل نقلة واحدة».
لا يخفي البقاعيون امتعاضهم من قلة التدابير أو الإجراءات الرسمية التي تخفف من معاناة انتقالهم، رغم إجراءات قوى الأمن الداخلي التي انتشر عناصرها لإرشاد المواطنين إلى أفضل طرق العبور من بيروت وإليها، كما لم يخفوا أسئلتهم عن سر أعمال التزفيت نهاراً بدل القيام بها مساءً أو ليلاً، أو لماذا لا يجري «فلش» الزفت في نهاية الأسبوع، حين تكون حركة السير محدودة والمؤسسات الرسمية في عطلة. وفي هذا الإطار يوضح مشرفون على أعمال التزفيت أن الظروف المناخية لا تساعدهم ليلاً على القيام بتعبيد الطريق و«نحتاج الى الشمس للتزفيت، وخاصة على طريق ضهر البيدر، إذ تتدنى درجات الحرارة ليلاً، ما لا يسمح لنا بفلش الزفت». ويطلب أحد المشرفين على المشروع من الأهالي «تحمل الأمر، ولا سيما أن هنالك طرقات أخرى يمكن سلوكها».
أكثر من عشرة كيلومترات هي المسافة التي ستعبّد، من مخفر درك ضهر البيدر حتى مدخل مدينة شتورة. وستستغرق العملية التأهيلية للطريق الدولية الاستراتيجية نحو عشرة أيام، أي بمعدل «تزفيت» كيلومتر واحد يومياً، وبالتالي فإن معاناة عبور ضهر البيدر ستستمر حتى السادس من الشهر المقبل إذا ساعد الطقس على ذلك. ويوضح المشرفون على إعادة تعبيد الطريق أن الأعمال ستنفذ يومياً ما بين السادسة صباحاً والرابعة من بعد ظهر كل يوم، ولمدة عشرة أيام أو ربما أسبوع على أبعد تقدير، موضحاً أنه سيسمح يومياً بالعبور اعتباراً من الساعة الرابعة من بعد الظهر.
وعلّقت جهات أمنية مواكبة لأعمال تعبيد الطريق الدولية قائلة إن على المواطنين «تحمّل الوضع»، مؤكدة لـ«الأخبار» أن المرحلة الأولى والأصعب من تعبيد الطريق أنجزت اليوم (أمس)، و: «يمكن العابرين سلوك ضهر البيدر بعد تحويل السير غداً (اليوم) على طريق فرعية بين المريجات وبوارج، على أن تقطع لاحقاً خلال تنفيذ المرحلة الثالثة نهاية الأسبوع الجاري». وتمنت هذه الجهات أن تنجز الأعمال قبل الفترة المحددة، وهذا ما يريحنا ويريح الأهالي». وأضافت «كنا نتمنى لو أن أعمال التزفيت جرت في العطل الرسمية، لكن للظروف أحكامها».
تأهيل طريق ضهر البيدر بعد إزالة الإسفلت القديم، وما سببه ذلك من أضرار أصابت السيارات نتيجة «البرش» غير السليم قبل أكثر من شهر، وما سببه من حوادث سير، سيكون وفق مواصفات فنية تتلاءم مع «طقس» ضهر البيدر وثلوجه، وسيلحظ العابرون ذلك. ولفت المشرفون إلى أن 4 جبّالات إسفلت تعمل بأقصى إمكاناتها للإسراع في إنجاز المهمة، إضافة إلى أكثر من 110 شاحنات أفرزت لنقل الزفت. وأوضحت أن تخطيط الطريق بخطوط فوسفورية للمساعدة على العبور خلال الضباب الكثيف سينجز بعد الانتهاء من أعمال التزفيت، التي تعدّ الأولى من نوعها منذ سنوات، كما أن الإضاءة على الطاقة الشمسية أنجزت بنسبة كبيرة على مسافة محددة من الطريق، إضافة إلى بدء تجهيز مركز جرف الثلوج بما يحتاج إليه من معدات استعداداً لفصل الشتاء وثلوجه.