مشـروع طرابلـس مدينة صحيـة: منـع التدخيـن وتحسيـن الواقـع البيئـي
صحيفة السفير ـ غسان ريفي:
انطلقت التحضيرات الميدانية في طرابلس لتنفيذ مشروع «طرابلس مدينة صحية»، بالتعاون بين البلدية و»منظمة الصحية العالمية»، الهادف إلى رفع المستوى البيئي للفيحاء من خلال السعي لمنع التدخين في الأماكن العامة، وتفعيل المراقبة الصحية على المطاعم والأطعمة، وتحسين الواقع الصحي والبيئي في المدارس وتنقية مياه الشرب، وتوعية المواطنين في مجال النظافة والتخلص من النفايات، وزيادة عدد الحدائق في المدينة التي تعاني كثافة سكانية كبيرة وتندر فيها المساحات الخضراء بالنسبة لعدد سكانها.
وأعطت زيارة ممثل المنظمة في لبنان الدكتور ثمين صديقي إلى طرابلس قوة دفع لهذا المشروع، حيث التقى برئيس البلدية نادر غزال، واستمع إلى شرح مفصل من رئيس لجنة البيئة والحدائق جلال حلواني حول خطة العمل المقترحة من البلدية، بحضور طبيب قضاء طرابلس نبيل زغلول، رئيس اللجنة الصحية في البلدية عمار كبارة، ورئيس لجنة الصحة المدرسية محمد شمسين.
وتضمنت الخطة قيام البلدية و»اتحاد بلديات الفيحاء» (طرابلس، الميناء والبداوي) بإطلاق سلسلة مشاريع إنمائية، تساهم في تحسين الواقع الصحي والبيئي، لجهة بناء مسلخ جديد، وإيجاد حدائق جديدة ووسطيات، والقيام بحملات التشجير التي بدأت بالفعل، وشملت شوارع في جبل محسن والتبانة والزاهرية، وتفعيل دور مرصد البيئة والتنمية، وتحديث المستوصف البلدي وتفعيل الشراكة مع المستوصفات الأهلية.
وبعد سلسلة مداولات ونقاشات حول كيفية إيجاد السبل الكفيلة لإخراج المدينة من واقعها المتردي على الصعيدين البيئي والصحي، أكد حلواني على أن «النتائج المتوقعة للمشروع تتلخص بتوعية المواطنين حول أهمية تطبيق القواعد الصحية المتعلقة بالنظافة والصحة العامة، وتفعيل مشاركة هيئات المجتمع الاهلي والمؤسسات الصحية العامة والخاصة مع البلدية»، بالإضافة إلى «إيجاد قاعدة معلومات شاملة ومتكاملة حول الوضع الصحي والبيئي في المدينة، وتقوية وتعزيز جهاز الرقابة الصحية في البلدية». ولفت حلواني إلى ضرورة «دعم البلدية لحل اشكالاتها الصحية، وتحسين عملية التخلص من المخلفات على انواعها، ومحاربة التصحر بزيادة المساحات الخضراء وتشجيع التشجير وزيادة الحدائق والمنترهات». كما أشار حلواني إلى ضرورة العمل على «خفض عدد المدخنين في المدينة، واستكمال المشروع الوطني للصحة المدرسية، وتحسين صورة المدينة الصحية والبيئية مما يساعد على تشجيع السياحة وتعزيز الاقتصاد المحلي».
وأكد الدكتور حلواني على أن «طرابلس كانت وستبقى سباقة في المشاريع الإنمائية، وان المجلس البلدي يتكاتف من أجل تحقيق المشروع الذي يعتبر من أهم المظاهر التي تقاس بها المدن الحضارية»، متمنياً على الشركاء في المدينة، وخصوصا الجهات الداعمة «التعاون ضمن الأولويات التي تم تحديدها بالتعاون مع البلدية، إذ ان مشروع «طرابلس مدينة صحية» هو مشروع تشاركي يساهم فيه أطياف المجتمع المدني مع البلدية لتحقيق الأهداف المشتركة».
وأبدى صدّيقي إعجابه بخطة العمل مبديا «استعداد منظمة الصحة العالمية في لبنان، لتقديم كل العون التقني لإنجاح المشروع الذي تنفرد به مدينة طرابلس، والذي يعتبر تحدياً كبيراً للمدينة وللمنظمة»، مشدداً على «ضرورة تفعيل الشراكة مع هيئات المجتمع المحلي في المشاريع الصحية والبيئية، حيث أن مشروع المدينة الصحية هو في الأصل مشروع تشاركي بين البلدية والقطاع العام والمجتمع الاهلي».
من جهته نوه الدكتور غزال «بدعم منظمة الصحة العالمية»، مؤكداً على وضع كل «إمكانيات البلدية لإنجاح المشروع الانمائي الهام بالنسبة للفيحاء التي نسعى لكي تستعيد دورها على كل صعيد، وأن تكون مدينة نموذجية سواء على صعيد النظافة أو الصحة أو البيئة السليمة».