الاجتماع الثاني ل “لقاء ابناء الجبل” في عبيه دعا الى الحوار والتلاقي بين ابناء الوطن الواحد
عقد “لقاء ابناء الجبل” وبلدية عبيه – عين دارفيل بالتعاون مع بلديات الشحار وغرب عاليه، اللقاء الثاني لابناء الجبل حول موضوع “تراثنا المشترك في الجبل تواصل وتنمية وذاكرة للمستقبل”، في مبنى الجامعة اللبنانية المعهد العالي للتكنولوجيا في بلدة عبيه، حضره ممثل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المطران نادر نادر، المطران كيرللس بسترس، رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الدرزي الشيخ سامي ابي المنى، السفير سمير حبيقة، عضو لجنة الحوار المسيحي- الاسلامي الاب انطوان ضو، رئيس بلدية عبيه غسان حمزة، رئيس مؤسسة “بيت اليتم الدرزي” حياة النكدي واعضاء اللقاء ورؤساء بلديات وفاعليات.
حمزة
بعد النشيد الوطني، وتعريف من الزميلة زينة منصور القى عضو اللقاء الدكتور منير حمزة كلمة قال فيها: “ينطلق لقاء ابناء الجبل وهو لقاء تصاف ومحبة بين المكونين الاساسيين في هذا الجبل، وهو نتيجة الافكار والقناعات لدينا بأن ما حصل بين هذين المكونين من تخاصم وتقاتل لا تزال اثارة السلبية تجثم على القلوب والاذهان، فالعلاقات يشوبها بعض الفتور رغم المصالحات بين المقيمين والعائدين والنشاطات خجولة وما هذه الخطوة الا بداية مباركة تطلق من مكان له رمزيته التاريخية واننا نهدف عبر هذا الجهد المشترك الى اعادة احياء الثقة والتعاون وانعاش العادات والتقاليد الجامعة والمتوارثة”.
رئيس بلدية عبيه
والقى رئيس بلدية عبيه غسان حمزة كلمة قال فيها: “ان بلدة عبيه كانت مركز ومنارة للعلم والثقافة والتعايش طوال مئات السنين ولكن غياب الدولة ومؤسساتها عن هذه المنطقة ونسيانها وتهميشها حيث لا اعمار ولا انماء ولا بنى تحتية، لذا نقوم بالاعمال وكأن الدولة غير موجودة، اضافة الى توقف ملف المهجرين حيث لا اموال في الصندوق وان مطلبنا هو العدالة والمساواة خاصة في الانماء”.
اضاف: “ان هذا اللقاء مهم جدا لاهالي الجبل والمنطقة عسى ان يعيد الحياة والنشاط لقرانا واهلنا ويساعد في بناء حجر الاساس لعودة العيش الواحد وثباتنا في ارضنا وجبلنا الذي نتمسك به وسوف نكافح ونعمل ليتمسك به اولادنا واحفادنا من بعدنا”.
المصري
والقى كلمة اللقاء اللواء الركن المتقاعد شوقي المصري فقال : “بدأنا بهذا اللقاء بمجموعة صغيرة فكرت بانشاء اللقاء واول ما فكرنا به هو التوجه الى المرجعيات الروحية للطائفتين المسيحية والدرزية ليقترحوا اسماء اعضاء اللقاء من المرجعيات الروحية كي نبتعد باللقاء عن السياسة والتجاذبات السياسية ولكن اعطينا العلم واخذنا تعهدا بالدعم والمؤازرة من جميع السياسيين المعنيين بعد ان قمنا بزيارات لكل المرجعيات السياسية المسيحية والدرزية المعنية بمنطقة الجبل وطرحنا عليهم هذا الموضوع فأكدوا الاستعداد للمساعدة والدعم في سبيل تحقيق اهداف هذا اللقاء”.
وسأل: “ما هي الاسباب التي دفعتنا للمبادرة لتأسيس هذا اللقاء. طبعا نعيش الاحداث التي تشهدها المنطقة ونرى ما يحصل فيها من تفتيت لدول وانظمة نتيجة هذه الصراعات والحروب الدائرة في المنطقة ولبنان ليس بمنأى عن ارتدادات هذه الصراعات ونتائجها بشكل مباشر وغير مباشر ولها تأثيراتها على البلد منها الاقتصادي والاجتماعي والامني، نتمنى ان يبقى الوضع على ما هو في لبنان ولكن لا احد يعرف التطورات كيف ستحصل وماذا يحصل في البلد. هذه الامور جعلتنا نفكر في المستقبل ماذ قد يحصل اذا تطورت الامور في المنطقة خاصة بعد ظهور الحركات التكفيرية والاعمال الاجرامية ضد كل الناس لذا نحن من المفروض ان نتنبه لهذا الخطر والاعداد كي لا نفاجأ، والسبب الثاني الذي جعلنا نفكر بانشاء هذا اللقاء هو ان المسيحيين والدورز في لبنان صراحة هم اقليات، لذا هناك خطر على وجود الاقليات لا نعرف من اين لكن هناك خطرا وشهدنا على اعمال طالت اقليات في المنطقة وهذا بسبب خطر وجودي جعلنا نفكر بتأسيس هذا اللقاء”.
واضاف المصري: “الامر الثالث رأينا ان هناك ضرورة ملحة في هذا الوقت بالذات ان يحصل تفاهم مسيحي درزي في الجبل، لان اي تنازع بين هاتين المجموعتين لاي سبب كان يمكن ان يقضي عليهما وسيشكل خطرا وجوديا اساسيا على هاتين المجموعتين”.
وتابع: “هل اللقاء هو لقاء طائفي وموجه ضد اطراف اخرى؟ بالطبع لا، انما هو لقاء وطني وليس موجها ضد احد على الاطلاق ونأمل من خلاله بتعزيز الحياة المشتركة الواحدة بين المجموعتين في الجبل وجعله نموذجا للقاء اوسع يشمل عائلات روحية اخرى ضمن مناطق اخرى تعمل بنفس توجه التعاون والتعاضد في سبيل تأمين كل سبل العيش الواحد على مساحة الوطن”.
واشار المصري الى ان “اقتصار اللقاء على المكونين المسيحي والدرزي جاء نتيجة طبيعة الواقع الديموغرافي في منطقة الجبل منذ نشأة الكيان اللبناني والخطر الوجودي على الاقليات ولان حروبا وصدامات حصلت بين هذين المكونين في الجبل تحديدا فأدى الى تنافر وتباعد واخيرا الى بروز مشكلة المهجرين المطلوب العمل على اقفاله في اسرع وقت ممكن”.
قرداحي
من جهته، عرض المحامي ايلي قرداحي اهداف اللقاء فقال: “من اجل ترسيخ مفهوم العيش المشترك في وجدان المجتمع في اطر احترام خصوصية كل مكون من مكونات الجبل والانطلاق من قاعدة صلبة لمجابهة التحديات الكبيرة، كان لا بد للقاء ابناء الجبل من العمل على تحقيق الاهداف التالية: تعزيز اواصر المودة والثقة والتشديد على العيش الواحد بين ابناء الوطن الواحد، اخذ الدروس والعبر من سلبيات الماضي لتوظيفها ايجابيا في المستقبل، التاكيد على وحدة المصير بين ابناء الجبل خاصة في ظل الظروف التي يمر بها البلد. التأكيد على ان هذا اللقاء ليس لقاء طائفيا وليس موجها ضد احد، بل هو لقاء وطني نأمل من خلاله الانتقال الى لقاءات تشمل كل العائلات اللبنانية على كامل مساحة الوطن. اعتماد الصلات الروحية الاجتماعية والثقافية دون سواها كمرجعية بين اعضاء اللقاء. توعية المواطنين من ابناء الجبل وخاصة الاجيال الصاعدة لنبذ الاحقاد ونسيان الماضي، التصدي كرجل واحد لاية محاولة تهدف الى تعكير امن الجبل وبناء جسر تواصل بين اهلنا في لبنان والمهجر”.
وختم قرداحي: “هذه هي اهدافنا وهذا هو التحدي الكبير الذي يواجهنا فهل نستطيع قلب الصفحات المظلمة القليلة من تاريخنا وبالتالي ادخال الفرح والامان الى نفوس ابنائنا واحفادنا لا شيء مستحيلا اذا توفرت الارادة”.
ضو
والقى الاب ضو كلمة اشاد فيها بهذا اللقاء الذي “يجمع من اجل المحبة والتسامح والعودة الى التراث والتقاليد”، مشيرا الى عقد هذا اللقاء في بلدة القداسة والايمان بلدة السيد عبد الله التنوخي”.
الجلسة الاولى
بعدها بدأت الجلسة الاولى التي ادارها الدكتور منير حمزة وتحدث فيها الاب نادر نادر فقال: “الحوار والتلاقي ثقافة وعلم وادب وفن وتواصل، لذلك هذا امر مهم ولا نستطيع بدون هذا الحوار وهذا التلاقي ان نصل الى نتيجة، لذلك اتمنى بعد ان انقل تحيات صاحب الغبطة لهذا اللقاء والحاضرين، زرع السلام والمحبة والحوار والتلاقي بين ابناء الوطن الواحد ومكوناته. كذلك انا سعيد جدا ان نسمع بعض الافكار التي من الممكن ان تساهم بهذا التلاقي وبهذا الحوار والدخول بتصفية الذاكرة والقلوب والتلاقي سويا”.
خيرالله
والقى الدكتور خليل خير الله كلمة قال فيها: “ان المسألة الاساس هي عمليا كيف نريد ان ننطلق من الجبل لكي نحصن حياتنا المشتركة والتي هي اساسنا وانا اتصورها هي ديننا لان الدين يجمعنا، نلاحظ انه بهذا الشرق التعصب لدينا اكثر من الدين، الدين يجمع والتعصب هو الذي يفرق، اعتقد ان التوجيه ان نقيم صداقات في كل القرى من كل الطوائف وان تقيم صداقات فيما بينها”.
حبيقة
والقى السفير سمير حبيقة كلمة قال فيها” “كان هدف اللقاء استكمال العودة فيكتمل بذلك نصاب التعايش المنشود ولكي تكون العودة دائمة ومتجذرة في الارض ينبغي لها توفر شروط منها ان تكون اولا عودة امنة فيطمئن العائد الى حاضره ومستقبله وان تكون عودة وازنة وحضورا يحسب له حساب أكان في السياسة المحلية او في القضايا الوطنية وفي حسن التمثيل السياسي والحضور المكثف في الادارات العامة والمشاركة في مختلف الدوائر الرسمية مدنية ام عسكرية فيكون العائدون فاعلين في محيطهم مشاركين في ادارة شؤونهم وان تكون العودة عودة منتجة تمكن العائد من الثبات في ارضه”.
الجلسة الثانية
وبعد استراحة بدأت الجلسة الثانية تحت عنوان “شهادات حية ومبادرات تطبيقية”، من الحضور ادارها الدكتور عادل سيور وتحدث فيها الدكتور انطوان مسرة فقال: “ليس هناك من خطر بالنسبة لنا ولاحفادنا في عودة الحرب الداخلية لكن يوجد خطر كبير جدا بالنسبة لاحفادنا واحفادهم لانهم يريدون الانتقام للاجداد. التاريخ لا يعيد نفسه الا عند الشعوب المتخلفة”.
واشار مسرة انه “يجب ان نخلق صدمة نفسية لدى الجيل الجديد كي لا تتكرر الحرب وان شهداء كل المنطقة وشهداء عبيه من كل الطوائف والاحزاب والاتجاهات واللااتجاهات كلهم شهداء لبنان ماتوا مقاومين وماتوا ضحايا لبنان لذا يجب اقامة نصب لكل شهداء ومفقودي عبيه”.
بعد ذلك فتح باب سماع الاراء والاقترحات مع تسجيلها لدرسها والاخذ بها.
ابو حلا
واخيرا تحدث الدكتور سهيل ابو حلا فقال: “في لحظة مصيرية ووطنية وفي ظروف استثنائية يمر بها الوطن من عدم استقرار وعقب التحولات السياسية والاجتماعية ووسط انقسامات حادة وحروب في الدول المجاورة تهدد واقع المجتمع اللبناني في كيانه وبناء على رغبة صادقة من المراجع الروحية للطائفتين الكريمتين الدرزية والمسيحية معا وبمباركتهما تم تكليف بعض الشخصيات في الطائفتين في الجبل لانشاء لقاء جامع وعلى مستوى الجبل عنوانه “لقاء ابناء الجيل” الذي سيسعى الى تعزيز اواصر المودة والثقة وتمتين الثقة بالعيش الواحد بين ابناء الجبل كما بين اهل الوطن كافة، التواصل والاهتمام بشباب الجبل، التوجه نحو السياحة المحلية والتعريف على تراث القرى واهل الجبل، تفعيل دور البلديات واقامة اللقاءات الدورية الجامعة بين الشباب المسيحي والدرزي، محو سلبيات الماضي ونبذ كل ما يعيق استمرار التلاقي”.
وختم: لقاء ابناء الجبل مرجعية دائمة للحوار والضامن الاساس لانعاش الذاكرة الجماعية المشتركة على ارض صلبة”.
بعد ذلك اقام عضو “اللقاء” منير حمزة حفل غداء في منزله في عبيه على شرف المشاركين في اللقاء.