تشييع الرائد الشهيد جهاد الهبر في المنصورية ممثل مقبل وقهوجي
الوكالة الوطنية:
شيع لبنان والجيش اللبناني ومنطقة الجبل الشهيد الثاني الرائد جهاد الهبر في بلدته المنصورية – قضاء عاليه والذي سبقه النقيب فراس الحكيم، في مأتم مهيب حيث اقيمت للشهيد استقبالات في الكحالة وعند مستديرة عاليه وفي بعلشميه ومحطة بحمدون التي اقام فيها رئيس البلدية اسطة ابو رجيلي والاهالي استقبالا حاشدا للشهيد واقفلت المحال التجارية ونثرت الورود والارز، كذلك جرى استقبال عند مفرق شانيه المنصورية نظمه الحزب الاشتراكي والاهالي في الجرد، ثم استقبل الموكب في بلدة المنصورية حيث حمل على الاكف وصولا الى كنيسة مار الياس وقرعت اجراس الكنيسة في البلدة واقيمت مراسم التكريم العسكرية.
وكان بدأ تشييع الشهيد الهبر قبل الظهر بإقامة مراسم التكريم أمام المستشفى العسكري المركزي – بدارو، بحضور وفد من الضباط ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، حيث أدت له وحدة من الجيش التحية والتشريفات اللازمة، وجرى تقليد النقيب الشهيد أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة الفضية، ثم نقل الجثمان الى بلدة منصورية – بحمدون.
وتقبلت عائلة الشهيد التعازي في صالون كنيسة مار الياس وعند الساعة الثالثة اقيم قداس ترأسه كاهن الرعية الاب نعيم حداد وعاونه لفيف من الكهنة وشارك فيه ممثل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي العميد نظرت قبريليان، والنواب: هنري حلو، فادي الهبر وفؤاد السعد، النائب السابق انطوان اندراوس، ممثل مدير عام قوى الامن الداخلي النقيب وسام حداد، ممثل مدير عام الامن العام النقيب طارق الشوفي، ممثل مدير عام امن الدولة المقدم اريج قرضاب، ممثل مدير عام الجمارك العقيد نزار الجردي، قائد اللواء الحادي عشر العميد نزيه الحديري على رأس وفد من كبار الضباط، امين عام الحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة على رأس وفد من الحزب، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، وفد من الحزب التقدمي من عاليه والجرد يتقدمه خضر الغضبان وجنبلاط عزيزي، رئيس اتحاد بلديات الجرد الاعلى بحمدون يوسف شيا، رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة وحشد من الاهالي والوفود من مختلف مناطق الجبل.
حداد
بعد القداس القى الاب حداد كلمة قال فيها: “طالته يد الغدر الجبانة ظنا منها انها ستنال من عزيمة جيشنا البطل الصنديد الواقف حصنا لدرء كل فتنة، واهم من يريد اضعافه وتفريقه، الجيش سيبقى عنوان البطولة والعزة والوحدة فهو يجمعنا ولكن الى متى سيبقى وطننا ينزف ويئن؟ صحيح انه ينزف ولكنه لن ينكسر ولن يركع ، الارز لا يركع بل يبقى شامخا لان اهل الغدر مخطئون دائما في حساباتهم”.
واضاف حداد: “شهادة الرائد الشهيد جهاد وبالامس النقيب الشهيد فراس الحكيم وغيرهما من الشهداء ما هي الا دليل على تعاضدنا، شهادتهم جمعتنا من الجنوب الى الشمال بقاعا وساحلا وجبلا وبشكل خاص منطقة الجرد، واليوم وحدتنا تجلت بأبهى حللها باستقبال الشهيد مسيحيين ودروزا ومسلمين من الكحالة الى عاليه وبحمدون وشانيه وبطلون وكل قرى الجرد وعاليه”.
قبريليان
والقى ممثل وزير الدفاع وقائد الجيش العميد نظرت قبريليان كلمة جاء فيها: “بسيل الدموع وهتاف القلوب المكلومة نشيع في هذا اليوم الحزين، ضابطا من خيرة ضباط المؤسسة العسكرية، خفق علم البلاد باكرا في قلبه، قبل ان يخفق امام ناظريه، فوق الصروح والتلال والسفوح، فاختار مدرسة الجندية طريقا وعقيدة ونهجا لحياته، مقتفيا خطوات الجندي المجهول، العامل بصمت والمضحي بصمت، وايضا المستشهد بصمت”.
اضاف:” نودعك اليوم ايها الشهيد البطل، وليس لدينا ما نقول لامك وابيك، الا ما عرفناه عنك، وهما المربيان والراعيان، وهما المرشدان والممسكان بيديك الطاهرتين الى جيش بلادك، لتكون بطلا يعتزان بالنجوم التي تلمع فوق كتفيك، وتكون بالتالي شهيدا في ساحة الدفاع عن لبنان، ليفخر بك ويضمك الى غصون ارزه شامخا خالدا، تحل معانيك محل جسدك، وتطوف مآثرك في التاريخ جيلا بعد جيل”.
وتابع: “حيث تكون الاخطار تكون التضحيات، وكونوا على ثقة بأن ضريبة الدم الباهظة التي قدمها الجيش ولا يزال في مواجهة خطر الارهاب المجرم، الغريب عن قيمنا وتقاليدنا واعرافنا اللبنانية الاصيلة، تبقى اقل بكثير من الثمن الذي كان سيدفعه لبنان واللبنانيون بأسرهم على تنوع طوائفهم ومناطقهم، فيما لو قدر لهذا الشر المستطير ان ينفت سمومه الخبيثة في جسم الوطن. فدماء شهيدنا الغالي جهاد وجميع شهدائنا الابرار التي ضرجت ترابنا الوطني من اقصاه الى اقصاه، هي التي حمت البلاد في ادق مرحلة من تاريخها، وهي التي ستحميها مستقبلا من خطر التفكك والانهيار وبالتالي ضياع انجازات شعبنا في اتون الصراعات والنزاعات التي لا تنتهي، واعلموا انه بقوة الحق الساطع من هذه الدماء، نحن اعزاء كرماء وسنستمد المزيد من الارادة والعزيمة لمتابعة مسيرة انقاذ الوطن وخلاص ابنائه”.
نبذة عن الشهيد
– من مواليد 12/11/1985 – بيروت.
– تطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط اعتبارا من 8/10/2004 رقي الى رتبة ملازم اعتبارا من 11/6/2007 وتدرح في الترقية حتى رتبة نقيب اعتبارا من 1/7/2014.
– حائز عدة اوسمة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.
– تابع دورة دراسية في الولايات المتحدة الاميركية، وعدة دورات في الداخل.
– الوضع العائلي: عازب.
– رقى الى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
وختم: باسم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الاستاذ سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي اتوجه من عائلة الشهيد واقاربه ورفاقه، بأحر مشاعر التعازي والمواساة سائلا الله ان يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته وان يمن على الاهل بجميل الصبر والسلوان”.
كلمة العائلة
والقى شقيق الشهيد مازن الهبر كلمة العائلة فقال:”دماؤك الزكية التي روت ارض عكار والوطن نتمناها ان تكون اللبنة الاولى في بناء هذا الوطن الجريح بناء لبنان الجديد، انسانه ينتمي للوطن لا لعشيرته او عائلته او طائفته لبنان الوطن الحر والشعب السعيد لذلك نشد على ايادي رفاقك ضباطا ورتباء وافرادا ان يضربوا بيد من حديد هذه الفتنة المتنقلة في مهدها لانهم هم الوحيدون وفي اطار المؤسسة العسكرية التي تجمع مكونات البلد والضامنون لامن ووحدة هذا البلد”.
بعد ذلك القيت كلمات وقصائد تحدثت عن مناقبية الشهيد مؤكدة على “دعم الجيش الحامي للوطن”.
وعند الساعة الخامسة قام رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط يرافقه الوزير اكرم شهيب والنائب غازي العريضي على رأس وفد من الحزب بتقديم واجب التعزية، بالشهيد الهبر في صالون الكنيسة.