ورشة في بعلبك عن نبع رأس العين اقترحت ترشيد استخدام المياه واساليب حديثة للري ورفع أسباب التلوث عن مجراه وحملات
الوكالة الوطنية:
نظمت بلدية بعلبك ورشة عمل في فندق “كنعان” في بعلبك عن نبع رأس العين، بالتعاون مع مؤسسة إبراهيم عبد العال للتنمية المستدامة وجمعية “نحن”، ضمن إطار مشروع العمل المشترك في الشبكة اللبنانية لمؤسسة “آنا ليند” الأورو متوسطية للحوار بين الثقافات، في حضور النائب كامل الرفاعي وفاعليات المجتمع المدني.
حسن
بعد تقديم لرمزي العرب عن أهداف الورشة، ألقى رئيس بلدية بعلبك الدكتور حمد حسن كلمة قال فيها: “المياه نعمة الحياة، وعلى الدولة ومؤسساتها والسلطات المحلية والأهلية إحسان استثمارها وترشيد استهلاكها، لأن شحها بمثابة تحد للسلوك العام ومصدر للقلق والنزاعات”.
وأضاف: “في بعلبك معلمان رئيسيان هما: نبع البياضة في رأس العين والقلعة الأثرية التي أنشئت في حوض النهر”.
ورأى أن “من أسباب الكارثة التي أصابت نبع البياضة وأدت إلى جفاف النهر تدني نسبة المتساقطات والتغير المناخي والاحتباس الحراري والتصحر، إضافة إلى النشاط البشري غير المدروس العواقب كحفر الآبار الارتوازية في حوض النهر والإسراف في استخدام المياه ومخالفة الأنظمة والقوانين المرعية الإجراء”.
وأشار إلى أن “عدد النازحين السوريين في بعلبك زهاء 60 ألفا، أي ما يوازي عدد السكان الأصليين في المدينة مما ساهم في زيادة الأزمة”.
ودعا إلى “تضافر جهود البلدية مع الوزارات والإدارات المعنية ومجلس الإنماء والإعمار والهيئة العليا للاغاثة وهيئات المجتمع المدني مع الجهات المانحة لإيجاد الحلول لأزمة المياه عموما ولمشكلة جفاف نبع البياضة خصوصا”.
الجمال
وأكد المهندس محمود الجمال أن “الحوض المائي الذي يغذي بعلبك ومنها نبع رأس العين يمتد من وادي الجريبان قرب الطيبة حتى طريق اللجوج شمالا ويصل إلى الحدود السورية شرقا، وإن هذا الحوض يتكون في الجزء الأعلى من طبقات السنومانياين الحاملة للمياه، أما القسم الأسفل من هذا الحوض أي تلال عمشكي والمدور والمقصوص فيتكون من طبقات التورونيان الأحدث عمرا وهي الحاملة الأساسية للمياه بسبب وجود التكسرات والتشققات الصخرية فيها، والمكان المثالي للمياه الجوفية حيث توجد الفوالق التي تتجمع المياه حولها وتجري في مساراتها”.
واعتبر أن “كل بئر محفورة في منطقة الحوض تؤثر بطريقة مباشرة على النبع، وتوجد صلة مؤكدة بين البئر رقم 9 ومياه البياضة، ومنطقة التأثير على النبع تنحصر بمسار يمتد من فوق النبع على ارتفاع 1200 مترا في اتجاه طريق الحرش حتى كسارة الرفاعي، وبخط ثان يمتد من رأس العين إلى فوق الخوام وفي اتجاه مصلحة المياه حتى الآبار المستأجرة”.
مسلم
بدوره، قال رئيس مؤسسة مياه البقاع المهندس مارون مسلم: “لنبع رأس العين أهمية سياحية نظرا الى وجود بعض البنى الأثرية، ومنها بقايا مزار روماني صغير ووجود المقاهي بمحاذاة بحيرة ومجرى نهر رأس العين، وأهمية زراعية لأنه يؤمن الري للأراضي الزراعية في بساتين بعلبك”.
وأوضح أن “من أهم المشاكل المتعلقة بمجرى نهر رأس العين: تلوث بركة رأس العين جراء رمي النفايات فيها، وتلوث مجرى القناة الرئيسية من جراء مياه الصرف الصحي لبعض المنشآت المحاذية للقناة، وانخفاض مستوى المياه نتيجة الجفاف”.
واقترح “ترشيد استخدام المياه واعتماد الأساليب الحديثة في الري، رفع أسباب التلوث عن مجرى النهر وتنظيم حملات توعية للمواطنين”.
وقال الدكتور موسى نعمة باسم مؤسسة ابراهيم عبد العال للتنمية المستدامة: “نعاني مشكلة الهدر في استخدام المياه في مجال الزراعة والصناعة والاستخدام المنزلي، فما نعانيه من جفاف لنبع رأس العين يعتبر نقمة، ولكن النعمة أننا نلتقي هنا لنتباحث في قضية شح المياه ونعرض الأسباب ونقترح الحلول”.
وقال: “بحسب الدراسات التي أعدتها المؤسسة فإن العلاقة برأس العين في بعلبك بنسبة 73.68 في المئة مباشرة ومصادر توفير المياه للاستخدامات كافة تعتمد على رأس العين بنسبة 41.18% وعلى الآبار الخاصة بنسبة 30.88% . أما وضع الصرف الصحي في المدينة، فهناك شبكات تغطي نسبة 69.12% ، وحفر صحية مفتوحة 8.82% وحفر صحية مبطنة 20.59 في المئة”.
ايوب
وألقى المدير التنفيذي لجمعية “نحن” محمد أيوب كلمة قال فيها: “المياه هي سبب الحياة على هذه الأرض وهي نعمة من السماء، إذا تهددت المياه تهدد وجود الإنسان والكائنات الحية، ولذلك كانت ورشتنا هذه لأننا نريد الحياة لمدننا”.
ورأى أن “مشكلة المياه تهم كل لبناني، وتهم مدينة بعلبك التي جف فيها نبع ونهر رأس العين خصوصا، فكيف إذا كان هذا النبع في موقع أثري يعود إلى العهد الروماني، وتغذي مياهه معظم أنحاء بعلبك والجوار؟”.
واعتبر أن “خسارة مياه رأس العين هي ليست خسارة لبعلبك وأبنائها فحسب، بل هي خسارة لكل لبناني وللتاريخ والحضارة، وهذا أمر أغضب كل أهالي بعلبك، واستدعى منا تنظيم هذا النشاط بالتعاون مع السلطة المحلية في المدينة وأصحاب الاختصاص، لأنه لا يمكن أن يتفرد أحد بالحل، لذلك نتشاور ونتحاور سويا لنعيد المياه إلى مجاريها، ونأمل أن تؤخذ التوصيات والاقتراحات بالجدية من أجل تنمية مدينة بعلبك شمس لبنان”.
وختاما، تم نقاش مفتوح وصوغ التوصيات.