صحيفة السفير ـ
لمى مراد:
لمنطقة جزين ايضا حصتها في الانتخابات البلدية الفرعية المقرر اجراؤها يوم الأحد المقبل. ويتركز الاستحقاق في ثلاث قرى من القضاء الجزيني، اثنتان من بينها، صفاريه وكفرجرة، حلّ مجلسيها نتيجة الخلافات والصراعات العائلية والسياسية. اما البلدية الثالثة، انان، فهي مستحدثة.
مع دخول السياسة في صلب الانتخابات البلدية الاخيرة في جزين، انتج الاستحقاق مجالس بلدية غير متجانسة إلى درجة عدم القدرة على الانعقاد، وبخاصة عندما لم يستطع اي طرف الفوز بالاكثرية الساحقة. وعليه صادف العمل البلدي تجاذبات وخلافات ووجهات نظر متعارضة، ما أدى الى تعطيل بعض المجالس.
اصبح عدد سكان بلدية كفرجرة الوافدين، اولى القرى في قضاء جزين واقربها الى الساحل، والتي تشهد تطوراً عمرانيا كثيفا منذ السبعينيات وحتى الآن، اكثر من عدد سكانها الاصليين. وعلى الرغم من ارتفاع عدد سكانها إلا أن عدد ناخبيها لا يتجاوز 250 ناخبا.
وادى الصراع الذي حصل بين رئيس البلدية السابق وبعض الأعضاء الذين يشكلون الأكثرية في المجلس الى استقالة هؤلاء، فاعتبر المجلس البلدي منحلا وفقا للقانون. وكادت «كفرجرة» تشهد تنافسا حادا بين لائحتين تمثل كل منها قسما من عائلاتها، حيث بلغت الحماسة الانتخابية ذروتها والجميع على أهبة الاستعداد لمعركة السادس من ايار. وفجأة، انقلبت الأمور رأسا على عقب وحدثت تطورات مغايرة تبلورت بظهور لائحة واحدة برئاسة مارون شلهوب. وغابت أجواء التنافس عن البلدة. وتخلت كفرجرة عن معركتها الانتخابية، وباتت هذه اللائحة بحكم الفائزة بالتزكية.
أما في قرية صفاريه التي حلّ مجلسها البلدي لأسباب مشابهة لما حصل في كفرجرة، فيتجاوز عدد ناخبيها الألف ناخب. وتقع صفاريه في منتصف الطريق بين صيدا وجزين، وتعتبر من كبريات القرى في المنطقة. وعرفت منذ إنشاء مجلسها البلدي الأول في العام 1964، حتى اليوم، صراع العائلات من دون أي تدخل حزبي. لكن معركة الانتخابات الماضية، أدخلت القرية وعائلاتها في الانقسامات السياسية إضافة إلى العائلية. وعليه، بدت بعض مظاهر الاصطفاف السياسي ظاهرة للعلن، ومنها ما كان مخفيا تحت مظلة الائتلافات بين العائلات والأحزاب السياسية. جاءت نتائج 2010 لتعزز الانقسام بفوز أعضاء من اللائحتين المتنافستين، ما أدى الى تصادم الآراء وصعوبة التواصل والانسجام وصولا الى الشكاوى والدعاوى القضائية والطعون الانتخابية، كل طرف بالآخر. وعليه، تعطل عمل المجلس البلدي في صفاريه ولم يجتمع خلال سنتين سوى مرات يتيمة، فما كان من وزير الداخلية الا ان حل المجلس البلدي بقرار وزاري، وقرر اخضاعها لانتخابات جديدة.
وباتت الانتخابات في صفاريه، قبل اقل من أسبوع من يومها الحاسم، حديث الناس الدائم. «مضاربات» وحملات انتخابية، وحساب للاصوات على مدار الساعة من الاطراف كافة. لائحتان تتسابقان، والأجواء مشحونة ومضطربة وخصومات ونفور بين أبناء القرية، فيما التنافس قائم على تشكيل اللوائح وبناء التحالفات. وحتى الساعة تبلورت أسماء أعضاء لائحتين. يترأس الاولى حبيب ضاهر (رئيس البلدية السابق)، فيما لم يسم رئيس للائحة الثانية رغم انها مكتملة لناحية عدد الاعضاء. لكن الامر اللافت هو أن مؤيدي هذه اللائحة يدعون أنها مدعومة من «حزب القوات اللبنانية»، وما عزز هذا الادعاء هو رسائل «س.م.س» المرسلة إلى معظم اهالي القرية تعلن تأليف لائحة مدعومة سياسيا من «القوات». بالاضافة الى ذلك، يحكى أن بعض المناصرين لـ«القوات» قد تلقوا اتصالات من مراجع قواتية مسؤولة تدفعهم إلى الوقوف الى جانب هذه اللائحة.
في المقابل، يؤكد مسؤول «القوات» في منطقة جزين سامر عون لـ«السفير» انه «حتى الساعة، وفق معلوماتي المتواضعة، ليس هناك أي توجه حزبي على صعيد القيادة لدعم أي من اللائحتين في صفاريه، وترك الوضع للتنافس الداخلي العائلي ضمن البلدة». وهو ما ينطبق وفق عون «على بلدتي كفرجرة وأنان، إذ ليس هناك تعميم حزبي للتدخل».
صعوداً نحو بلدية أنان. البلدية الوحيدة المستحدثة في القضاء، التي تشهد للمرة الأولى في تاريخها انتخابات بلدية بعدما اقتصرت «المعارك» فيها سابقاً على المقاعد الاختيارية، كادت تنجو من معركة انتخابية بعدما توحد الموقف حول رئيس توافقي، وتأليف لائحة مكتملة الاعضاء، لولا ترشح مفاجئ ومنفرد لاحد ابنائها ساهم في تعطيل مناخ التزكية.