نصف الانتصار البرتقالي في كسروان من كفرذبيان
صحيفة الأخبار ـ
ليا القزي:
في مركز التيار الوطني الحر في كفرذبيان لا تزال شجرة الميلاد البرتقالية صامدة عكس الأعلام الحزبية التي «شلّعتها» رياح الشتاء القاسية. كأغلبية المسؤولين في التيار، يغلب الطابع الفرنكوفوني على اللكنة الكسروانية، في حديث مسؤول الهيئة جاد مهنا. يقسم مهنا الحالة العونية الى قسمين: الناس الذين يحبون العماد ميشال عون، والآخرون الذين ينتمون إلى التيار إيماناً منهم بالمبادئ التي يجسدها، مع توجيه النقد عندما يكون ذلك ضرورياً. في كفرذبيان يصنَّف نحو 70% عونيين منذ عام 1989. وفي الانتخابات النيابية عام 2009، صوّت أكثر من 1900 ناخب من أصل نحو 3200 مقترع لمصلحة لائحة التيار الوطني الحر. أي إن فارق أصوات كفرذبيان بين اللائحتين مثّل أكثر من نصف الفارق العام في القضاء بينهما (الفارق بين جيلبرت زوين ومنصور البون كان نحو 1300 على مستوى القضاء و700 في كفرذبيان).
بارتياح يتحدث مهنا عن انتخابات عام 2013، حاسماً المعركة منذ الآن لمصلحة تياره، مستنداً إلى أن «البطريركية المارونية ستنأى بنفسها عن المعركة هذه المرة»، متجاهلاً حزب الكتائب والعائلات الكسروانية التقليدية. أما رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، فقد «أقحم نفسه في حرب مع الكنيسة، وعلى أحدهم أن يدفع ثمنها». ويزيد على ذلك أن «ربح التيار في كسروان هو انتصار لبكركي».
الجنرال الحلم
لا ينكر مهنا رغبة أهالي كفرذبيان في إجراء نفضة على صعيد نواب المنطقة، مستثنياً العماد عون؛ لأن «حلم كل لبناني أن يترشح الجنرال في دائرته». أما باقي النواب فتطرح أسئلة كثيرة عنهم: «هناك فريق غاضب على فريد إلياس الخازن، ظناً منه أنه عمل على إسقاطه في الانتخابات البلدية الأخيرة. نعمة الله أبي نصر ويوسف خليل لا طعم ولا لون لهما عند الناس. وأخيراً سيدة التكتل الوحيدة جيلبيرت زوين ضائعة، ودائماً يسأل الناس لماذا لا نشعر بوجودها؟».
إنجازات عونية
يفتح مهنا، الذي يرفض أن يقال عنه إنه «عوني»، «الكتيب البرتقالي» فور سؤاله عن أعمال تياره في كفرذبيان، مغتنماً الفرصة لإبراز إنجازات هيئته التي مضت سنة على تسلمه قيادتها. على الصعيد الخاص، أسهمت الهيئة بعقد مصالحة بين أبناء البيت الواحد بعد أن فرقتهم الانتخابات البلدية الأخيرة، «يبقى القليل الذين يحتاجون إلى مزيد من الوقت ليقتنعوا بأن التيار أهم من العائلات».
على الصعيد الخدماتي، أدت الهيئة دور الوسيط بين مكتب العماد عون ممثلاً بجورج دغفل والبلدية. وتوزعت المطالب بين عامة، كحل مشكلة السنترالات الهوائية وتأهيل الشبكة الكهربائية وتزفيت الطريق من فقرا حتى كعب الوادي وتشجير الأراضي وتأهيل قنوات المياه، والخاصة التي نفذت جميعها تقريباً باستثناء طلبات التوظيف.
يحار مهنا عند السؤال عن العلاقة بين هيئة كفرذبيان ولجنة قضاء كسروان برئاسة جوزف فهد؛ فعلاقته الشخصية به تفرض عليه مستوى معيناً من الكلام، ولكن بخجل يصرح: «لسنا راضين عنها، لقد جرب فهد سابقاً، وكان من الممكن أن نحقق في عهده نتائج أفضل، لا يجوز أن تغير اللجنة قبل سنة ونصف من الانتخابات»، ويوضح أن اللجنة القديمة برئاسة دانيال قسيس استقالت ولم تُقَل.
كفرذبيان صمام الأمان
أظهرت النتائج النيابية الأخيرة أن كفرذبيان تمثّل صمام الأمان للتيار الوطني الحر في كسروان، ويعود الأمر _ استناداً إلى المختار «المعتدل» وسيم مهنا _ إلى العاطفة التي تكنها المنطقة للجيش، وتعاطفها مع «العماد عون» منذ حرب التحرير.
تُعَدّ كفرذبيان من أغنى البلديات الكسروانية، لكنها كانت طوال 40 عاماً محرومة إنمائياً، وبالرغم من مرور دورتين على «حكم التيار» في كسروان، إلا أنها بحسب المسؤول الإعلامي في البلدية أنطوان عقيقي «لم تشهد خيراً حتى هذه السنة مع تسلم الهيئة الجديدة والتواصل بين مكتب العماد عون والبلدية»، مشيراً إلى أن تجربة النواب باءت بفشل ذريع. يصر عقيقي على ضرورة ترشيح شخص من كفرذبيان؛ «فنحن لن نتخلى عن النمرة الزرقاء». ويستطرد: «كفرذبيان أوصلت النواب الخمسة إلى البرلمان؛ فهي التي أنقذت التيار».
خلال جولة في كفرذبيان، تظهر الهوة بين نواب القضاء والمواطنين؛ فبسام صقر يشن حملة على النواب. وللخازن حصة الأسد من الانتقادات بسبب وعوده بإنشاء محطات تكرير، التي بقيت حبراً على ورق. أما مارغريت عقيقي، فهي «عالعميانة» مع التيار الوطني الحر، بالرغم من «زعلها» من النائب الخازن لدعمه خصمها في الانتخابات البلدية وتقاعسه عن العمل في البلدة.
الكتائب: وضع التيار «تعتير»
في المقابل، يصف رئيس قسم الكتائب سابقاً في كفرذبيان سهيل عقيقي، وضع التيار بـ«التعتير»، متحدثاً عن «التشتت الذي يصيب الهيئة والانقسام بين أبناء الصف الواحد، والتشبث بالرأي من دون أي اعتبار للآخر». بدوره، يصف رئيس قسم الكتائب الحالي طوني صقر العلاقة مع التيار بـ«الجيدة»، فهم يمارسون واجبهم.
يستغرب النائب الخازن ما قيل عنه في ضيعته. بالنسبة إلى موضوع انتخابات البلدية التي اتهم بأنه داعم للائحة التي ترأسها جان عقيقي، يتحدى الخازن أن يكون قد طلب من أحد التصويت لهذا أو لذاك: «القصة أن هذه الانتخابات استغلت لضرب التيار في واحد من أكبر معاقله»، لافتاً إلى أن يوسف الخازن المقرب من النائب السابق فريد هيكل الخازن يجند كل طاقاته لمحاربة التيار، وكان له دور أساسي في البلبلة التي رافقت الانتخابات البلدية.
أما عن الصرف الصحي، فيؤكد أنه منذ عام 2007 – 2008 يعمل على مشروع بناء محطة تكرير تغطي المنطقة من جعيتا حتى كفرذبيان، وقد توافر التمويل من ألمانيا التي بعثت بوفدين للكشف على المكان. يضيف: «أنا عملت من الصفر، وسعيت حتى تبرعت ألمانيا بمبلغ 20 مليون يورو، وقد أقر المشروع في مجلس الوزراء». من المفترض أن يلزّم بمهلة أقصاها سنة إذا لم يعرقل في الإدارات اللبنانية.
للمرة الأولى منذ فترة طويلة تزفت الطريق في كفرذبيان، وقد صرف لهذا الغرض مبلغ 850 مليون ليرة لبنانية. وعندما خالف المتعهد الشروط، اعترضت البلدية وتقدمت بكتاب لوزير الأشغال الذي أجبر المتعهد على إعادة التزفيت.
يلتقي الخازن مع أبناء كفرذبيان في موضوع الحفاظ على النمرة الزرقاء، فتغييره أمر غير مطروح حتى الساعة.