صحيفة السفير ـ
محمد صالح:
انطلقت في عاصمة الجنوب خلال الأيام الماضية، تحذيرات من «أن تضيع على صيدا فرصة إدراج المدينة القديمة الأثرية على لائحة التراث العالمي». تلك التحذيرات اتسعت رقعتها في المدينة، على ضوء المعلومات التي تحدثت عن نية البلدية استبدال البلاط الأسود «مكعبات»، المرصوف قبالة الواجهة البحرية لصيدا، ما بين قلعة صيدا البحرية وميناء الصيادين، على البوليفار البحري، بالاسفلت.
مصادر بلدية أكدت لـ«السفير» على أن «منظمة الاونيسكو، كانت قد اعترضت في الماضي على مرور البولفار البحري في محاذاة المدينة القديمة. واعتبرت أن ذلك يشكل عائقاً أساسياً في وجه مدينة صيدا الأثرية القديمة، للترشح للانضمام للائحة التراث الإنساني العالمي». وتضيف المصادر أن «مؤتمر المدن المتوسطية التراثية، الذي عقد في مدينة صيدا في نيسان 2001، سجل تحفظه على مرور البولفار البحري بمحاذاة المدينة القديمة، إلاّ أن بلدية صيدا ومجلس الإنماء والاعمار أصرا حينها، على تنفيذ الطريق على الواجهة البحرية خدمة لمرفأ صيدا والذي كان من المفترض توسعته وتأهيله». وترى المصادر أنه «كتسوية، تم رصف جزء من الواجهة البحرية بمحاذاة المدينة القديمة وميناء الصيادين التراثي بطبقة من المكعبات الحجرية، لإجبار السيارات والآليات على تخفيض السرعة، والحد من الارتجاجات الناجمة عن مرور الشاحنات الكبيرة والآليات الثقيلة في المنطقة».
وتلفت المصادر إلى «أن فشل وزارة الأشغال العامة، والقوى الأمنية، في منع مرور الآليات الثقيلة على استخدام تلك الطريق، أدى إلى إحداث الأضرار في تلك المكعبات، وجعل الطريق مصيدة للسيارات». وتؤكد المصادر على أن «بلدية صيدا تنوي تعبيد الطريق البحرية، مقابل المدينة القديمة، إلا أن جهات تراثية وبلدية سابقة تفضل إعادة تأهيل البوليفار البحري، حسب المواصفات الهندسية المطلوبة بحيث تؤهل الطبقة السفلية، ويدمج مع الطبقة الرملية الاسمنت بنسبة 15 في المئة. والاسمنت ضروري لامتصاص الرطوبة، ومن ثم توضع طبقة عازلة لمنع وصول الرطوبة إلى طبقة الحجر المكبوس، على أن تستبدل المكعبات الحالية بمكعبات بسماكة 20 سنتيمترا، وعرض وطول 15. بدل المكعبات الحالية التي لا تتمتع بتلك المواصفات. وذلك الإجراء يعطي الطريق البحرية مناعةً ضد تشكل الحفر ويجعلها صالحة لمرور الآليات الثقيلة، في حال كان هنالك ضرورة قصوى لمرور مثل تلك الآليات، ويحفظ حق مدينة صيدا في التقدم مستقبلاّ للانضمام للائحة التراث العالمي».
في المقابل، حذر رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري من أن «صيدا ستفقد فرصتها نهائياً بإدراج المدينة القديمة الأثرية على لائحة التراث العالمي، في حال تمّ استبدال البلاط الرديء النوعية، الموجود قبالة رصيف ميناء الصيادين بالاسفلت». ودعا البزري «وزارة الأشغال العامة وبلدية صيدا، إلى إعادة النظر في الموضوع، واستخدام نوعية أفضل من البلاط والحجارة لتعبيد الطريق المواجه للمدينة الأثرية، حسب إرشادات منظمة الأونيسكو، والطلب من القوى الأمنية التشدد في منع عبور الشاحنات الثقيلة على الطريق، ووضع عوائق تحدُّ من حجم وحمولة وارتفاع الآليات التي تعبر بشكل يومي».
الموضوع التالي